كيف تنوي صلاة قيام الليل
قيام الليل
القيام يعني قضاء الليل جزء منه في العبادة، والعبادات المشروعة في القيام لا تقتصر على الصلاة وإن كانت هي الأفضل، بل يمكن قراءة القرآن الكريم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "(مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين)" [رواه أبو داود وصححه الألباني]، هذا بالإضافة إلى الدعاء ومناجاة الله، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، وذكر الله سبحانه وتعالى بالتسبيح والتهليل.
نية صلاة قيام الليل
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تلفظ بنية صلاة قيام الليل جهراً، وعليه فنية القيام سرية مكانها القلب وتكون بالقول: نويت أن أصلي ركعتي قيام ليل لله تعالى.
كيفية صلاة قيام الليل
لا تختلف صلاة قيام الليل عن غيرها من صلاة السنة النافلة الزائدة عن الفرض، إذ تؤدي ركعتين ركعتين امتثالاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "(صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى فإذا خشيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى رَكعةً واحدةً توترُ لَهُ ما قد صلَّى)" [صحيح أبي داوود].
فيما يتعلق بعدد الركعات فقد روت عائشة رضي الله عنها قالت: (مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا) [رواه البخاري ومسلم].
وقت قيام الليل
أجمع العلماء والفقهاء أن قيام الليل لا يُشترط أن يكون في ساعات متأخرة من الليل، فالليل يبدأ بعد أذان المغرب، وعليه فإنّ أي صلاة زائدة عن الفرض تُؤدّى بعد صلاة المغرب هي قيام ليل، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن أفضل وقت للقيام يكون في الثلث الأخير من الليل، والثلث الأخير يبدأ قبل أذان الفجر بنحو ثلاث إلى أربع ساعات.
فضل صلاة قيام الليل
- صلاة القيام أفضل صلاة بعد الفريضة إذا لا يخالطها رياء أو مباهاة فالناس نيام، ولا تشوّش ذهني نظراً لسكون الليل وهدوئه العام بما يزيد شعور المسلم بالخشوع والراحة.
- دعاؤها في ساعة معيّنة مجاب، إذ ينزل الله إلى السماء الدنيا ويعطي كلّ قائم ما تمنى، فهنيئاً لمن أدرك هذه الساعة.
- عبادة تقرّب المرء من ربّه جل وعلا، وهي علامة من علامات المتقين الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز، بل ولم يساوِ بينهم وبين من قضى الليل نائماً غافلاً، أو ساهراً في المقاهي وأماكن اللهو والتسلية.
- جبر نقائص الفرائض الأخرى الناتجة عن تأخير في موعد أداء الصلاة، أو شرود ذهني في مشاغل الحياة العامة، أو فوات فريضة ما لسبب أو لآخر.
- تكفير المعاصي والذنوب.
- شرف للمؤمن، ونور وضياء في وجهه.
- سبب من أسباب رحمة الله بالعبد في الدنيا والآخرة، فيدخله الجنة ويصرفه عن النار.