تاريخ بابل
الدولة البابليّة القديمة
تُشير السجلّات التاريخيّة القديمة إلى أنّ تاريخَ الإمبراطوريّة البابليّة يعودُ إلى عام ألفين ومئتين قَبل الميلاد؛ حيث تأسَّست في تلك الفترة أسرة حاكمة من الملوك البابليّين الذين كان أوَّلهم الملك سومو آبوم الذي حَكَم البلاد البابليّة في عام ألف وثمانمئة وأربعة وتسعين قَبل الميلاد، ثمّ تولّى حمورابي بعد ذلك حُكمَ بابل، والتي كانت تُمثِّل واحدة من مَمالك صغيرة مُتناثِرة في بلاد الرافدَين، وأصبح هذا الملك واحداً من أشهر ملوك الأسرة الحاكمة؛ إذ إنّه حرص خلال فترة حُكمه التي امتدَّت بين عامَي 1792م، و1750م على ضَمِّ الممالك الأخرى إلى حُكمه، واستطاع بذلك تأسيس بابل القديمة، كما أنّه سَنَّ عدّة تشريعات حكيمة، ومُنصِفة، وأنشأ العديد من الأسوار، والبوّابات، والمَعابد، وحدَّدَ هندسة العُمران في المدينة، وعلى الرغم من أنّ فترة حُكم حمورابي انتهت، وخَسِرت بابل القديمة الكثير من أراضيها، إلّا أنّها بَقِيت مُحافِظةً على قُوّتها.[1]
الدولة البابليّة الوُسطى
بدأَ العهد البابليّ الوسيط (أحد العصور المُظلِمة في تاريخ العراق) بعد أن غَزَت العراق أقوام الكشيّين؛ وهي جماعات جاءت من المناطق الشرقيّة، وقِيل: الشماليّة الشرقيّة؛ حيث أسَّسوا خلال فترة حُكمهم التي دامت نحو خمسة قرون عاصمة خاصّة بهم في المنطقة الواقعة قُرْب بغداد (حاليّاً)، وأطلقوا عليها اسم (دور- كوريكالزو)؛ نسبةً لاسم حاكمهم كوريكالزو، وقد تأثَّرت أقوامُ الكشيّين بالثقافة البابليّة؛ فاعتنقوا الديانة البابليّة، واستعملوا لغة بلاد بابل.[2]
الدولة البابليّة الحديثة
بدأت حِقبةُ الإمبراطوريّة البابليّة الحديثة في عام ستِّمئة وستّة وعشرين قَبل الميلاد، وذلك عندما تولّى القائدُ نبوبلاصر حُكمَ بلاد بابل، وبدأ يُخطِّط؛ لإنهاء الحُكم الآشوريّ، وقد تحقَّق له ذلك؛ حيث قضى على الإمبراطوريّة الآشوريّة، وتمكَّن من السيطرة على مُعظم الأقاليم التابعة لها، علماً بأنّ حُكم نبوبلاصر لبابل استمرَّ حتى عام ستِّمئة وخمسة قَبل الميلاد، ثمّ خَلَفه في الحُكم ابنه القائد العسكريّ الشهير نبوخذ نصّر، فتولّى حُكم البلاد البابليّة حتى عام خمسمئة واثنين وستِّين قَبل الميلاد، حيث استطاع خلال تلك الفترة أن يُوسِّعَ نفوذ الدولة، ليشملَ فلسطين، وسوريا، وفَرَض الجِزية على عدد من المناطق، وأخضعَ مملكة يهوذا، وعاصمتها أورشليم لحُكمه في عام خمسمئة وسبعة وتسعين قَبل الميلاد، كما أنّه سَبَى عددا كبيراً من سُكّانها.[3]
وفي عام خمسمئة وستّة وثمانين قَبل الميلاد، عاد القائد نبوخذ نصّر، وفتحَ مدينة أورشليم بعد انسحاب القُوّات المصريّة منها، وأمرَ بسَبْي نحو أربعين ألف يهوديّ من سُكّانها، وبالإضافة إلى هذه الإنجازات، اهتمّ نبوخذ نصّر خلالَ فترة حُكمه بالنهوض بالجانب العُمرانيّ للإمبراطوريّة البابليّة؛ فحصَّنها تحصيناً قويّاً، وأنشأ فيها المعابد، والقصور، والجنائن المُعلَّقة، وأصبحت الدولة البابليّة في تلك الفترة واحدةً من أقوى الدُّوَل في العالَم، وأكثرها ازدهاراً، وشُهرةً.[3]
سُقوط الدولة البابليّة الحديثة
بدأت بوادر انهيار الدولة البابليّة بعد انتهاء حُكم القائد العسكريّ، والملك العظيم نبوخذ نصّر، وذلك في عام خمسمئة واثنين وستّين قَبل الميلاد؛ حيث تولّى حُكمَ الدولة بعد ذلك عدد من الملوك الضعفاء الذين ساهموا بشكل كبير في تدهوُر الأوضاع السياسيّة، والعسكريّة، والاقتصاديّة، ويُعتبَر الملك نبونائيد الذي تولَّى الحُكم في عام خمسمئة وخمسة وخمسين قَبل الميلاد آخر هؤلاء الملوك البابليّين؛ إذ إنّه لم يتمكَّن من حماية الإمبراطوريّة البابليّة، والدفاع عنها، ممّا أدّى إلى انهيارها، وسقوطها على يد الملك الأخمينيّ كورش في عام خمسمئة وتسعة وثلاثين قَبل الميلاد، فانتهى بذلك وجود واحدة من أعظم الإمبراطوريّات في العَهد القديم.[2]
المراجع
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 13، جزء الرابع. بتصرّف.
- ^ أ ب "موجز تاريخ العراق القديم"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الدولة البابلية الحديثة 626-539 ق.م"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.