كيف أرضي الله في زوجي
الرضا بين الزوجين
لا بدّ من سعي كلٍّ من الزوجين لبلوغ الرضا في حياتهم الزوجيّة، فإنّ الرضا يُوجد الطمأنينة والسكينة القلبيّة، ويجلب السعادة الحقيقة في الحياة، والرضا عن الشريك يُشعر المرء بحُسن اختياره له، فحينئذٍ تخلو الحياة من المشاكل الصعبة التي لا حلّ لها، والرضا يملأ قلب الزوجين سلامةً من الغلّ والأحقاد تجاه بعضهما البعض، وقد يأتي بإخلاص كلٍّ من الزوجين للآخر في البحث عن سعادته ورضاه، ويصل بالمرء إلى الإحساس بفضل الله تعالى عليه لتوفيقه إلى هذا الاختيار، فيكون ثمرة ذلك شكر الله تعالى وحمده على نعمه، ولا يتحقّق الرضا إلّا إذا سعى كلّ واحدٍ من الأزواج إلى تطوير نفسه وتفاعله مع شريكه راغباً في الوصول إلى هذه الغاية العظيمة.[1]
إرضاء الله في الزوج
تصِل المرأة إلى رضا الله تعالى في زوجها إذا أدّت جميع ما عليها من حقوقٍ تجاهه، فإنّها إن كانت كذلك دخلت في الحديث الشريف: (ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ؟ الودودُ، الولودُ، العؤودُ على زوجِها الَّتي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ: واللَّهِ لا أذوقُ غَمضًا حتَّى ترضى)،[2] فالعؤود: هي التي تعود على زوجها بالنفع، ومن الحقوق التي يجب على المرأة تأديتها تجاه زوجها ما يأتي:[3]
- الطاعة؛ فالله تعالى يقول: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)،[4]وقوامة الرجل على المرأة بالأمر والتوجيه، ويُبنى على طاعتها له حفظ الأسرة من التصدّع والخلافات، ويعزّز حبّ المرأة في قلب زوجها، ويزيد بينهما المودة والألفة، وحتّى يرغّب الإسلام المرأة في أن تطيع زوجها، جعل لها جزيل الأجر والثواب على ذلك، قال النبيّ عليه السّلام: (إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وحصَّنت فرجَها وأطاعت بعلَها دخلت من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءت).[5]
- عدم الخروج من البيت إلّا بإذن الزوج، فالنّساء مأموراتٌ أن يبقين في بيوتهنّ، ولا يخرجن ولو لزيارة الأهل إلّا بعد استئذان الزوج، قال الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَ)،[6] ويُفهم من قول النبيّ عليه السّلام: (إذا استأذنتْ امرأةُ أحدِكم إلى المسجدِ فلا يمنعْها)،[7] يفهم منه أنّها تحتاج الإذن ولو للخروج إلى المسجد.
- عدم الصيام صيام تطوع إلّا بإذنه؛ لأنّه قد يتسبّب في نقص متعةٍ له إن كانت صائمةً صوم نافلة.
- عدم إدخال شخصٍ غير مرغوبٍ فيه من قِبل الزوج للبيت، فالزوج هو ربّ الأسرة ومديرها، فلا يجوز للمرأة أن تُدخل من تشاء إلى بيتهما وقد علمت أنّ زوجها يكره هذا الرجل، أو يغار منه، أو بينهما خلاف ما.
- صيانة المرأة نفسها عن الحرام، ومن ذلك ألّا تختلي بأجنبي ولو كان قريباً لها أو لزوجها، أو أن تتساهل في إدخال غير المحارم إلى البيت لانتظار الزوج، خصوصاً إن كان الأطفال صغاراً غير مميّزين، فإنّ ذلك قد يُوقع في الإثم والمشاكل بين الزوجين.
- تمكين الزوج من الاستمتاع بها كلّما أراد ذلك؛ فيحرُم على المرأة أن تمتنع عن زوجها إن طلبها بحجّة الانشغال في أمور البيت، أو سوى ذلك، فإنّها إن فعلت فقد وقعت في إثمٍ عظيمٍ، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ).[8]
- حفظ مال الزوج، فتُنفق منه الزوجة بقدر حاجتها، ولا تبعثره وتضيّعه.
- الاعتراف بفضل الزوج وعدم إنكاره، فيجب أن تذكر دائماً أفضاله عليها خصوصاً في حالة الغضب، فإنّ كثيراً من النساء يسارعن في إنكار الفضل عند الغضب، وقد حذّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من هذه العادة السيّئة، ونهى نساء المؤمنين عنها فقال: (أُريتُ النارَ فإذا أكثرُ أهلِها النساءُ، يَكْفُرن، قيل: أيَكْفُرن باللهِ؟ قال: يَكْفُرن العشيرَ، ويَكْفُرن الإحسانَ، لو أحسنتَ إلى إحداهُن الدهرَ، ثم رأتْ منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منك خيراً قطُّ).[9]
- التجمّل للزوج والتزيّن له، فيجب على المرأة أن تحرص أن تبدو أمام زوجها بأجمل صورةٍ، ومن ذلك أن تتبسّم في وجهه وتبشّ له، وأن تحرص على التعطّر وإظهار كل ّ حسنٍ أمام زوجها، فإنّه من حقّ الزوج أن يرى زوجته بأبهى حُلّةٍ وأجمل عطرٍ يسعد به.
- مواساته في ما يقع فيه من مشاكل ومصائب، وإدخال السرور إلى قلبه والسعي في إزالة الهمّ والغمّ عن قلبه.
- الخدمة في البيت وتربية الأبناء، فعلى الزوجة تدبير أمور البيت، وتربية الأبناء في بيتها.
المفاضلة بين طاعة الزوج وطاعة الأمّ
لا تزال المرأة الصالحة تبحث في حياتها عن رأي الشرع في سائر المواقف التي تمرّ بها، من ذلك التساؤل حول أيهما أقرب للصواب والأجر: طاعة الزوج أو طاعة الأمّ إذا كانا متناقضين متضاربين؛ والصواب أنّ المرأة يجب أن تحاول أن تُرضي جميع الأطراف في حياتها، أمّا إذا حصل تعارضٌ بين أمر الزوج والأمّ، كانت طاعة الزوج مقدّمةً على طاعة الأمّ، ما دامت الزوجة في ولاية زوجها، وإنّ كلّ الآيات والأحاديث التي تأمر بطاعة الوالدين تعنى بذلك ما دامت المرأة في ولاية والديها، فإن صارت تحت ولاية زوجها فإنّ طاعته مقدمةٌ على طاعة الوالدين، ولذلك فقد ذكر الإمام أحمد في زوجةٍ لها أمّ مريضةٌ فقال: (طاعة زَوجها أَوجَب عليها من أمِّها، إلَّا أن يَأذَن لها)، والشواهد التي توضّح أهميّة طاعة الزوج وفرض ذلك على الزوجة كثيرةٌ في الشرع.[10]
المراجع
- ↑ "الرضا بين الزوجين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-5. بتصرّف.
- ↑ رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 633، أشار في المقدمة أنّه صحيح الإسناد.
- ↑ "خطبة حق الزوج"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-5. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 34.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/268 ، إسناده حسن أو صحيح او ما قاربهما.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 33.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5238، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3237، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 29، صحيح.
- ↑ "ما الأولى -في الشَّرع- طاعة الزَّوج، أو طاعة الوالِدَين؟"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-11-2018. بتصرّف.