كيف أعرف نتائج صلاة الاستخارة
الاستخارة
تساور الإنسان مشاعر الحيرة والقلق في مواقف كثيرة في الحياة وخاصّة عندما تتطلّب منه تلك الظّروف والمواقف اتخاذ القرار، وتحديد المسار، ولا شكّ في أنّ ذلك الأمر لا غرابة فيه، فالإنسان ومهما بلغ من العلم ومهما كان عنده من البصيرة فإنّه يظلّ مفتقرًا إلى خالقه سبحانه لكي يوفّقه للخير والرشاد.
ومن بين الأمور والمسائل التي استنّها النّبي عليه الصّلاة والسّلام وعلّمها لأصحابه صلاة الاستخارة، فما هي صلاة الاستخارة؟ وكيف تكون؟ وكيف للمسلم أن يعرف نتائجها؟
صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة هي صلاة سنّها النّبي عليه الصّلاة والسّلام وعلّمها لأصحابه رضوان الله عليهم، وهي صلاة تؤدّى في جميع أحوال المسلم في حياته عندما يريد أن يختار بين أمرين أو طريقين، أو عندما يريد أن يكون اختياره في الحياة مرتبطًا بتوفيق الله واختياره سبحانه، فالعبد ومهما بلغ من العلم والبصيرة والحكمة فإنّه قاصرٌ عن إدراك حقائق الأمور، وما خفي عن الأنفس من الغيب الذي لا يعمله إلاّ الله جلّ وعلا.
كيفيّة صلاة الاستخارة
وصلاه الاستخارة هي عبارة عن ركعتين تؤدّيان كباقي الصّلوات المفروضة، وبعد أداء الرّكعتين يدعو المسلم ربّه بما سنّه نبيه قائلًا: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِه) [صحيح البخاري]
معرفة نتائج صلاة الاستخارة
أمّا عن نتائج صلاة الاستخارة وكيف يدرك المسلم نتائجها فإنّ ذلك يكون من خلال أمرين:
- الرّؤيا في المنام، فقد يكرم الله سبحانه وتعالى عبده بأن يرى نتيجة استخارته رؤيا في منامه، ولا شكّ في أنّ الرّؤيا هي من الله سبحانه وتعدّ جزءاً من المبشّرات التي يكرم الله بها العبد في الدّنيا، لكن لا تلازم بين الاستخارة والمنام، إذا ليس شرطا أن يرى الإنسان مناماً بعد استخارته، ولو رأى شيئا فإنه لا يبني عليه حكما عمليا دينيا أو دنيويا، لكن يُستأنس بها إذا رأى الإنسان ما يسرّه ويشرح صدره بعد استخارته.
- أن يستشعر توفيق الله سبحانه وتعالى له للأمر الذي ينوي فعله مع انشراح الصّدر له، وييسر الله له الطريق، ويرى التساهيل فيها.