-

كم عدد الديانات السماوية

كم عدد الديانات السماوية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأنبياء والرّسل

كان بين سيّدنا آدم ونوح عليهما السّلام قروناً كانت كلّها على الإسلام والتّوحيد، ثمّ جاءت الشّياطين لتزيّن للنّاس الباطل والضّلال واتخاذ الأصنام لعبادتها من دون الله تعالى فاقتضت مشيئته سبحانه أن يرسل الأنبياء والرّسل إلى النّاس لتبليغهم دعوة الله وليكونوا مبشّرين ومنذرين لإقامة الحجّة على النّاس.

دعوة الأنبياء واحدة

دعا جميع الأنبياء والرّسل إلى دينٍ واحد هو الإسلام والذي هو تعبيرٌ عن دين التّوحيد والخضوع والتّسليم لله سبحانه، فقد وردت عبارة المسلمين على لسان سيّدنا موسى عليه السّلام، كما وردت على لسان سيّدنا سليمان عليه السّلام في رسالته إلى بلقيس في قوله تعالى: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) { النمل: 31 }، فالله سبحانه وتعالى لا يتقبّل من عباده سوى دين الإسلام العظيم، حيث قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) { آل عمران: 19 }.

وفي قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) { آل عمران: 85 }، وبالتّالي فإنّ عبارة الدّيانات السّماوية ليست دقيقة باعتبار أنّ الدّين واحد، وإنّما قد يقال شرائع سماويّة أو منهاج سماوي وهذا ما دلّت عليه الآيات الكريمة في قوله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ) { المائدة: 48 }.

كما أكّد الّنبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف على هذه الحقيقة في قوله: (أنا أولى الناسِ بِعِيسَى ابنِ مريمَ في الدنيا و الآخرةِ، ليس بَيْنِي و بينَهُ نَبِيٌّ، و الأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى، و دِينُهُمْ واحِدٌ)، فشريعة سيّدنا عيسى عليه السّلام اختلفت عن شريعة موسى عليه السّلام في حلّ بعض الأمور التي حرّمت على بني إسرائيل من قبل، وكذلك الحال مع شريعة الإسلام الّتي اختلفت في بعض أحكامها وتشريعاتها عن الشّرائع السّماويّة قبلها.

الشّرائع السّماويّة

يمكن الحديث عن شرائع سماويّة رئيسية، وهي الشّريعة التي اشتملت عليها التّوراة التي أنزلت على سيّدنا موسى عليه السّلام وكان من ميّزاتها أن اشتملت على جميع الأحكام التي تهمّ الإنسان في علاقته مع ربّه وعلاقته مع النّاس، وقد كانت تلك الشّرائع مكتوبة على الألواح التي حملها موسى عليه السّلام بعد لقاء ربّه.

جاء بعد شريعة التّوراة شريعة الإنجيل، الّتي أكّدت على كثيرٍ من الأحكام التي وردت في شريعة موسى عليه السّلام وخفّفت عن بني إسرائيل بحلّ بعض ما حرّم عليهم من قبل، ثمّ أخيراً الشّريعة الإسلاميّة التي أنزلت على سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام التي كانت شريعة شاملة خاتمة ناسخة لجميع الشّرائع قبلها، والشّريعة الإسلاميّة مصادرها الرّئيسيّة القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة.

على هذا تكون هناك ثلاث شرائع سماوية رئيسية، وإن كانت هناك شرائع أخرى أنزلت على الأنبياء والمرسلين كان محورها جميعاً الدعوة إلى دين الإسلام.