حلم الحناء
تفسير النابلسي للخضاب (الحناء) في المنام
خضاب هو في المنام ستر وتغطية، والخضاب في اللحية دليل على الرياء والتدليس بالأعمال والخضاب لمن يليق به التظاهر بالنعم وإرغام للأعداء ودليل على الأمن من الخوف ولمن لا يليق به دليل على الهموم والأنكاد والديون وهجران الأحبة وحكم خضاب رأس المرأة كحكم خضاب شعر اللحية وخضاب الشيب قوة وبطش وجاه فإن رأى أن خضبها بالحناء وقبل الخضاب فإنّه على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خضب رأسه دون لحيته فإنّه يستر مال رئيسه فإن خضبهما جميعاً فإنه يستر فقره ويطلب جاهاً في الناس فإن قبل الشعر الخضاب فإنه يرجع جاهه ولا يبقى كثيراً ويتجمل بالقناعة ثمّ ينكشف.[1]
فإن رأى أنّه يخضب بغير ما يخضب به الناس من طين أو جص أو ما أشبه ذلك فإن قبل الخضاب فإنه يعطي حاله بمحال من الأمر، وإن لم يقبل فإنّه يشتهر حاله ولا يستتر، فإن رأى أنّه خضب بالحناء والجادي وقبل الخضاب فإنّه رجل جاهل لكنّه يتوب ويرجع عن ضلالته، وإن رأى رجل أن أصاب مخضوبة بالحناء فإنّه يكثر التسبيح، فإن رأى كفه مخضوبة نال كثرة في معيشته فإن رأى أن يده اليمنى مخضوبة وحشة فإنّه يقتل رجلاً فإن رأى أن يديه مخضوبتان فإنّه يظهر ما في يديه من خير أو شر أو من حرفته أو من ماله أو من كسبه فإن رأى أن يديه منقوشتان بالحناء فإنّه يحتال حيلة من البيت لضرورة أو قلة كسب ويشمت به عدوه وربما كاد ذلك أن يشتهر من كسب يديه ويناله ذل.[1]
فإن رأت امرأة أن يدها منقوشة فإنّها تحتال لزينتها في أمر هو حق فإن كان النقش من ذهب فإنّه حيلة مكتسبة بأدب وإن كان النقش من طين فإنّه تسبيح لله تعالى فإن رأت أنّها مخضوبة بالحناء فإنّه يحسن زوجها إليها، فإن رأت أنّها خضبتها فلم تقبل الخضاب فإنّ زوجها لا يظهر حبها، فإن رأت أنّ يديها منقوشتان قد اختلط بعضها ببعض فإنّها تصاب بأولادها فإن كانت يد رجل منقوشة بالذهب فإنّه يحتال بحيلة ويذهب ماله أو معيشته فيها والمرأة إذا رأت أن يدها مخضوبة بالذهب فإنّها تدفع مالها إلى زوجها حتّى يأكله وينالها من زوجها فرح وقوة ودولة.[1]
تفسير ابن سيرين للخضاب (الحناء) في المنام
الخضاب ستر وإذا كان الخضاب بالحناء دل على تمسكه بالسنة فإن رأى كأنّه خضب رأسه دون لحيته فإنّه يحفظ سر رئيسه فإن رأى كأنّه خضبهما جميعاً فإنّه يجتهد في إخفاء فقره، ويطلب القدر عند الناس، وإن قبل الشعر الخضاب فإنه يرجع جاهه ولا يبقى كثيراً ويتحمل بالقناعة ثم ينكشف، فإن رأى كأنّه يخضب بطين أو جص فإنّه يطلب محالاً ويشتهر أمره وخضاب أصابع الرجل بالحناء دليل على كثرة التسبيح، وخضاب أصابع المرأة بالحناء يدل على إحسان زوجها إليها، فإن رأى كأنّها خضبتها فلم تقبل الخضاب فإن زوجها لا يظهر حبها، فإن رأى الرجل كفه مخضوبة خضاباً وحشاً نال كداً في معاشه.[2]
إن رأى كأنّ يده اليمنى مخضوبة خضاباً وحشاً دلت رؤياه على أنّه يقتل رجلاً، فإن رأى كأنّ يديه مخضوبتان بالحناء فإنّه يظهر ما في يده من خير أو شر أو من ماله أو من مكسبه أو من صناعته، فإن رأى يديه منقوشتين بالحناء فإنّه يحتال حيلة من البيت ليصرف عض أثاث البيت في نفقته لقلة كسبه يشمت به عدوه ويناله ذل فإن رأت امرأة يدها منقوشة فإنها تحتال لزينتها في أمر هو حق فإن كان النقش بالطين دل على كثرة تسبيحها فإن رأت نقش يديها قد اختلط بعضها ببعض أُصيبت بأولادها فإن رأت كأن يدها مخضوبة بالذهب أو منقوشة به فإنّها تدفع مالها إلى زوجها أو يصيبها منه فرح، فإن رأى رجل أنّه مخضوب أو منقوش بالذهب فإنّه يحتال حيلة يذهب بها ماله أو معيشته.[2]
تفسير ابن شاهين للخضاب (الحناء) في المنام
أمّا الخضاب في اللحية فإنّه يدل على خفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وربما دلّ على التصنع والرياء إِذا خضب بخلاف المسلمين، ومن رأى أنّه خضب ولم يعلق الخضاب فإنّه يغطى من حاله ما يشتهر للناس فإن علق الخضاب ستر الله العيب عنه ومن رأى أنّه يختضب بطين وما أشبه ذلك ممّا لا يكون التخضيب به، فإنّه يغطى حاله بمحال بحيث لا يختفي على الناس أو يصيبه مكروه وجزع لقول الناس فلا تختضب بغير حناء وكذلك في جميع الأعضاء، وخضاب أصابع الرجل بالحناء يؤول بكثرة التَسبيح، وللمرأة يؤول بإحسان زوجها إليها، وإِن رأت كأنّها خضبت أصابعها لا يظهر حبها، وإن رأى الرجل أنّه مخضوب خضابا شيناً فإنّه كثرة في معاشه ومن رأى أنّ يديه مخضوبة بالحناء فإنّه يظهر حذاقة في صناعته ويطلع على ملكه الناس ولا خير في نقش اليدين ولا بأس به للمرأة.[3]
تفسير ابن غنام للخضاب (الحناء) في المنام
الخضاب في غير محله خوف وهم وفي محله زينة، وخضاب رجْلي الرجل ونقشها موت أهله وللمرأة موت الزوج إذا كان أسوداً وهو مشبه بالسخام، ومن خضبت رأسه أو لحيته بالطين أو العجين أو مالا يمسك خضابه فإنّه يستر أحواله بالرؤيا والنفاق ولا يخفى أمره، بل يظهر عليه فقل له يترك ما عزم عليه، واليد المخضبة في المنام معيشة بكد فإن أصابعه فإنّه يكثر التسبيح ومن خضب يده في دم جيفة فإنّه يحضر فتنة لأنّ ذلك سنة الجاهليّة في الزمن المتقدّم إِذا أرادوا الحرب، ومن رأى بيده خضاباً وحشا فإنّه يقتل إنساناً ويخرجه، وقيل من رأى يديه مخضوبتين فقد أشرف على ذهاب ما في يديه من مال أو صنعة، ومن رأى إحدى يديه مخضوبة وعليها خرق مشدودة فإنّه يقهر في المخاصمة ويعجز عن عدوه. [4]
وقبض اليد قتر في الرزق لقوله تعالى: (وَيَوْم يعَض الظَّالِم على يَدَيْهِ)،[5] اليد المنقوشة بالحناء حاجة وضرورة إلى شيء من البيت ليبيعه من قلة الكسب وربما ناله ذل، وأمّا المرأة إِذا رأت كأنّها تخضب يديها ولا يعلق لها خضاب فإنّ زوجها لا يظهر حبها، وإن علق خضابها فإنّ زوجها يُحسن إِليها، وإن رأت امراة كأنّها منقوشة بطين فإنّها تسبح الله كثيراً، ومن رأت نقشها مختلطاً وحشا فإنّها تصاب بأحد من أولادها أو من يعز عليها، ومن رأى يديه منقوشتين بالذهب فإنّه يحتال بحيلة يذهب فيها ماله، وإن رأت امرأة يديها منقوتين بالذهب فإنّها تدفع مالاً إِلى زوجها ويأكله وينالها فرح.[4]
تفسير آخر للنابلسي للخضاب (الحناء) في المنام
ومن رأى أن رجليه مخضوبتان وقد نقشهما فإنّه يصاب بأهله فإن رأت ذلك امرأة أصيبت ببعلها واليد المخضوبة معيشة نكدة، ومن خضب يده في جيفة فإنّه يحضر فتنة، ومن رأى يديه مخضوبتين فقد أشرف على هلاك ما في يده من مال أو صنعة، ومن رأى بيده خضاباً وعليها خرق مشدودة فإنّه يقهر في المخاصمة ويعجز عن عدوه، وتقميع الأصابع بالحناء حصول تمر أو عناب، ومن رأى أنّه يخضب بغير حناء فإنّه يصيبه ما يكره أو يغطي حاله بمال من الأمر، وخضاب الحناء والكتم لمن به وجع يدل على برئه وصحته، وخضاب الشعر بالسواد يدل على سوء الحال وفساد الأعمال لأنّه يقال أول من خضب بالسواد فرعون وقد يدل الخضاب به على تغطية أمره وجهله.[1]
والخضاب زينة وفرح للمرأة والرجل ما لم يجاوز العادة والخضاب يدل على إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن عيون الناس وربما دل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين، فإن علق الخضاب انستر عليه وإن لم يعلق انكشف حاله، وخضاب اليدين والرجلين تزيين بيته وعبيده وأمواله بما لا يليق به كلبس الحرير والذهب للوالدين، وإن كان فقيراً فلعله ممن يعطل وضوءه ويترك صلاته، وهو للنساء سرور ولباس حسن وفرح؛ لأنّه من زينتهن في الأفراح وقد يكون الخضاب في اليدين سفراً أو سيراً وإن جاوز الخضاب موضعه في اليدين والرجلين كفعل النساء أصابه خوف شديد من قبل ماله أو رفيقه ما يبلغ الخضاب.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام ، بيروت: دار الفكر، صفحة 108-109.
- ^ أ ب محمد بن سيرين (1940)، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، .: مكتبة وطبعة مصطفى البايي الحلبي وأولاده، صفحة156-163 جزء1.
- ↑ خليل بن شاهين، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 652.
- ^ أ ب يحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط)، مكتبة الجامعة الأردنية: صورة مخطوطة، صفحة 78، 324-325.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 27.