قوة القلب والشجاعة
قوّة القلب والشجاعة
يدلّ مفهوم الشجاعة أو كما يُسمى في اللغة الفرنسية Courage على أحدِ أهمّ الصفات التي يجب على المرءِ التحلّي بها، والتي تختصر مفاهيمَ الجرأةِ، والقوّة، وعدم التردّد، وقد جاءَ في لسانِ العرب أنّ مفهوم الشجاعة يعني: قوّة القلب في البأس، والتهديد، والخطر، وفي الحقّ والشرّ، وكافّة مناحي الحياة، وهناك الشجاعة الطبيعيّة وهي شجاعة الإنسانِ أمامَ المرض وغيره، والشجاعة الأخلاقيّة وهي التي يكتسبُها المرءُ مع التربية في البيئة السليمة، وتتمثّل في التصرّف اللائق في المواقف المختلفة، التي تتطلّب قولَ كلمة الحقّ أو فعلها.
أسباب قوّة القلب والشجاعة
تتعدّد الأسبابُ وراء اكتساب الإنسان قوّة القلب والشجاعة، والتي تدفعُه لاتّخاذ القرارات السليمة في المواقف المختلفة، والتي تتمثّل بشكل مباشر فيما يلي:
- أسباب تعود للتربية والتنشئة للشخص منذ طفولته، ولها تأثيرٌ أساسيّ في إكساب الشخص مفاهيمَ الشجاعة وقوّة القلب وتعزيزها.
- خوض التجارب وتنوّعها يجعلنا ندخلُ عوالمَ لم ندخلْها من قبل، وبعد التجربة فإنّ العقل البشريّ يعتادُ على الأمر مهما كان.
- مواجهة ما حولَنا من مخاوفَ بمنطقيّةٍ وواقعيّةٍ يعزّزُ فينا القوّة ورباطةُ الجأش.
- تدريبُ النفس على أمور مختلفة، كتعلّم القتال، والغوص، وركوب الخيل، وخوض التجارب واكتساب الخبرات الذاتيّة منها، حيث إنّ ذلك يكسبُه القوّة والشجاعة، ويزيدُ من حصيلتِه المعرفيّة اتجاه الأمور المختلفة، علماً أنّ الجهلَ يزيدُ من الخوف، ويقلّل من المبادرة والإقدام.
- الفطرة البشريّة لدى الإنسان، فهناكَ فئةٌ من النّاسِ مفطورةٌ على صفتيْ الشجاعة وقوّة القلب، بناءً على عواملَ مختلفة ربما لم تتوفّرْ لفئةٍ أخرى.
العرب والشجاعة
إنّ تاريخَنا العربيّ والإسلامي مليءٌ بأمثلة الشجاعة العظيمة، وأوّل من قدّم أروع الدروس في ذلك سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي دافع عن رسالة الإسلام بشجاعة وفروسيّة وبسالة، ووقف أمام العالم بأسره متحدياً إياهم منفرداً محققاً الانتصار عليهم، كما قدّم الصحابة -رضي الله عنهم- أفضل الدروس التي تدلّ على قوّة قلبهم، ويتميّزُ العرب بشكل عامّ في هذه الخصال الحميدة.
كيفية تعزيز صفة الشجاعة
- الإيمان المُطلق بأنّ الحياة الدنيا دارَ عملٍ وانتقال من شأنه أنْ يمنحَ البشر قوّة استثنائيّة تمكّنهم من الإقدام على الحياة ببسالة.
- تربية الأبناء على القوّة والحق، وإكسابهم مهارة التفريق بين الصائب والخاطئ، والتعبير عن وجهات نظرهم بشكل عام دون خجل
وخوف.
- العيشُ في الواقع وفهمُه بشكل جيّد، وتجنّب الأوهام والخيال، والوعي التامّ بكلِّ العوامل والظروف المحيطة، وتحديد أفضل السبل للتعامل معها.
- تعزيز مهارات التواصل والمخاطبة والتفاعل مع الآخرين، والسعيُ لتنمية المخزون الفكريّ والثقافيّ حولَ مختلف الأمور والجوانب الحياتيّة.