ارتفاع الضغط عند الحامل وعلاجه
ارتفاع الضغط عند الحامل
يُعدّ ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension) خلال فترة الحمل من المشاكل الصحيّة الشائعة نسبيّاً حيثُ تُقدّر نسبة النساء اللاتي يعانين من مشكلة ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل في الولايات المتحدة الأمريكية بما يُقارب 8%، ويُقسم ارتفاع ضغط دم المرأة الحامل إلى عدّة أنواع مختلفة منها ما يظهر لأول مرة خلال فترة الحمل، ومنها ما تعاني منه المرأة قبل حدوث الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المشكلة يمكن السيطرة عليها ومنع تطوّرها، أمّا في حال عدم الحصول على الرعاية الصحيّة المناسبة فقد تؤدي إلى بعض المضاعفات الصحيّة الخطيرة على الأم الحامل والجنين، مثل الولادة المبكّرة، وانخفاض وزن الجنين.[1]
علاج ارتفاع الضغط عند الحامل
يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم عند الحامل على عدّة عوامل مختلفة، مثل معدّل ارتفاع الضغط، ونوع ضغط الدم، والأعراض المصاحبة للحالة، وفيما يلي بيان لبعض الطرق العلاجيّة المتّبعة:[2]
تغيير نمط الحياة
يوجد عدد من النصائح والتغييرات التي تساعد على السيطرة على مستويات ضغط الدم لدى الحامل، نذكر منها ما يلي:[3]
- تجنّب التدخين، والمشروبات الكحولية، والأدوية غير الشرعيّة.
- مراقبة زيادة الوزن، وتجنّب اكتساب الوزن بشكلٍ كبير.
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، والحرص على خفض نسبة الصوديوم في الطعام.
- مراجعة الطبيب بشكلٍ دوريّ.
- الحرص على تناول أدوية ضغط الدم المرتفع بشكلٍ منتظم وصحيح.
- ممارسة التمارين الرياضيّة وزيادة النشاط البدنيّ، مع الحرص على اتّباع نصائح الطبيب حول الحصول على الراحة الكافية خصوصاً في حال المعاناة من مقدمات الارتعاج.
الحالات المستقرة
في حال كان ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل مسيطر عليه يمكن اتّباع الإجراءات العلاجيّة التالية:[2]
- القيام بعدد من الاختبارات التشخيصيّة بشكلٍ دوريّ لمراقبة الحالة الصحيّة للمرأة الحامل.
- زيارة الطبيب المختص بأمراض القلب والشرايين، والحرص على التنسيق بين الأطباء، بسبب ضرورة حصول الحامل في هذه الحالة على رعاية صحيّة متخصّصة.
- مراقبة صحة ونمو الجنين من خلال إجراء عدد من الاختبارات المختلفة، مثل التصوير بجهاز الموجات فوق الصوتيّة المعروف بالسونار، ومراقبة نبض الجنين.
- الحرص على الحصول على كميّات كافية من الكالسيوم بسبب تأثيره في معدّل ضغط الدم، ودوره في تقليل احتمالية الولادة المبكّرة، والوقاية من الإصابة بمقدمات الارتعاج أو ما يُعرف بمرحلة ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Pre-eclampsia).
- وصف الطبيب لبعض أنواع الأدوية للمساعدة على السيطرة على معدّل ضغط الدم، مثل دواء لابيتالول (بالإنجليزية: Labetalol)، ونيفيديبين (بالإنجليزية: Nifedipine)، ومثيلدوبا (بالإنجليزية: Methyldopa)، والتي تُعدّ من الأدوية الآمنة خلال فترة الحمل.
- قد يقوم الطبيب بوصف جرعة منخفضة من دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) في بعض الحالات للوقاية من الإصابة بمقدمات الارتعاج.
الحالات الشديدة
في حال زيادة شدّة ارتفاع ضغط الدم، أو الوصول لمرحلة ما قبل تسمم الحمل أو مقدمات الارتعاج قد تحتاج المرأة الحامل إلى دخول المستشفى لمراقبة حالتها الصحيّة ومراقبة صحة الجنين باستمرار، كما يعمل الطبيب على محاولة منع تطوّر مقدمات الارتعاج لضمان النمو السليم للجنين قبل الولادة، وفي بعض الحالات يتمّ إعطاء المرأة الحامل دواء كبريتات المغنسيوم (بالإنجليزية: Magnesium sulfate) عبر الوريد للوقاية من حدوث النوبات التشنجية، أمّا في بعض الحالات الشديدة فقد يقوم الطبيب بإجراء عمليّة ولادة مستعجلة لمنع تطوّر الحالة، والتخلّص من الأعراض المصاحبة لها.[2]
الوقاية من ارتفاع الضغط عند الحامل
لا يوجد طرق مؤكّدة يمكن اتّباعها للوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، ولكن توجد عدد من النصائح التي تخفض من خطر الإصابة بهذه الحالة، وفيما يلي بيان لبعض منها:[2]
- قياس ضغط الدم بشكلٍ روتينيّ، للمساعدة على الكشف المبكّر لارتفاع ضغط الدم.
- المحافظة على الوزن الصحيّ.
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام بعد استشارة الطبيب.
- الحرص على تناول الوجبات الصحيّة.
- مراجعة الطبيب بشكلٍ دوريّ.
- الالتزام بتناول المكمّلات الغذائيّة المخصّصة للحمل.
- محاولة تجنّب التعرّض للتوتّر قدر الإمكان، وتعلّم مهارات التألقلم.
- الحرص على الحصول على الدعم اللازم.
مضاعفات ارتفاع الضغط عند الحامل
تُعدّ مشكلة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أحد المشاكل الصحيّة الخطيرة بسبب ارتفاع خطر مصاحبتها لعدد من المضاعفات الصحيّة التي قد تؤثر في الأم الحامل أو الجنين، ومن هذه المضاعفات نذكر الآتي:[4]
- الولادة المبكّرة: قد يتمّ إجراء الولادة المبكّرة من قِبَل الطبيب لمنع تطوّر بعض المضاعفات الصحيّة المهدّدة للحياة في حال ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
- انخفاض تدفّق الدم إلى المشيمة: تؤدي هذه الحالة إلى عدم حصول الجنين على كميّة كافية من الأكسجين والعناصر الغذائيّة، والذي بدوره يزيد من خطر حدوث الولادة المبكّرة، وانخفاض وزن الجنين، والإصابة بما يُعرف بإعاقة النمو داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine growth restriction)، ومعاناة الجنين من مشاكل في التنفّس، وزيادة خطر إصابته بالعدوى، وعدد من المضاعفات الصحيّة الأخرى.
- انفصال المشيمة المبكّر: يزداد خطر انفصال المشيمة المبكّر (بالإنجليزية: Placental abruption) في حال معاناة المرأة الحامل من مشكلة مقدمات الارتعاج، حيثُ تنفصل المشيمة عن جدار الرحم الداخليّ قبل انتهاء فترة الحمل، ممّا قد يُهدّد حياة المرأة الحامل والجنين في بعض الحالات التي تكون مصحوبة بحدوث نزيف شديد لدى المرأة.
- ضرر الأعضاء الحيويّة: في حال عدم السيطرة على معدّل ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية قد يؤدي إلى الإضرار ببعض الأعضاء الحيويّة في الجسم لدى المرأة الحامل، مثل الكبد، والكلى، والقلب، والدماغ، الأمر الذي بدوره قد يكون مهدّداً لحياة المرأة.
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة: حيثُ تؤدي معاناة المرأة الحامل من مشكلة مقدمات الارتعاج أثناء الحمل، أو الولادة المبكّرة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة في المستقبل.
المراجع
- ↑ "High Blood Pressure During Pregnancy", www.cdc.gov, Retrieved 20-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث Donna Murray (27-6-2018), "High Blood Pressure During Pregnancy"، www.verywellfamily.com, Retrieved 20-11-2018. Edited.
- ↑ "High Blood Pressure During Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 20-11-2018. Edited.
- ↑ "High blood pressure and pregnancy", www.mayoclinic.org,14-2-2018، Retrieved 20-11-2018. Edited.