كم عدد طبقات الأرض
كوكب الأرض
يُعَدُّ كوكب الأرض الكوكب الثالث من حيث مسافة بُعْدِه عن الشمس، والخامس من حيث الكتلة، والحجم ضمن النظام الشمسيّ، كما أنَّه يمتاز بلونه الأزرق، وينقسم سطح كوكب الأرض إلى سبع كتلٍ قاريّة هي: أفريقيا، والقارّة القطبيّة الجنوبيّة، وآسيا، وأستراليا، وأوروبا، وأمريكا الشماليّة، بالإضافة إلى أمريكا الجنوبيّة، وتحيط بهذه القارّات أربعة أحواض رئيسيّة من المياه، هي: المحيطات القطبيّة الشماليّة، والمحيط الأطلسيّ، والمحيط الهنديّ، والمحيط الهادئ، وينقسم الغلاف الجويّ إلى غلافٍ خارجيٍّ وداخليٍّ، ومن أقسام كوكب الأرض القشرة الأرضيّة، وهي تُمثِّل الغلاف الصخريّ الذي يتكوَّن من الصخور الناريّة، والرسوبيّة، والمُتحوِّلة، والغلاف المائيّ الذي يتشكَّل من المحيطات التي تملأ الأماكن المُنخفِضة في القشرة الأرضيّة.كما يُعتبَر كوكب الأرض في شكله الحاليّ موضع اهتمامٍ لدى الباحثين والعلماء، الذين أحرزوا منذ مُنتصَف القرن العشرين تقدُّمًا مَلحوظًا في كلٍّ من: المفاهيم، والقياسات، وتحليل النظائر في النيازك، ودراسة الكواكب الأرضيّة كمجموعة، بالإضافة إلى التقدُّم في النَّمذَجة العدديّة للعمليّات الفيزيائيّة؛ والتي تُؤدّي بدورها إلى تكوين الكواكب، كما يشمل ذلك العمليّات النوويّة التي تمّ بواسطتها إنتاج العناصر الأخفّ وزناً، مثل: الهيدروجين، والهيليوم.[1][2]
الطبقات الثلاثة لكوكب الأرض
طبقة القشرة الأرضيّة
وهي الطبقة الخارجيّة و الصخريّة لكوكب الأرض، وتُوجَد القشرة الأرضيّة على نوعين هما: القشرة القارّية، وهي تتكوَّن في الغالب من صخور الجرانيت، والقشرة المُحيطيّة، وهي تتكوَّن من البازلت والجابرو، ومن خلال دراسة تحاليل الموجات الزلزاليّة التي تُولِّدُها الزلازلُ داخل باطن الأرض، ومُلاحَظة التغيُّر الحادّ في السلوك المَرصود للموجات السيزميّة بين القشرة والوشاح (بالإنجليزية: Mantle)؛ بسبب الاختلاف الكبير في كثافة الصخور، تبيَّن أنَّ القشرة الأرضيّة تَمتدُّ على مسافة 50 كيلومتراً (30 ميلاً) تحت القارات، و 5-10 كيلومترات (3 إلى 6 أميال) تحت قاع المحيطات، حيث تُشكِّل الطبقة العلويّة من الوشاح والقشرة معاً طبقة صلبة واحدة تُسمَّى غلاف الأرض الصخريّ (بالإنجليزية: Lithosphere)، ولا تُمثِّل هذه الطبقة قطعة واحدة مُتَّصِلة، بل تنقسم إلى ما يقارب اثنتي عشرة كتلةً صلبةً منفصلةً وصفائح، ويُوجَد نوعان للصفائح، هما:[3]
- الصفائح المُحيطيّة: مثل صفيحة المحيط الهادئ، والتي تَمتَدُّ من شرق هذا المحيط إلى الجزء الغربيّ من حوضه، وتحديداً في غرب حوض خنادق أعماق البحر.
- الصفائح القارّية: مثل صفيحة أمريكا الشماليّة، والتي تشمل أمريكا الشماليّة، بالإضافة إلى القشرة المُحيطيّة لها، كما تشمل جزءاً من سلسلة جبال الأطلسيّ الوُسطى.
ويتمُّ تحديد سماكة هذه الصفائح بواسطة الصلابة الميكانيكيّة لموادّ القشرة الأرضيّة، والانقطاع الحادث في سلوك المَوجة الزلزاليّة؛ حيث تبيَّن أنَّ صفائح الغلاف الصخريّ تكون على عمق 60 كيلومتراً (35 ميلاً) تحت المُحيطات، و 100-200 كيلومتر (60-120 ميلاً) تحت القارّات، وقد تتحرَّك هذه الصفائح حركات جانبيّة أو داخليّة، بمُعدَّل عدّة سنتيمترات في السنة؛ بسبب التيّارات الحراريّة البطيئة و العميقة داخل الوشاح، وتمّ تصنيف حركات الصفائح إلى الحركة المُتباعِدة، والمُتقارِبة، والمُنزلِقة، حيث تَظهرُ الجبال، والجُزُر البركانيّة؛ نتيجةً لتقارب الصفائح، وتتشكَّلُ الصدوع، وامتدادات مُنتصَف المُحيط؛ نتيجةً لتباعُدِها؛ ويُؤدّي انزلاق صفيحة على أخرى إلى حدوث الزلازل (بالإنجليزيّة: earthquakes).[3]
طبقة الوشاح
هي الطبقة التركيبيّة للأرض، ويُطلَق عليها اسم طبقة العباءة، وهي تقَعُ أسفل طبقة انقطاع موهو (بالإنجليزيّة: Mohorovičić discontinuity)، وفوق اللبّ الخارجيّ، ويُسمّى الحدُّ الفاصل بين الوشاح والقشرة الخارجيّة باسم انقطاع موهو، ويَنقسمُ الوشاح إلى ثلاثة أجزاء: الوشاح العلويّ، ويمتدُّ إلى عمق حوالي 10 كم، والوشاح السفليّ، ويمتدُّ إلى حدود قاعدة الوشاح الأساسيّ في حوالي 2890 كم، ومنطقة الانتقال، وتمتدُّ بينهما إلى ما يقرب من 670 كم ، وفي ما يأتي شرحٌ لكلٍّ من هذه الأجزاء:[4]
- الوشاح العلويّ: ويتشكَّل بسبب الضغط المُتزايِد مع العُمق في تغيُّر تركيب الصخور القشريّة عند أعماقٍ تتراوح بين 5 و50 كم، ويتمُّ تكوين معظم الصخور البازلتيّة في هذه الطبقة وعلى عمق مئات الكيلومترات، كما تُعتبَر غنيّة بالفِلزّات والمعادن، مثل: الأوليفين، والبيروكسين، والسيليكات، والبيروفسكيت.[5]
- الوشاح السفليّ: والذي يكوّن جزءًا كبيراً من باطن الأرض، بعمق يبلغ حوالي 650 كم (400 ميل) إلى 2900 كم (1800 ميل)، وتجدر الإشارة إلى أنّ طبقة الوشاح السفليّ تتكوَّن بشكل أساسيّ من سيليكات المغنيسيوم والحديد.[5]
طبقة اللبّ
وهي تتكوّن من:
- اللبّ الداخليّ: أو ما يُعرَف بالقلب الداخليّ للأرض، ويُعتبَر جسماً كرويّاً صغيراً نسبيّاً بنصف قطر يبلغ حوالي 1200 كيلومتر، وقد كان هذا الجزء من الكرة الأرضيّة غامضاً و مجهولاً لدى العلماء إلى أن تمَّ اكتشافه في أواخر عام 1936، وتتكوَّن طبقة اللبّ الداخليّ بشكل أساسيّ من معدن الحديد، وفي الوقت الحاضر أجرى العلماء والجيولوجيّون دراسات على هذه الطبقة، من خلال قياس درجة التبايُن الزلزاليّ بين الطبقات، وتبيَّن أنَّ لبّ الأرض الداخليّ له بنية ثلاثيّة الأبعاد ومُعقَّدة. [6]
- اللبّ الخارجيّ: وهي الطبقة التي تَقعُ أسفل الوشاح الداخليّ في كوكب الأرض، ويتكوَّن اللبّ الخارجيّ السائل بشكل أساسيّ من صُهارة معدن الحديد، بالإضافة إلى العناصر المُشِعَّة التي تُمثِّل ما نِسبتُه 10٪ من وزن اللبّ الخارجيّ، وعلى الرّغم من أنّ َتراكيز العناصر المُشِعَّة قليلة، إلّا أنَّها تُؤثِّر في لبّ الأرض من حيث: مُعدَّل التبريد، وتكوُّن اللبّ الداخليّ، و نظام الحَمْل الحراريّ الأساسيّ (بالإنجليزيّة: Convection)، كما تشمل العناصر المُشِعَّة، مثل: الكبريت، والأكسجين، والسيليكون، والكربون، والهيدروجين، ويُعتبَرُ عنصرُ الأكسجين العنصرَ الأساسيَّ في اللبّ الداخليّ، في حين تُظهِرُ النتائج أنَّه بالإمكان استبعادُ الأكسجين كعنصرٍ مُشِعٍّ رئيسيٍّ في اللبّ الخارجيّ السائل؛ لأنَّ إضافة الأكسجين إلى الحديد السائل لن يُؤدّي إلى الزيادة في نفس الوقت مع مُعدَّل الكثافة، ومُعدَّلات سرعة الصوت للنواة الخارجيّة.[7]
المراجع
- ↑ "Earth PLANET", www.britannica.com, Retrieved 2-3-2018. Edited.
- ↑ "Development Of Earth’s Structure And Composition", www.britannica.com, Retrieved 12-3-2018. Edited.
- ^ أ ب "The Outer Shell", www.britannica.com, Retrieved 12-3-2018. Edited.
- ↑ "mantle", www.sciencedirect.com, Retrieved 12-3-2018. Edited.
- ^ أ ب "The Interior", www.britannica.com, Retrieved 12-3-2018. Edited.
- ↑ "Hemispherical anisotropic patterns of the Earth’s inner core", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-3-2018. Edited.
- ↑ "Evidence for an oxygen-depleted liquid outer core of the Earth", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-3-2018. Edited.