كيف تحصل الحيوانات على غذائها
الحيوانات
تُعدّ المملكة الحيوانيّة من أكثر الممالك اتّساعاً وحيويّةً على وجه الكرة الأرضية، ويُعدّ الغذاء بالنسبة لها مطلباً أساسيّاً لا يُمكن الاستغناء عنه؛ فالغذاء يُزوّد الحيوان بالطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة المختلفة. تعتبر جميع الحيوانات من المُستهلكات عضويّة التغذية، وهي الكائنات التي تمتاز بعدم قدرتها على صنع المواد العضوية، ولكن تحصل عليها من كائنات أخرى؛ حيثُ تُحطّم هذه المواد، وتكسر الروابط بينها لتحرير الطاقة الموجودة فيها من أجل القيام بعمليات الأيض.[1]
تصنيف الحيوانات حسب نوع غذائها
تُصنّف الحيوانات حسب طريقة تغذيتها إلى ثلاث مجموعاتٍ رئيسيّة، هي: الحيوانات العاشبة، والحيوانات اللاحمة، والحيوانات مزدوجة التغذية.[2]
الحيوانات العاشبة
الحيوانات العاشبة (بالإنجليزية: Herbivores)، هِي الحيوانات التي تَعتمد في غذائها على النباتات والأعشاب؛ حيث تُجري النباتات عمليّات البناء الضوئي من أجل الحصول على الطاقة، فتحوّل الحيوانات العاشبة الطاقة الكيميائيّة الكامنة في هذه النباتات إلى طاقة تَستخدمها في النمو، والحركة، والتنفّس.[1]
تملك الحيوانات العاشبة العديد من الخصائص التي تساعدها على اتّباع هذا النمط الغذائي، وأهم هذه الخصائص الآتي:[1][2]
- الأسنان: تمتاز أسنان هذا النوع من الحيوانات بأنها مُكيّفة ومهيّأة مع طبيعة هذا الغذاء؛ إذ تمتلك جميعها القواطع المُسطّحة والمُنبسطة التي تجعلها قادرةً على مضع الأعشاب مَضغاً جيّداً قبل إرسالها إلى المعدة، كما تتكيّف هذه الأسنان مع طبيعة الأكل؛ فالحيوانات التي ترعى العشب لها أسنان قادرة على تحمّل المضغ الجيّد وطول الاستخدام، في حين تتميّز الأنواع التي تتغذّى على الثمار بأنها تملك أسناناً قصيرةً، أمّا الأنياب فتختلف من نوعٍ لآخر؛ فقد تكون صغيرةً مثل الموجودة لدى الأحصنة، أو بارزة كتلك الموجودة لدى الخنازير، وأفراس النهر، وبعض الرئيسيّات، أما الحيوانات الأخرى فهي لا تمتلك انياباً.
- الشفاه: تتميز آكلات الأعشاب بالشفاه القادرة على الحركة؛ بحيث تساعدها على توجيه الطعام نحو الفم، والتي تعمل جَنباً إلى جنب مع عضلات الوجه واللسان لتَحقيق أكبر إمكانيّةٍ لمضغ الطعام.
- مفصل الفك: تمتلك الحيوانات العاشبة مفصل فكٍ يَعلو مستوى الأسنان، وذلك لتسهيل حركة الفكّين أثناء عمليات المضغ، كما يسمح للأسنان العلويّة والسفليّة بالتلاقي والعمل معاً على طول الفك لتسهيل عملية الطحن في حال كان الفم مُغلقاً.
- الجهاز الهضمي: تتميز الحيوانات العاشبة بامتلاكها أمعاء دقيقة طويلة يتراوح طولها ما بين 10-12 ضعف طول أجسادها، ونظراً لاحتواء النباتات والأعشاب على كميّاتٍ كبيرةٍ من السيليلوز فإنّ هذا الطعام يَحتاج إلى عمليّات تخمير حتى يسهل للحيوان الاستفادة من قيمته الغذائية، لذا تُقسم الحيوانات العاشبة حسب كيفيّة هضمها للطعام إلى قسمين، هما:[3]
- الحيوانات المجترة (بالإنجليزية: Ruminants): هي الحيوانات التي تتكوّن معدتها من أربع حجرات؛ حيث تبتلع الطعام إلى الجزء الأول من المعدة المُسمّى بالكرش الذي يُخمر الطعام بفعل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة فيه مثل البكتيريا، والبروتوزا، ثمّ يعود الطعام إلى الفم بفعل التقلّصات التموجيّة فتطحن الأسنان الطعام للاستفادة من المزيد من العناصر الغذائية.
- الحيوانات بسيطة المعدة (بالإنجليزية: Simple Stomach animals)، هي الحيوانات التي تُقطّع غذاءها من خلال أسنانها، ثم تساعدها الغدد اللعابية الموجودة في الفم على إفراز اللعاب الذي يُزوّد الفم بالإنزيمات اللازمة لعمليات الهضم، ثم ينتقل الطعام إلى المعدة أحادية الغرفة والأمعاء لإكمال عمليّات الهضم والامتصاص.
تضمّ هذه الفئة من الحيوانات أنواعاً وأصنافاً عدة؛ كالخيول، والأغنام والأبقار، بالإضافة إلى العديد من أنواع الحيوانات البريّة المختلفة والمُتنوعة والتي تتضمّن الجواميس، والغزلان، والحمر الوحشية التي تعتمد على الأعشاب والنباتات في غذائها، كما أنّ هناك بعض الحيوانات مثل اللافقاريات وتحديداً الرخويات تعيش على الطحالب، وهناك أنواعٌ أخرى تتّخذ من الأغصان والثمار التي تنمو على الأشجار غذاءً لها، ومن ضمن هذه الأنواع الفيلة، والزرافات، والماعز، وغيرها.[1]
الحيوانات اللاحمة
الحيوانات اللاحمة (بالإنجليزية: Carnivores) هي الأنواع التي تعتمد على تناول اللحوم في غذائها، ويُقسم هذا النوع من الحيوانات إلى نوعين أساسيين، هما:[1]
- آكلات اللحوم الأولية: (بالإنجليزية: Primary Carnivores) هي الحيوانات التي تَعتمد في تَغذيتها على آكلات الأعشاب.
- آكلات اللحوم الثانوية (بالإنجليزية: Secondary Carnivores)، وهي الحيوانات التي تعتمد في تغذيتها على آكلات اللحوم الثانوية.
الخصائص الجسدية للحيوانات اللاحمة
تمتلك الحيوانات اللاحمة العديد من الخصائص الجسديّة التي تساعدها في الحصول على غذائها، أهمها:[2]
- الفم: تمتلك الحيوانات اللاحمة فتحة فم كبيرة مُقارنةً بحجم الرأس لإعطائها قوّةً كبيرة في التحكّم بالفريسة وتقطيعها.
- مفصل الفك: تمتلك الحيوانات اللاحمة مفصل الفك في نفس مستوى الأسنان، ما يجعلها مستقرّةً؛ حيث يكون هذا المِفصل بمثابة نقطة محوريّة للفكّين العلوي والسفلي.
- الأسنان: تمتلك الحَيوانات اللاحمة القواطع القصيرة، والحادّة التي تستخدمها للتمزيق، أمّا الأنياب، فتتميّز بأنها طويلة، وحادة ومنحنية، يتم استخدامها لقتل الفريسة، أمّا الأضراس فتتميّز بأنها مسطحة، وثلاثية الشكل، ذات حواف خشنة، بحيث تلعب دور الشفرات ذات الحواف المسننة.
- الجهاز الهضمي: تمتلك الحيوانات اللاحمة معدةً كبيرة أحادية الغرفة، تُشكّل ما يقارب 60-70% من سعة الجهاز الهضمي، ويعود سبب وجود المعدة الكبيرة إلى جعل الحيوان يشعر بالامتلاء؛ حيث يصطاد الحيوان مرّةً واحدةً فقط في الأسبوع، كما تتميّز المعدة برقم هيدروجيني منخفض يتراوح ما بين 1-2، وذلك لقتل جميع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة التي قد تتواجد في الطعام، كما تملك الحيوانات اللاحمة أمعاءً صغيرة نظراً لسهولة هضم اللحوم؛ حيث يصل طولها 3-6 ضعف طول أجسادها فقط، كما يتميّز لعاب الحيوانات اللاحمة بأنّه لا يحتوي على الإنزيمات، وذلك لأنّ وجود إنزيمات هضم البروتين في اللعاب قد يؤدّي إلى إحداث ضرر في تجويف الفم.
- الحواس: تمتاز الحيوانات اللاحمة بامتلاكها عيوناً حادة، وسمعاً قوي، بالإضافة إلى المخالب، كما تستعمل هذه الحيوانات المفترسة أساليب مختلفة من أجل اصطياد الغذاء؛ فكثيرٌ من أنواع الحيوانات الصيادة تعتمد على أسلوب التخمين في افتراس فريستها، فهي قادرةٌ على تخمين أماكن وجود الفرائس، فتترصّد لها هناك لتنقضّ عليها في نهاية المطاف وتفترسها، ومن أشهر أنواع الحيوانات المفترسة؛ الذئب، والأسد، والفهد، والنمر، وغيرها العديد من الأنواع المختلفة.
الحيوانات مزدوجة التغذية
الحيوانات مزدوجة التغذية (بالإنجليزية: Omnivores)، هي الأنواع التي تعتمد في تغذيتها إمّا على اللحوم أو على الأعشاب والنباتات؛ حيث إنّها قادرة على تناول أنواع الأطعمة المختلفة من خلال أجسادها المهيّأة لذلك، إذ تدمج هذه الحيوانات العديد من الخصائص من آكلات اللحوم والأعشاب، فهي تملك مفصل فكٍّ أعلى من مُستوى الأسنان مثل الحيوانات العاشبة، وتتشابه مع الحَيوانات اللاحمة بفتحة الفم الكبيرة بالإضافة إلى شكل الأنياب، والقواطع، والأضراس، والمِعدة الكبيرة، ومن الأمثلة على هذه الحيوانات؛ الدببة بأنواعها عدا الدب القطبي، والراكون، وعائلة الكلبيات.[2]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج بيتر ريفن، جورج جونسون، جوناثان لوسوس، وآخرون (2014)، علم الأحياء، الرياض: مكتبة العبيكان وشركة ماك جروهيل، صفحة 1196. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث Milton Mills, The Comparative Anatomy of Eating, Page 1. Edited.
- ↑ فلاح عبد اللطيف، تغذية الحيوان ، صفحة 3. بتصرّف.