كم مدة نزول القرآن
القرآن الكريم
هو كتاب الله تعالى وكلامه أنزله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو الكتاب الذي يؤمن به المسلمون ويتقربون به إلى الله تعالى من خلال حفظه وتلاوته، وهو كتاب محفوظ في الصدور والسطور ومنزّه عن أي تحريف أو تبديل، كما أن فيه من الإعجاز العلمي والبلاغي والغيبي ما يجعله من أرقى الكتب وأهمها، ويعتبر القرآن هو المرجع الأول للغة العربيّة والأساس الذي بنى عليه علماء اللغة قواعدها، ومن أشهر العلماء الذين اعتمدوا على القرآن في وضع قواعد اللغة العربية هم سيبويه، وأبو الأسود الدؤلي، والخليل بن أحمد الفراهيدي.
مدة نزول القرآن
اختلف العلماء في كيفية ومدة نزول الوحي بالقرآن الكريم، إلّا أن الراجح من الدليل الشرعي في القرآن بأنّه نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- على فترات؛ حيث استغرقت مدة نزوله ثلاث وعشرين سنة، ودليل العلماء في ذلك قول الله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان:32]
الحكمة من نزول القرآن مفرقاً
من المعروف أن الكتب السماوية نزلت على الأنبياء والمرسلين دفعة واحدة، إلا القرآن الكريم ولقد كان لنزول القرآن الكريم متفرقاً حكماً عديدة ومنها:
- تثبيت قلب الرسول أمام ما يواجهه من شدائد وصعاب في تبليغ الدعوة؛ حيث إنّ الله تعالى كان يرسل الوحي ليطمئن الرسول ويثبته في وجه المشركين بآيات تدلّ على نصرة الله وتأييده له.
- تسهيل حفظ القرآن الكريم على الرسول والصحابة، وحتى يتمكن المسلمون من فهم تعاليمه وتطبيقها بالتدريج.
- ردّ الشبهات والأكاذيب التي كان يختلقها المشركون أولاً بأول؛ حيث إنّ الله تعالى كان يؤيد رسوله بآياته ويدحض أكاذيب الكفار.
- الإجابة عن أسئلة السائلين؛ حيث إنّ الصحابة كثيراً ما كانوا يوجهوا أسئلة للرسول عن الإسلام والعقيدة والعبادات، فكان القرآن ينزل حسب الحاجة ويرد على تساؤلاتهم جميعها.
- التدرج باتباع أوامر الله تعالى؛ حيث إنّ الصحابة كانوا حديثي العهد بالإسلام، فكان من الصعب عليهم الالتزام بتطبيق جميع التعاليم والأحكام مرة واحدة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك التدرج في تحريم شرب الخمر، فكان الأمر الربانيّ بألّا يقرب الصحابة الصلاة وهم سكارى، ثم بعد فترة من الزمن نزل تحريم الخمر بشكل قطعي.
أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم
- أول الآيات التي نزلت على النبي في غار حراء في شهر رمضان على جبل النور، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
- اختلف العلماء في تحديد آخر آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن معظم العلماء أجمع على أنّها الآية التي يقول الله تعالى فيها:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً) [المائدة:3]