-

كيف نحب الوطن

كيف نحب الوطن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الوطن

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحظة خروجه من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة المنورة: (علمت أنك خير أرض الله، وأحب الأرض إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت).

كان هذا كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحظة إبعاده عن وطنه الأم الذي نشأ فيه، وتربى فيه، وكبر فيه، وعمل فيه، وتزوج فيه، وبعثه الله تعالى فيه، فعبده فيه، ودعا إلى دينه فيه، وعانى الأمرَّين هو وجماعة المؤمنين فيه، وكلام رسول الله هو كلام أي شخص سليم الفطرة، يتوفر على أدنى معاني الإنسانية عندما يخرج من وطنه مضطراً، أو مختاراً.

الوطن أعمق من أن يختزل في مساحة أرض محدودة بسياج معدني كبير، ونقاط تفتيش حدودية، فهو سجل ذكريات، وهو كيان قائم بذاته لا يجوز أن يعامل معاملة الجمادات التي لا تشعر بابتعاد من ارتبطت بهم وارتبطوا بها عنها، فالوطن يألم كما يألم أي إنسان عندما يتركه أبناؤه، وعندما يتقاتلون على أرضه، وعندما يعيثون على أرضه الفساد، وعندما يتسخ من القاذورات الملقاة عليه، وعندما يتلوث هواؤه، وماؤه، وتربته نتيجة للتصرفات الإنسانية السيئة التي لا ترعى لا في الوطن ولا حتى في الإنسان إلاً ولا ذمة، وفيما يلي بعض أبرز النقاط التي تؤكد على أهمية تعظيم قيمة الوطن في قلب كل إنسان.

كيف نحب الوطن

  • يغرس حب الوطن في قلب الإنسان منذ صغره من خلال الممارسة العملية لا التلميحات والأقوال النظرية التي لم تعد تقدم أو تؤخر، والتطبيق العملي يكون من خلال رؤية الطفل لقدوة أمامه يمارس حب الوطن ممارسة عملية لا من خلال الشعارات.
  • ينشأ حب الوطن في الإنسان من خلال التعرف عليه أكثر، والتعرف على تاريخه، وعلى معالمه، وعلى مميزاته، وزيارة كل شبر فيه، والاتحاد التام مع أرضه، وسمائه، ومائه، وكل ما له علاقة به، ومعرفة حجم التضحيات التي ضحى بها الآباء والأجداد لبناء هذا الوطن لبنة لبنة.
  • حب الوطن يأتي من خلال استذكار كافة الذكريات التي قضاها الإنسان على أرضه، خاصة ذكريات الطفولة، فهذه الذكريات تساعد الإنسان أياً كان على أن يحب أرضه، ووطنه بشكل كبير، فكل إنسان لا يستشعر جمال ذكريات طفولته -إن لم تكن أليمة- ولا يتأثر بجمال أحواله عندما كان طفلاً، فإنه يفتقد إلى مقوم أساسي من مقومات الإنسانية.
  • الدفاع عن الوطن من هجمات الآخرين الذين يتهجمون عليه مهما كانت هذه الهجمات، يمكن أن يدرج كوسيلة من وسائل حب الوطن، وكنتيجة من نتائج حب الوطن، فحتى لو لم يكن الإنسان متعلقاً بوطنه، وبمجرد أن يبدأ بالدفاع عنه عندها سوف يبدأ بالالتفات إلى النقاط الإيجابية التي لم يكن يراها فيه، وعندها سيحبه أكثر وأكثر.