-

كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب

كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاكتئاب

الاكتئاب هو مرضٌ شائعٌ حول العالم، وهو يختلف عن المزاج المتقلّب أو السيئ الذي يشعر به البعض أحياناً، بل إنّه قد يصبح حالةً خطيرةً تمنع الفرد من ممارسة حياته الطبيعيّة، فيعاني ويواجه صعوبةً في تأدية مهامّه والاندماج سواءً في الأسرة أو في العمل، وفي أسوأ الحالات فإن نهايته قد تقود للانتحار الذي يُعدُّ السبب الرئيسيّ الثاني للوفاة للأشخاص ما بين الخامسة عشر وحتى التاسعة والعشرين بحسب تقرير منظمة الصحّة العالميّة.[1]

تعريف الاكتئاب

الاكتئاب هو عبارةٌ عن حالةٍ مستمرّةٍ من الحزن واللامبالاة وأعراضٍ أخرى، تستمّر بشكل متتالٍ لفترةٍ أقلّها أسبوعان، وتكون حالة الفرد سيئةً لدرجةٍ تجعله يتوقّف عن ممارسة حياته الاعتياديّة وأنشطته اليوميّة، والاكتئاب لا يدلّ على الضعف أو أنّ شخصيّة الفرد سلبيّة، ولكنه مشكلةٌ صحيةٌ يمكن علاجها.[2]

المعرّضون للإصابة بالاكتئاب

قد يصاب أيّ شخصٍ بالاكتئاب فالجميع معرّضون له، ولكن العديد من الخبراء يميلون للاعتقاد بأنّ الجينات والعوامل الوراثيّة لها الدور الأكبر في حصول الاكتئاب، حيث إنّ إصابة أحد الوالدين أو الإخوة بالاكتئاب يزيد من خطر التعرّض له، كما تشير الدراسات إلى أنّ المرأة معرضةٌ للإصابة بالاكتئاب بضعف النسبة المعرّض لها الرجل.[2]

عوامل تزيد احتماليّة الإصابة بالاكتئاب

هناك عدد من الأسباب التي من الممكن أن تزيد من فرصة الإصابة بالاكتئاب، ومنها:[3]

  • وجود أقارب من الدرجة الأولى يعانون من الاكتئاب أو الإدمان أو ممن قاموا بالانتحار.
  • سمات معيّنة في الشخصية، كأن يكون الفرد متشائماً، يعاني من تدني احترام الذات ومن النقد الذاتي المستمرّ.
  • وجود مشكلات أو أمراض نفسيّة أخرى، مثل القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
  • الإدمان على الكحول أو المخدّرات.
  • التعرّض للصدمات أو الضغوط أو الأحداث المؤلمة، كفقدان أحد المقرّبين، أو معايشة علاقة صعبة.
  • التعرض لصدمة نفسيّة أو اكتئاب في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
  • التعرّض لأمراض مزمنة أو خطيرة كأمراض القلب أو السرطان.
  • تعاطي بعض الأدوية قد يسبب أعراضاً جانبيّة كالشعور بالاكتئاب، والتي لا يجب إيقافها إلا باستشارة الطبيب المختصّ.

أنواع الاكتئاب

هناك عدّة أنواع من الاكتئاب المرتبط بحالاتٍ معينةٍ كالظروف البيئية أو العمر، ومن هذه الأنواع:

  • الاكتئاب الموسمي: أو ما يسمى "بالاضطرابات العاطفيّة الموسميّة"، والتي تُعدّ نوعاً من أنواع الاكتئاب الموسميّ الذي يحصل على شكل حزن يبدأ عادةً في أواخر فصل الخريف وبداية الشتاء، ويتنهي في فصل الربيع والصيف، وهذا الحزن يؤثر في جميع الناس بنسبة تتراوح من 3٪ إلى 20٪ بحسب طبيعة المكان الذي يعيش فيه الشخص.[2]
  • اكتئاب ما بعد الولادة: وهو نوع من أنواع الاكتئاب الذي تعاني منه حوالي 12% من الأمهات، حيث يسوء مزاجهنّ وتظهر عليهنّ أعراض الاكتئاب الشديد ولكن بفرق إضافيّ، إنّ هذا الاكتئاب قد يعرّض كيان الطفل للخطر فيصعب على الأم التواصل مع طفلها وإنشاء روابط معه أو الاعتناء به.[2]
  • الاكتئاب أُحاديّ أو ثنائيّ القطب: حيث يُعدّ الاضطراب أحاديّ القطب هو تكرارٌ لحالات الاكتئاب غير المصحوبة بالهوس، أما الاضطراب ثنائيّ القطب فهو الشعور بالاكتئاب والهوس والحالات المزاجيّة المختلطة معاً.[4]
  • الاكتئاب التراجعيّ: وهو اكتئاب يصيب كبار السن، ويتميّز بتوهّم المرض، والتهيّج المستمر، وله أسبابٌ خاصةٌ وتطوّرٌ منفردٌ.[4]

أعراض الإصابة بالاكتئاب

يتم تشخيص الفرد بأنه مصابٌ بالاكتئاب إذا كان يعاني من خمسة أعراض من الأعراض الآتية:[5]

  • الشعور بالحزن العميق معظم الوقت وكلّ يوم تقريباً، وتظهر على الشخص معالم البكاء، أو كأنّه يرغب بالبكاء، فالمكتئب لا يشعر بطعم الحياة لا بالسعادة ولا بالفرح ولا بأيّ شيءٍ جميل.
  • اختلال في الوزن، فيخسر الشخص وزناً كبيراً، ويفقد شهيّته أو يكسب الكثير من الوزن بفترة قصيرة نسبيّاً.
  • اللامبالاة وعدم اكتراث الشخص بما يحصل حوله، أو بنتائج أفعاله أو بمسؤوليّاته، والبطء في الحركات والكلام وردود الأفعال بشكل يوميّ تقريباً.
  • عدم شعور الشخص بأي من متع الحياة، أو بالرغبة في ممارسة هواياته السابقة التي كان يحبّها، بل على العكس يرغب بالعزلة والوحدة.
  • فقدان التركيز في الأعمال اليوميّة البسيطة، ويصبح الشخص كثير النسيان، وغير قادر على التفكير، أو اتخاذ القرارات السليمة بشكل يوميّ تقريباً.
  • الشعور بقلة الثقة في النفس، والشعور بالذنب بشكلٍ شبه يوميّ.
  • قلّة النوم والأرق وعدم القدرة على الحصول على القسط الكافي من النوم بدون الاستيقاظ المتكرّر، أو العكس بالنوم لأوقات طويلة أكثر من اللازم، ولفتراتٍ أطول وعدم التمكن من الاستيقاظ لفترات طويلة خلال اليوم، فهو يحاول التهرّب من الواقع والمشاعر السلبيّة التي يشعر بها.
  • كثرة التفكير بالموت، وفي الحالات المتقدّمة قد يسيطر التفكير بالانتحار على المكتئِب.
  • التعب البدني وفقدان الطاقة، وعدم القدرة على القيام بأي أعمال بسيطة، مثل تغيير الملابس، فتظهر الأعمال أصعب مما هي عليه فعليّاً، ويستغرق الشخص وقتاً أطول في إنجازها.

مضاعفات الاكتئاب

هناك عدد من المضاعفات التي ترتبط بالاكتئاب، ويتعرّض لها المريض إن لم يتلقّ العلاج اللازم ومنها:[3]

  • الإدمان على تعاطي الكحول.
  • إيذاء الذات.
  • الآلام والأمرض الجسديّة.
  • مشاكل السمنة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسكريّ.
  • النزاعات العائليّة ومشكلات في العلاقات الاجتماعيّة.
  • العزلة الاجتماعيّة والرهاب الاجتماعيّ.

علاج الاكتئاب

هناك طرقٌ عدةٌ لعلاج الاكتئاب كاستخدام العلاج بالأدوية المثبّطة والمضادّة للاكتئاب، ولكن علاج هذه الأدوية لا يكون فعالاً إلا لنصف المصابين فقط، هذا عدا عن الأعراض الجانبيّة لهذه الأدوية، بالإضافة إلى أنّها قد تسبّب الإدمان، ولا تساعد على حل المشكلة الأساسيّة التي سببت الاكتئاب إذ تساعد على تحسين الشعور فقط، مما جعل كثيراً من المصابين يتوقّفون عن استخدامها، لكنها تكون فعّالة إذا رافق العلاج بالأدوية العلاج عن طريق التحدّث مع مختصٍ والخضوع لعلاجٍ سلوكيٍ معرفيّ، كما يساعد استخدام أسلوب عيشٍ صحيٍ وممارسة التمارين الرياضيّة على تحسين المزاج والحالة النفسيّة.[6]

المراجع

  1. ↑ "Depression", who,2016-4، Retrieved 2017-1-15.
  2. ^ أ ب ت ث "Depression", webmd,2016-5-7، Retrieved 2017-1-15.
  3. ^ أ ب "Depression (major depressive disorder)", mayoclinic,2016-7-7، Retrieved 2017-1-15.
  4. ^ أ ب د.وليد سرحان وآخرون (2008)، الاكتئاب (الطبعة الأولى)، الأردن: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، صفحة 38.
  5. ↑ Steve Bressert, Ph.D, "Depression Symptoms (Major Depressive Disorder)"، psychcentral, Retrieved 2017-1-15.
  6. ↑ دوك شيلدر د.يبورا روزمان (2011), التخلص من الاكتئاب, السعودية: العبيكان للنشر, Page 52-54.