كيف أربي أولادي تربية صالحة
غرس مراقبة الله في نفوس الأبناء
تُعتبر اللبنة الأولى في تربية الأبناء هي غرس مراقبة الله تعالى في نفوسهم، وتعليمهم أنَّ الله يراقبهم دائماً في السر، والعلن، وهذا الأمر سيقود إلى استقامة سلوك الأبناء، كما ينبغي تذكير الأبناء بوصية لقمان لابنه، وهو يعظه بكلمات من كتاب الله تعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).[1].[2]
التربية على المنفعة
يحتاج الأبناء إلى التربية على المعارف المختلفة، وانتهاز الفرص في سبيل ذلك فعلى سبيل المثال: يجب على الآباء السعي لاغتنام الإجازات، ووضع أبنائهم في دورات شرعيّة، أو دورات علميّة في مجال الحاسوب مثلاً، أو تقوية الأولاد في المعلومات العامة، فالفراغ يعد من العوامل التي تقود إلى الانحراف الأخلاقيّ، والسلوكيّ، والفكريّ، فلا بدَّ من توظيف الفراغ في الأمور التي تُصلح الأبناء.[2]
المعاملة الحسنة
يجب معاملة الأبناء برفق، ولين، فالأولاد يُحبون الأب الرفيق، والحنون الذي يهتم بهم، فلا داعي للصراخ، والغضب على الأبناء، بل يجب توخي الحكمة، والصبر على تربيتهم، حيث يقول الرسول الكريم: (إنّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه)[3][4]، وينبغي اقتراب الأهل من أبنائهم، والتحدث معهم، ومحاورتهم، ومُساعدتهم على حل مشاكلهم، وتقديم النصيحة، وإرشادهم بطريقة لينة، وحكمة بالغة، كما يجب إظهار التعاطف معهم، حيث تقود الفجوة بين الأهل، وأطفالهم إلى سوء التربية، وضياع الأبناء.[2]
اختيار رفقة الأبناء
يجب على الآباء اختيار الرفقة الصالحة، والخيّرة لأبنائهم، فالجليس هو السبب الذي يقود إلى الصلاح، أو الفساد، وتنبع أهمية الجليس الصالح من كونه يهدي صديقه إلى الخير، ويُذكره عندما ينسى، ويُظهر الود في حضوره، ويحفظ صديقه إذا غاب، ولكنَّ رفيق السوء على عكس ذلك، حيث يجري لاهثاً وراء أهوائه، وملذاته، وبالتالي لا بد من مُجالسة الأخيار، والابتعاد عن مُصاحبة الأشرار، حيث يقول الشاعر:[2]فـلا تصحب أخا الجهل وإيـاك وإياه
يُقـاس المـرء بالمرء إذا مـا المرء آخاه
إبعاد الملهيات والمنحرفات عن الأبناء
تُعتبر الملهيات الحضاريّة المحظورة، والمحطات الفضائيّة من الأمور التي تقود إلى انحراف الأفكار، وإفساد المعتقدات، وتسميم العقول، ولكنَّ الأب الذكي هو الذي يمنع وجود تلك الأمور في منزله، ووسط أبنائه، كما يُعدُّ الجوال أحد الأمور التي تُسبب العبث، وإضاعة الأموال، ولذلك يجب الحرص الشديد من المخاطر التي تُضيع حياة أبنائهم، وإبعادها عنهم.[2]
القدوة الحسنة
يُعتبر الأهل قدوة لأبنائهم في كل أمر؛ لذلك يجب عليهم الحرص على التحلي بالأخلاق الفاضلة، والحسنة التي يُريدون تربيتة أطفالهم عليها؛ فعلى سبيل المثال: من الأمور غير المقبولة في تربية الأبناء تدخين الأب، وفي المقابل نهي ابنه عن فعل ذلك، حيث يقول أحد السلف لمعلم أولاده: (إن إصلاحك لأبنائي مرتبط بإصلاح نفسك، وعيوبهم متوقفة على عيوبك، فالحسن لديهم ما فعلت، والقبيح في منظورهم ما تركت).[4]
أمانة تربية الأبناء
يُعتبر الأبناء أمانة في أعناق أهاليهم؛ لذلك يجب على الأهل الإحسان في تربيتهم، ومن أهم الأمور التي يجب تعليمها للأبناء ما يلي:[5]
- تعليم الأبناء على كل ما هو خير.
- تعويدهم المداومة على إقامة الصلاة، والمحافظة على المساجد.
- تربيتهم على مكارم الأخلاق، والتي تتمثل بالآتي:
- البر، وصلة الأرحام.
- الكلام الطيب، وإفشاء السلام.
- المعاملة الحسنة مع جميع الناس.
- حب الصدق، وكره الكذب في نفوسهم.
المراجع
- ↑ سورة لقمان ، آية: 16
- ^ أ ب ت ث ج محمد بديع موسى (3-10-2011)، "تربية الأولاد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6395، صحيح
- ^ أ ب "كيف نربي أولادنا"، www.islamqa.info، 23-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018 بتصرّف
- ↑ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (27-12-2007)، "تربية الأولاد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.