تاريخ الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة
هي قبلة المسلمين في الصلاة، فلا تجوز صلاة للمسلم دون التوجّه نحوها، وحولها يطوف المسلمون في موسم الحج، وسمّيت بالكعبة لأنّ شكلها مكعب، وتسمّى أيضاً بالبيت العتيق، وهي أوّل بيت وضع على وجه هذه البسيطة وفقاً للمعتقدات الإسلامية، حيث قال عزّ وجلّ في كتابه العزيز "إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ"، صدق الله العظيم، والكعبة المشرفة مرتبطة ارتباطاً كاملاً بالبيت الحرام، فلا يمكن الفصل بينهما زمانياً أو مكانياً، أو الحديث عن أحدهما دون الآخر.
بناء الكعبة
اختلف جمهور العلماء في أمر بناء الكعبة المشرفة، لعدم وجود نصوص قرآنية أو أحاديث شريفة صحيحة تخبرنا بمن بنى الكعبة أوّل مرّة ومتى، ولكن المشهور عند أهل السنة أنّ أوّل من بنى الكعبة المشرفة هم الملائكة ليطوفوا بها خوفاً من الله عز وجل حين قالوا "أتَجْعلُ فيها مَنْ يُفْسدُ فيها ويَسْفكُ الدماءْ"، وذلك ما ورد في شرح صحيح البخاري، وتفيد الروايات التاريخية بأن الكعبة قد بنيت 12 مرة عبر التاريخ،وقال قسم من العلماء بأن أول من بنى الكعبة هو آدم عليه السلام، ومنهم من قال بأن من بناها هو شيث عليه الصلاة والسلام، ويعتقد المسلمون أيضاً بأن من بناها هو سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما أمره الله تعالى برفع قواعد البيت وساعده ولده اسماعيل بذلك وأمره الله بعد ذلك بأن يؤذن للناس ليأتوا إليه ويحجوا، كما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز، وقد جاء سيدنا جبريل بالحجر الأسود، ولم يكن في بادئ الأمر أسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة بياضه، وذلك لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم "الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتّى سوّدته خطايا أهل الشرك"، فوضع الحجر الأسود في زاوية الكعبة واكتمل البناء.
موقع الكعبة
تقع الكعبة المشرفة في وسط المسجد الحرام تقريباً، وهي تأتي على شكل حجرة مربعة الشكل مرتفعة وكبيرة، حيث إنّ ارتفاعها يبلغ 15 متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها والجهة المقابلة له 12 متراً، أمّا الضلع الذي به الميزاب وما يقابله فطولهما 10 أمتار، وهذا لم يكن في عهد سيدنا إسماعيل عليه السلام، فكانت من غير سقف، وهي الآن بسقف، وتمّ تحسين بنائها بعد ذلك ممن جاء بعدهم، وبعدها جاء عبد المطلب بن هاشم وصنع لها باباً من حديد وحلّاه بالذهب، وكان بذلك أوّل من حلّا الكعبة بالذهب.