-

كيف تقضي ما فاتك من الصلاة

كيف تقضي ما فاتك من الصلاة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كيفيّة قضاء ما فات من الصلاة

اختلف العلماء في كيفيّة قضاء الصلوات الفائتة تبعاً لاختلافهم في اشتراط الترتيب فيها؛ فذهب جمهور العلماء من الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة إلى القول بوجوب الترتيب في قضاء الفوائت، ومثال ذلك من فاتته صلاة الظهر حتّى حان وقت العصر؛ فيصلّي الصلاة الفائتة أولاً، ثمّ يصلّي الصلاة الحاضرة؛ وهي صلاة العصر، وأمّا إن زادت الصلوات عن خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، فذهب علماء الحنفيّة والمالكيّة إلى عدم اشتراط الترتيب فيها؛ لوقوع المشقّة على المسلم من جراء ذلك، وخشية الوقوع في التكرار فيها، وخالف الشافعيّة جمهور العلماء حينما أجازوا قضاء الصلوات الفائتة دون ترتيبٍ، واستثنى جمهور العلماء حالاتٍ معيّنةٍ من اشتراط الترتيب في القضاء، ومنها: أن يخشى المسلم فوات وقت الصلاة الحاضرة، فيجوز له أن يصلّي العصر مثلاً إذا خشي فوات وقته بقضاء صلاة الظهر الفائتة، كما لا يتوجّب الترتيب في قضاء الفوائت إذا خشي المسلم من فوات صلاة الجماعة مع الإمام، وكذلك إذا كان ناسياً أو جاهلاً بحكم وجوب الترتيب في القضاء، حيث تصحّ صلاته حينئذٍ.[1]

حكم قضاء الصلوات الفائتة لسنوات

اختلف العلماء في حكم قضاء الصلوات التي تركها المسلم متعمّداً لسنواتٍ عدّةٍ؛ فذهب جمهور العلماء إلى القول بوجوب قضاء الصلوات في تلك الحالة؛ قياساً على وجوب قضائها على من تركها لنومٍ أو نيسيانٍ، كما جاء في الحديث الشريف: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا)،[2] فمن بابٍ أولى أن يكون من ترك الصلاة متعمّداً أولى بالقضاء، بينما ذهب علماء الشافعيّة إلى القول بعدم وجوب قضاء الصلوات لمن تركها متعمّداً لسنواتٍ؛ لأنّ حاله لا يخلو من أمرين؛ فإمّا أن يكون كافراً بتركه لصلاته فلا يقع عليه التكليف، وإمّا أن يكون عاصياً بتركه لها على الرأي المرجوح، وفي تلك الحالة فإنّ التوبة تَجبّ ما قبلها من الذنوب، كما أنّ في قضاء الفوائت مشقّةٌ كبيرةٌ، فعلى من ترك الصلاة لسنواتٍ أن يتوب إلى الله، ويُكثر من الطاعات؛ حتى يغفر الله ما قد سلف.[3]

حكم ترك الصلاة إلى أن يخرج وقتها

بيّن العلماء حُرمة ترك أداء الصلاة في وقتها حتّى يخرج وقتها، واعتبروا ذلك كبيرةً من كبائر الذنوب، ويجب عليه القضاء،[4] وينبغي على المسلم أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها حتى لا يقع بالذنب العظيم، أما تأخير الصلاة لآخر وقتها؛ فيجوز تأخيرها إلى وقت الاختيار، ولا يجوز تعمّد تأخيرها لآخر وقتها أو ما يسمّى إلى وقت الضرورة.[5]

المراجع

  1. ↑ "كيفية ترتيب الصلوات المقضية"، www.islamqa.info، 2004-1-6، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-26. بتصرّف.
  2. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 684، صحيح .
  3. ↑ "حكم قضاء الصلاة التي تُركت عمدًا "، www.ar.islamway.net، 2009-4-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-26. بتصرّف.
  4. ↑ "حكم من ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها"، www.islamweb.net، 2011-8-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-26. بتصرّف.
  5. ↑ "مسائل في تأخير الصلاة ودخول وخروج وقتها"، www.ar.islamway.net، 2015-3-12، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.