كيف أستعمل جهاز الضغط
مقدمة
لعله أصبح مرض ارتفاع ضغط الدم منتشراً بشكل كبير جداً، لدرجة أنّه لا يكاد أحد منا إلا ويعرفُ شخصاً قريباً له أو صديقاً أو حتى هو شخصياً مصاباً بهذا المرض المزمن. ولعل من أهم الأشياء التي يجب على مريض ارتفاع ضغط الدم معرفتها، هو كيفية قياس ضغط الدم باستعمال جهاز قياس ضغط الدم المعروف علمياً باسم (Sphygmomanometer) بسهولة كبيرة. ولا نريد للشخص المريض أن يتعلم كيفية استخدام جهاز قياس ضغط الدم ليقيس لنفسه، لأنّه من الصعب أن يقوم شخص بقياس ضغط الدم لنفسه، إنما نقصد بذلك أن تعلم كيفية قياس ضغط الدم لا بدّ أن يتعلمه المصابين وغير المصابين بهذا المرض المزمن. وهو الهدف المهم ليكون شخص واحد على الأقل في كل منزل قادراً على استخدام هذا الجهاز. فما هو جهاز قياس ضغط الدم؟ وما هي الاحتياطات اللازمة للقيام بعملية قياس ضغط الدم بشكل صحيح؟ وكيف يُمكن قياس ضغط الدم الشرياني بطريقة صحيحة؟ ومتى ينبغي التركيز على حالات خاصة أثناء عملية قياس ضغط الدم الشرياني؟ وما هي القياسات الطبيعية وغير الطبيعية؟
ما هو جهاز قياس ضغط الدم
جهاز قياس ضغط الدم هو عبارة عن جهاز مُصمم للاستخدام الطبي في المستشفيات وعيادات الرعاية الأولية والمراكز الصحية المختلفة وحتى في البيوت للاستخدام الشخصي من قِبل الأشخاص غير العاملين في المجال الصحي. هذا الجهاز مُصمم بطريقة يتم من خلالها فحص قراءات ضغط الدم الشرياني، وهما في العادة قراءتان، الأولى هي ضغط الدم الانقباضي، والثانية هي ضغط الدم الانبساطي. وهذا الجهاز يحتوي على سلّم رقمي لمستويات ضغط الدم المختلفة، يتحرك عليه سائل من مادة الزئبق في أسطوانة رفيعة على نفس السلم الرقمي، حيث يتصل بهذا السلم منفاخ ميكانيكي وصمام تحكّم يتم من خلالهما نفخ وتفريغ الهواء داخل سوار كيسي يُوضع حول عضد الشخص المراد قياس ضغط الدم له، وهذا هو النوع الشائع والمعروف والأكثر استخداماً والأدقّ نتيجةً. أما النوع الآخر فهو لا يحتوي على سلّم رقمي وإنما على ساعة ومؤشّر يوجّه باتجاه رقم القراءة، لكنّه أقل دقة من النوع السابق.
كيفية قياس ضغط الدم
إن عميلة قياس ضغط الدم ليست عملية صعبة، ولا تحتاج إلى تمرين طويل، حتى إنّه يستطيع أي شخص في المنزل أن يقوم بذلك كما ذكرنا، لكنها عملية مهمة لأنها تُحدد قراءات يُحسبُ الشخص من خلالها ويُصنّف إن كان من مرضى ارتفاع ضغط الدم أو لا، وهل سيُصبح هذا الشخص ملتزماً بأدوية مرض ارتفاع ضغط الدم أو لا. لذلك هي عملية يجب أن تُؤدى بحرص وحذر كبيرين.ولقياس ضغط الدم بصورة صحيحة، هناك مجموعة من الاحتياطات يجب على الشخص المراد القياس له الالتزام بها أولاً قبل عملية القياس، وهي:
- أن لا يكون الشخص قد تناول القهوة أو الشاي أو المشروبات المنبّهة.
- أن لا يكون الشخص مدخناً على الأقل لمدة لا تقل عن أربع ساعات قبل عملية الفحص.
- أن لا يكون الشخص متوتراً أو خائفاً.
- أن لا يلبس الشخص الملابس الضيقة خصوصاً حول منطقة العضد، لأنّ ذلك يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
- أن يجلس لفترة لا تقل عن ربع ساعة على كرسي مريح لتجنب تأثير اللهاث وزيادة نبض القلب الناتجين من بذل مجهود قبل عملية القياس مما يؤدي بدوره إلى نتائج غير دقيقة.
وكذلك، للقيام بعملة القياس بالشكل الصحيح، هناك مجموعة من الشروط الواجب توفرها في الشخص الذين سيقوم بقياس ضغط الدم للشخص الآخر، وهي:
- أن يجلس على كرسي مقابل للشخص المراد قياس ضغط الدم له.
- أن يكون مستوى نظر الشخص الذي يقيس موازيا لارتفاع وانخفاض مستوى سائل الزئبق في الاسطوانة على السّلم الرقمي.
- أن لا يكون هناك مصدراً للضوضاء مما يؤثر على سماع أصوات ضغط الدم المختلفة.
- أن يضع الشخص الذي يقيس الجهاز على طاولة مستوية وموازية لمستوى نظره.
وبعد ذلك، على الشخص الذي يريد قياس ضغط الدم أن يضع سماعة الفحص السريري في أذنيه بطريقة صحيحة، ثم يضع حجابها، وهي الطرف المعدني منها، على مفصل الكوع من الجهة المقابلة لنبض الشريان العضدي والإنصات جيداً أثناء عملية نفخ السوار الكيسي الموضوع حول العضد بطريقة مُحكمة ولكن غير مشدودة لدرجة تؤثر على عملية القياس، ثم يقوم بنفخ المنفاخ لدرجة عادة ما تصل إلى ضغط 200 أو أعلى قليلاً، ثم يقوم بتنفيس الصمام بشكل بطيء لملاحظة صوت ضغط الدم الشرياني الأول. وعند سماع هذا الصوت، يُسجّل ضغط الدم الانقباضي على أنّه الصوت الأول، ويتم تحديد رقمه من خلال السلم المدرّج، وبالطريقة نفسها يستمر التنفيس من خلال الصمام حتى ينتهي آخر صوت مسموع لضغط الدم الشرياني، ويُسمّى هذا بضغط الدم الانبساطي، وهو القيمة أو القراءة الثانية لضغط الدم. هُناك ثلاث أصوات أُخرى يُمكن تمييزها بين الصوت الأول والصوت الأخير، تُسمّى في مجموعها، وهي خمسة أصوات، بأصوات كورتكوف لا تعنينا كثيراً في عملية قياس ضغط الدم في الوضع الطبيعي.
حالات خاصة
هناك بعد الحالات الخاصة التي يتطلب الأمر فيها التركيز أكثر والأخذ بعين الاعتبار كل الاحتياطات اللازمة والقيام بأمور استثنائية حسب ما يتطلب الأمر. ومن الأمثلة عليها:
- عند الحوامل، فإن قياس ضغط الدم الشرياني يجب أن تتم بطريقة تختلف قليلاً عن الطريقة العادية. نفس الاحتياطات يجب الالتزام بها، لكن ضغط الدم الإنبساطي يتم قراءته على صوت كورتكوف الرابع، وليس الأول كما هو الأمر في الطريقة العادية، وهذا يدعو إلى تحديد قيمة دقيقة في الحوامل لأن أي ارتفاع، ولو كان طفيفاً في ضغط الدم الشرياني، فإن له أثراً سلبياً على الأم وعلى الجنين على حدّ سواء.
- في حالات ضغط الدم المرتفعة جداً، قد يحدث أن يُسمع الصوت مباشرة عند الوصول إلى القيمة 200، لذلك، يجب الصعود بالزئبق لإشارة أعلى حتى اختفاء الصوت للقيام بالعملية بالشكل الصحيح، ولكي يتم سماع الصوت الأول وتسجيله. ولأن هؤلاء الأشخاص، أعني أصحاب ضغط الدم المرتفع جداً، هم من الأشخاص المعرضين للمضاعفات الخطيرة، فإنه يتطلب من الفاحص أن يُسجّل قراءات الفحص أكثر من مرّة لضمان أن القيم صحيحة ولكي يتم اتخاذ قرارات حاسمة فيما يخص استعمال أدوية ضغط الدم المختلفة لتخفيض ضغط الدم بأسرع ما يمكن.
- في حالات الأطفال، يجب استخدام السوار القابل للنفخ المناسب، لأن استخدام سوار أكبر أو أصغر حجماً يؤدي إلى نتائج غير دقيقة في العادة.
القراءات الطبيعية وغير الطبيعية
بناء على الإصدار الثامن الصادر في أواخر عام 2013 للجنة لوطنية المشتركة لأمراض ضغط الدم (JNC 8)، فإن الحالات تُقسّم حسب قراءات ضغط الدم على النحو التالي:
- ضغط الدم الانقباضي أقل من 120 وضغط الدم الانبساطي أقل من 80، طبيعي.
- ضغط الدم الانقباضي من 120 إلى 139 وضغط الدم الانبساطي من 80 إلى 89، ما قبل ارتفاع ضغط الدم.
- ضغط الدم الانقباضي من 140 إلى 159 وضغط الدم الانبساطي أقل من 90 إلى 99، ضغط دم مرتفع درجة أولى
- ضغط الدم الانقباضي من 160 فما فوق، وضغط الدم الانبساطي من 100 فما فوق، ضغط دم مرتفع درجة ثانية
خاتمة
مرض ارتفاع ضغط الدم أصبح مرضاً شائعاً جداً، ما يتطلب الأمر أن يكون الأشخاص من غير المتخصصين في المجالات الصحية على مقدرة من القيام بعملية قياس ضغط الدم، واستخدام جهاز القياس بالشكل الصحيح