-

تعريف التاريخ لغة واصطلاحاً

تعريف التاريخ لغة واصطلاحاً
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التاريخ

تدرّس مادة التاريخ ضمن المواد العلمية الرئيسية في العلوم الاجتماعية للمراحل الدراسية ما قبل الجامعية، وفي المرحلة الجامعية تصبح دراسة التاريخ أكثر تخصصاً، بحيث تمثل تخصصاً علمياً مستقلاً بذاته في كليات الآداب والتربية في الجامعات العربية المختلفة، وترجع أهمية دراسة التاريخ في المجتمع إلى إتاحة الفرصة لاستخلاص الخبرات التاريخيّة من دراسة الأحداث التي وقعت في الماضي والسياقات التي ارتبطت بكلّ حدث منها، وتفسير أسباب ونتائج تلك الأحداث، في محاولة للوصول إلى معرفة أفضل عن طبيعة الزمن الحاضر، ويستلزم البحث التاريخيّ منهجاً محدداً وضع من قبل الأكاديميين للتخلّص من الأساطير والطرق التي قد تبعد الإنسان عن الحقيقة، ويعتمد منهج البحث التاريخيّ على ثقافة الباحث في التاريخ لاستخلاص السياقات والدوافع التي أدّت إلى الأحداث التاريخيّة، وعموماً فإنّه على دارس التاريخ فهم معنى كلمة التاريخ والتفرقة بينها وبين التأريخ.

تعريف التاريخ لغة

التاريخ في اللغة هو التعريف بالوقت، فيكون تعريف الشيء بوقت حدوثه، ويعرف عند البعض بإسناده إلى حدوث أمر شائع ومشهور، كسقوط دولة أو قيام حرب أو غير ذلك، والمثال على هذا عام الفيل، فكان يقال أن فلان ولد بعد عام الفيل بعامين، وهكذا لشهرة تلك الحادثة أصبحت مقياساً للتاريخ، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبح التأريخ الإسلامي بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما استمر إلى يومنا هذا.

تعريف التاريخ اصطلاحاً

تعددت الأقوال في تعريف التاريخ من حيث الاصطلاح بين العلماء والباحثين قديماً وحديثاً، ومن أفضل تعريفات التاريخ ما وضعه ابن خلدون الذي يعتبر أحد المؤسّسين لهذا العلم في صورته الحديثة، حيث قال إنّ التاريخ في باطنه هو النظر والتحقيق وتعليل الكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيّات الوقائع وأسبابها، وبهذا فقد وضع اللبنة الأولى لما عرف بعد ذلك بفلسفة التاريخ، وسار على نهجه فولتير في فرنسا، ومن التعريفات الحديثة ما قاله المفكّر المغربي عبد الله العروي: إن التاريخ من صنع المؤرخ، فالمؤرّخ هو من ينتقي من الأحداث التاريخيّة المحفوظة ليصنع الأنساق ويستخلص الحقائق، أما في الغرب فإنّ التاريخ بحسب كولينغوود هو الماضي الذي يدرسه المؤرخ، بحيث يكون الماضي ما زال حياً في الزمن الحاضر.

الفرق بين التاريخ والتأريخ

من أكثر المشاكل التي يقع فيها الدارسون المحدثون للتاريخ الظنّ بأنّ التدوين التاريخيّ هو التاريخ، بينما يفرّق العلماء بينه وبين التاريخ في أنّ الكتابة عن ما حدث هو تأريخ، والتاريخ هو إعادة قراءة ما حدث وإعادة كتابته بصورة أخرى أقرب للحقيقة.