كيف نظم الإسلام العلاقة بين الآباء والأبناء
علاقة الآباء بالأبناء
حظيت العلاقة بين الآباء والأبناء باهتمام كافة الأديان السماويّة والحركات الإصلاحيّة عبر التاريخ الإنسانيّ؛ لما لهذه العلاقة من أهميّة عظيمة في بناء مجتمعات أخلاقيّة، ومتماسكة، وقادرة على إبعاد أيّة أفكار رامية لزعزعتها، أو نخرها، أو هدمها، وقد أولى الإسلام عناية خاصة بهذه العلاقة، وتنظيمها، ووضع القواعد الأساسيّة لها، ومنبع ذلك هو تلك النظرة الشموليّة العظيمة لهذا الدين، والمتعلّقة بكافة نواحي الحياة على اختلافها وتنوعها، وفيما يأتي بعض التفاصيل حول الكيفيّة التي نظم بها الإسلام العلاقة بين الآباء والأبناء.
علاقة الآباء بالأبناء من منظور إسلامي
حرّم الإسلام نسب الابن إلى غير أبيه؛ حفاظاً على الأنساب من الاختلاط، وعلى الحقوق من الضياع، حيث أنهى ديننا الحنيف بذلك واحدة من العادات السيئة التي كانت منتشرة بشكل كبير في الجاهليّة، وهي عادة التبني؛ لما لها من آثار اجتماعيّة خطيرة، منها اختلاط الأنساب.
بسبب نظرة الإسلام والمتمثلة في أنّ الأسرة هي عماد المجتمع دعا هذا الدين الحنيف الآباء إلى تربية أبنائهم التربية الحسنة والفاضلة، وإلى تعليمهم الأخلاق، وتهذيبهم، وتزويدهم بالمعارف، والمهارات، والعلوم الحياتيّة المختلفة التي تعينهم على الاعتماد على أنفسهم والنهوض بأسرهم وبمجتمعاتهم.
العلاقة المالية بين الآباء والأبناء
استطاع الإسلام بنطامه المتكامل المحكم تنظيم العلاقة المالية بين الآباء والأبناء، فقد دعا إلى ضرورة أن يتولى الأب الإنفاق على زوجته، وأبنائه، من خلال اتباع طرق الكسب الحلال؛ وهي عديدة، ومتنوعة، كما دعا أيضاً الأبناء إلى أن يتكفَّلوا بآبائهم مادياً عند الكبر، وربط هذا الإنفاق بالناحية الدينية التعبدية؛ حتى يُحفِّز الناس على الكرم مع أبنائهم، وآبائهم وعدم البخل عليهم في أي شيءٍ يحتاجونه، إن كانت الظروف المادية مواتية.
إلى جانب ذلك فقد حددت الشريعة الإسلامية قواعد التوارث بين الآباء والأبناء بعد الوفاة، حيث امتازت المواريث الإسلامية بالعدل، والحكمة في التوزيع، ومراعاة كافة أحوال الإنسان، وظروفه المعيشية المختلفة، والمتقلبة بين الحين والآخر.