كيف أقوي توكلي على الله
التَّوكل
التَّقرب إلى الله سبحانه وتعالى يتخذ صورًا عدَّةً؛ فمنها ما هو عملٌ بالجوارح كالصَّلاة والصَّوم وكفّ الأذى والصَّدقة وغيرها، ومنها ما هو اعتقادٌ بالقلب كحُسن الظَّن بالله والتَّوكل عليه غيرها.
التَّوكُل عبادةٌ قلبيّةٌ يتقرّب بها العبد المسلم إلى الله سبحانه عن طريق الاعتقاد القلبيّ؛ فالتَّوكل في اللُّغة من الفعل اتَّكَل وتَوَكَّلَ أي اعتمد على شخصٍ آخر في تنفيذ وفِعل أمرٍ يخصُّه، أمّا في الشَّرع فالتَّوكُل هو الثِّقة القلبيّة المُطلَّقة التي لا يساورها شكٌّ بالله سبحانه وتعالى والاعتماد الكُليّ عليه في حصول الخير ودفع الأذى والضَّرر في جميع شؤون الحياة الدُّنيويّة والآخرة؛ وفي نفس الوقت ترك الاعتماد على البشر مهما على قدرهم وشأنهم الدُّنيويّ؛ فما أصابك لمْ يكن لِيُخطأك وما أخطأك لم يكنْ لِيُصيبك كما أخبر بذلك النَّبيّ صلى الله عليه وسلم.
كيفيّة تقوية التَّوكُل على الله
- التَّوكُل عبادةٌ عُرف بها المتّقون والصالحون والأنبياء؛ فعلى المسلم استحضار قصصهم ومواقفهم ومحاكاتهم في توكلهم على الله قال تعالى:"وتَوكّل على الحيَّ الذي لا يموت".
- مزامنة التَّوكُل على الله سبحانه مع الأخذ بالأسباب؛ فالتّقاعس والتخاذل يتنافى مع التَّوكُل على الله ويخرج بمفهومه إلى معنىً آخر وهو التَّواكُل.
- الإكثار من قول الأذكار والأدعية التي تقوي عقيدة التَّوكُل الحقّ على الله ومنها:"حسبي الله ونعم الوكيل"، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكَّلتُ وهو ربُّ العرش العظيم".
- المواظبة الدائمة على قول:"بسم الله الذي لا يضُّر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء" ثلاث مرَّاتٍ عند كُلِّ صباحٍ ومساءٍ؛ فهي تقي الإنسان الشَّر والأذى إذا اعتقد بمضمونها جازمًا.
- من الأسباب التي تدفع المسلم إلى التَّوكُل على الله رغبته في قطف ثِمار هذا التَّوكُل من الرِّزق الوفير، والرِّعاية الإلهية التي سيُحاط بها والتي ستكفيه شرَّ الإنس والجنّ، وتحقيق النَّصر، وتفريج الكُربات وإزالة الهمّ والغمّ، جعل الاحتياج والطَّلب من الله وحده والاستغناء عمّا في أيدي النَّاس فيحيا المرء مرفوع الرأس مطمئن القلب، وأهمّ ثِمار التَّوكُل هو الحصول على محبة الله ومن ثَمّ دخول الجنّة والعتق من النيران.
مفاهيم متعارضة التَّوكُل
- قول توكّلتُ على الله ومن ثَمّ الجلوس دون عملٍ أو بذل سببٍ في انتظار المال والرِّزق والنَّجاح وقد نبّه الخليفة عمر بن الخطاب إلى ذلك؛ فأخبر بأنّ السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فِضةً من قال توكلتُ على الله وقَعَد دون عملٍ.
- التَّوكُل يكون على الله وحده في الاعتقاد القلبيّ واللفظ الكلاميّ فيقال توكّلتُ على الله، وإنْ كان هناك انسانٌ جعله الله سبباً في مساعدتك على تحقيق أمرٍ من الأمور؛ فقل توكُلتُ على الله ثُمّ عليك، ولا تقُلْ توكّلتُ على الله وعليك؛ فثُمّ تفيد في اللُّغة العربيّة التَّرتيب والموالاة وأنّ ما أقبلها أعلى قدراً وشأناً ممّا بعدها.