كيف أتعامل مع مريض الزهايمر
مرض الزهايمر
يُعدّ مصطلح الخرف (بالإنجليزيّة: Dementia) مُصطلحاً واسعاً يشمل العديد من مشاكل الذاكرة، والتفكير، والسلوك الناتجة عن إصابات وحالات صحية مؤثرة في الدماغ. ويُشكل مرض الزهايمر (بالإنجليزيّة: Alzheimer's Disease) مُعظم حالات الإصابة بالخرف؛ وهو اضطراب عصبي ينتج عن موت خلايا الدماغ مما يؤدي إلى فقدان في الذاكرة وانخفاض في الإدراك. وتجدر الإشارة إلى أنّه مرض متطوّر؛ أي أنّ أعراضاً خفيفة الشدة تبدأ بالظهور أولاً، ثمّ تزداد تقدماً مع مرور الوقت. ومن الممكن أن يصيب مرض الزهايمر أي شخص، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة، كالأشخاص الأكبر عمراً من 65 سنة والذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة. وحتى الآن لا يوجد علاج للشفاء التام من مرض الزهايمر، إلّا أنّ هنالك بعض العلاجات المتوفرة التي قد تقوم على خفض سرعة تطور الحالة.[1][2][3]
كيفية التعامل مع مريض الزهايمر
يؤدي موت خلايا الدماغ عند الإصابة بمرض الزهايمر إلى العديد من التغيّرات في سلوك وشخصيّة المُصاب: كالحدة في المزاج، والاكتئاب، وفقدان الاهتمام، والتوهّم، وعدم الفهم الصحيح لما يُرى ويُسمع، كما أنّ بعض التغيّرات في البيئة المُحيطة، كالصوت المُرتفع، من الممكن أن تهيّج و تُثير المُصاب. وبالرغم من عدم إمكانية إيقاف أو عكس هذه التغيّرات الناتجة عن المرض، إلّا أنّ التكيّف معها وتعلّم التعامل مع المُصاب يُعد جزءاً مُهمّاً من العلاج، وفيما يلي بيان لبعض من أهم النصائح التي قد تُساعد على تحقيق ذلك:[4][5]
- التعامل مع الأمور ببساطة: أي تجنّب إعطاء أكثر من معلومة واحدة أو سؤال واحد ف الوقت ذاته.
- اتباع روتين مُحدد: بالإضافة لاستخدام رزنامة أو لوح ليُكتب عليه جميع الأنشطة المُخطط لها في ذلك اليوم، حتى يعلم المُصاب ما سيحدث خلال اليوم وفي أي وقت.
- المُحافظة على الأشياء: وذلك بإبقاء الأغراض القيمة وكثيرة الاستخدام؛ كالمفاتيح، والمحفظة، والهواتف وغيرها في المكان ذاته دائماً.
- التعامل مع الأدوية: إبقاء الأدوية في نفس المكان، واستخدام أدوات مُساعدة في مُتابعة الجرعات اليوميّة.
- التذكير: وضع العديد من الصور والأغراض ذات المعنى في المنزل وحول مريض الزهايمر.
- تجنّب العصبيّة: أو تفادي ظهور معالم العصبية أمام المريض، وذلك بمُغادرة الغرفة لبضع دقائق أو ممارسة تمارين التنفس لتهدئة الأعصاب، كما ويجدر على موفّر الرعاية تجنّب مناقشة المرض أو مُحاولة إقناعه بالمنطق.
- توفير الأمان: كتوفير مناطق آمنة في المنزل أو حوله للمشي، وتوفير الأحذية المريحة للمريض، وإزالة قطع الأثاث الزائدة والمبعثرة من المنزل، كما وعادة ما يُنصح بتركيب الدرابزين في الحمّام وعلى أطراف السلالم. ويُفضل التقليل من وجود المرايا في المنزل؛ حيث إنّ رؤية الانعكاسات في المرآة عادة ما تُسبب الخوف للمريض.
- ممارسة التمارين الرياضية: حيث إنّ ممارسة الرياضة بشكل مُعتاد تُساعد في الحفاظ على وظائف العضلات، والقلب، والمفاصل، كما تُساعد في الحفاظ على نمط نوم صحي والوقاية من الإصابة بالإمساك. بالإضافة لما للرياضة من فوائد في تحسين المزاج.
- اتباع نمط غذائي: حيث إنّ المُصاب بمرض الزهايمر عادة ما ينسى تناول الأطعمة مما يؤدي إلى خلل في النظام الغذائي، كما ومن الممكن أن ينسى تناول الماء والسوائل، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف والإمساك.
- الاتصال الاجتماعي: حيث إنّ التواصل الإجتماعي وممارسة الأنشطة الممتعة والمبهجة قد يُساعدان على تعزيز الوظائف التي ما زال المريض يتمتع بها، ومن الأنشطة التي يُمكن ممارستها: الاستماع إلى الموسيقى، والرقص، والقراءة، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، والاختلاط واللعب مع الأطفال.
أعراض ومراحل تطور مرض الزهايمر
تختلف الأعراض والعلامات الظاهرة على مرض الزهايمر باختلاف مرحلة المرض، كما ويختلف تطوّر المرض باختلاف الأشخاص، وتُساعد معرفة كيفية تطور الحالة عائلة المريض والأطباء على اختيار أساليب العلاج والرعاية اللازمة.[6]
المرحلة ما قبل السريريّة
تبدأ التغيرات الدماغية في المرحلة ما قبل السريريّة، إلّا أنّ المُصاب لا تظهر عليه أي علامات أو أعراض خلالها، وقد تستمر المرحلة ما قبل السريريّة لعدة سنوات وعقود، وعادة ما يتم الكشف عن المرض خلالها عند إجراء البحوث والدراسات من خلال الفحوصات التصويريّة، والعلامات الحيويّة، بالإضافة للاختبارات الوراثية.[6][7]
الاختلال الإدراكي البسيط
تتضمن الأعراض الظاهرة في هذه المرحلة على النسيان الخفيف؛ كنسيان بعض الأحداث، والمواعيد، والمُحادثات والحوارات، ونادراً ما تؤثر هذه المرحلة في قدرة المُصاب في العمل أو في تكوين العلاقات الاجتماعية، إلّا أنّها قد تؤثر في قدرته على اتخاذ القرارات وتقدير الوقت. ويُمكن أن يُخطئ البعض عند بدء هذه الأعراض بالظهور بالاعتقاد أنّها جزء من أعراض التقدم في العمر فحسب.[8][9]
الخرف الطفيف
عادة ما يتم تشخيص الإصابة بمرض الزهايمر خلال مرحلة الخرف الطفيف؛ حيث تبدأ مُعاناة المُصاب بمشاكل في التفكير والذاكرة تؤثر في قدرته على القيام بوظائفه اليوميّة؛ كنسيان المعلومات الحديثة، وإعادة نفس السؤال أكثر من مرة، وتغيّرات في الشخصية والمزاج، واضطرابات في ترتيب الأفكار والتعبير عنها، والضياع وإضاعة الأشياء والممتلكات الشخصية. وعادة ما يبدأ المريض بالإحساس بفقدان الذاكرة في هذه المرحلة، كما ويلاحظها من حوله.[6][8]
الخرف المتوسط
عادة ما تكون مرحلة الخرف المتوسط أكثر مراحل مرض الزهايمر طولاً، وقد يُعاني خلالها المريض من زيادة في ضعف اتخاذ القرار، والارتباك، وفقدان أعمق في الذاكرة، والحاجة للمساعدة في ممارسة الوظائف اليومية، وصعوبة في تعلّم معلومات جديدة، وصعوبة في تذكر المريض لاسمه، وفقدان الإحساس بالوقت والمكان، والعصبية والتهيّج خصوصاً في آخر اليوم.[6][8]
الخرف الشديد
يؤثر المرض في مرحلة الخرف الشديد بشكل كبير في النشاط البدني للمريض، وفي قدرته على الحركة؛ فعادة ما يفقد المرض قدرته على المشي، والجلوس، وتناول الطعام، بالإضافة لفقدانه القدرة على التواصل والتحدث بشكل مفهوم، وفقدان التحكّم بالمثانة والحركة المعوية، وفقدان الوعي بما يدور من حوله. وتجدر الإشارة إلى أنّ مريض الزهايمر عادة ما يكون أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى خلال هذه المرحلة الأخيرة من المرض.[6][8]
المراجع
- ↑ "What's to know about Alzheimer's disease?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About Alzheimer’s Disease", www.healthline.com, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ↑ "Overview - Alzheimer's disease", www.nhs.uk, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ↑ "Managing Personality and Behavior Changes in Alzheimer's", www.nia.nih.gov, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ↑ "Alzheimer's disease Diagnosis & treatment", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Stages of Alzheimer’s Disease", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ↑ "Alzheimer’s Progression: Mild, Moderate, and Severe Stages", www.everydayhealth.com, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Alzheimer's stages: How the disease progresses", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-3-2019. Edited.
- ↑ "The early stages of dementia", www.alzheimers.org.uk, Retrieved 12-3-2019. Edited.