كم عدد أركان الإيمان
الإيمان
أنعم الله تعالى أنعم على الإنسان بنعمٍ كثيرةٍ، وميزّه عن بقيّة المخلوقات بأن وهبه نعمة العقل الذي يدرك به، ويميّز الصحيح من الخاطئ، ويتّبع دين الله تعالى الذي أمر به، ويؤمن بالله تعالى، والإيمان هو أن يصدّق الإنسان كلّ ما أخبر به الله تعالى، وأن يعتقد اعتقاداً جازماً أنّ الله تعالى خالق كلّ شيءٍ، وهو المالك، والمتصرّف في هذا الكون.[1]
عدد أركان الإيمان
إنّ الإيمان والإسلام والإحسان تعدّ ثلاثة أركانٍ لدين الإسلام، وإذا اختلّ أو نقص ركنٌ من هذه الأركان فسيصبح هناك خللٌ ونقصٌ في دين المرء، والإيمان ركنٌ مهمٌّ من أركان الدين الإسلامي، وللإيمان أركانٌ ستّةٌ لا يصحّ إيمان العبد إلّا إذا توافرت وتحقّقت هذه الأركان، وفيما يأتي بيانٌ لأركان الإيمان الستة:[2]
الإيمان بالله تعالى
وهو الركن الأوّل من أركان الإيمان، والإيمان بالله تعالى يندرج تحت مفهمومه أربع مفاهيمٍ أخرى، على العبد الإيمان بها، حتى يتحقّق إيمانه بالله تعالى، وفيما يأتي بيانها:
وهو الإيمان بوجود الله تعالى، وبقائه، والإيمان بأنّ الله تعالى عالمٌ بكلّ مخلوقات الأرض، وأحوالها، ما خُفي منها، وما ظهر، وسامعٌ لأصوات عباده، وعالماً بكلّ أفعال عباده مهما كانت، فهو يبصرها في أيّ وقتٍ، وأيّ حينٍ، وسيُحاسِب عباده عليها، فهو الخالق للكون لا يُعجزه شيءٌ مهما كان، ولا تخفى عليه خافيةٌ.
أي الإيمان بأنّ الله تعالى وحده الخالق، فلا خالق سواه، وأنّ جميع البشر عاجزون عن الخلق، والإيمان بأنّ الله تعالى الرازق عباده لا سواه، فلا أحد يُمكنه رزق الآخر، كما أنّ الله هو المالك للكون كلّه، والمدّبر والمتصرّف فيه لا سواه.
أي عبادة الله تعالى وحده، فيفرد العبادة كلّها له، ولا يؤمن إلّا به، ولا يعبد غيره من الطواغيت، والآلهة الأخرى، حيث قال الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).[3]
وهو الإيمان بأسماء الله وصفاته، فيؤمن أولاً بكلّ ما ثبت من أسماءٍ وصفاتٍ ذُكرت لله تعالى، وبُيّنت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كإيمانه بأنّ الله تعالى الملك، والقدوس، والسلام، وغير ذلك ممّا ذُكر من أسمائه الحسنى، ويؤمن ثانياً بأنّ تلك الأسماء والصّفات، لا أحد يشبه الله تعالى بها، فهو المنفرد بها، فلا أحد يشابهه في علمه، أو كرمه، وغير ذلك،[4] حيث قال الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير).[5]
الإيمان بالملائكة
الإيمان بأنّ الملائكة لهم وجود، ولهم مهمّاتٌ وأعمالٌ كلّفهم بها الله تعالى، ولهم صفاتٌ وُصفوا بها، وأسماءٌ سمّوا بها، ومن الملائكة: جبريل عليه السلام، وميكائيل الذي وُكلّ بالأرزاق، وإسرافيل الذي ينفخ في الصور.
الإيمان بالكتب السماوية
أنزل الله تعالى الكتب السّماوية هدايةً للناس، ولتوجيههم للطريق الصحيح حتى لا يضلّوا ولا يشقوا، ويتمثّل الإيمان بالكتب السّماوية الإيمان بأنّها مُنزلة من عند الله تعالى على الأنبياء والرسل، وأنّها كلّها حق، وعدم اتباع أو تصديق ما حُرّف منها وبُدّل،والكتب السماوية:
- القرآن الكريم: وهو آخر الكتب التي أُنزلت للبشرية، وهو محفوظٌ من التحريف والتبديل، وجاء ناسخاً لكلّ ما تقدّم من الكتب.
- التوراة: وهو الكتاب السماوي المُنزل على موسى عليه السلام.
- الإنجيل: وهو الكتاب السماوي المُنزل على عيسى عليه السلام.
- الزبور: وهو الكتاب السماوي المُنزل على داود عليه السلام.
- الصحف: وهي صحف إبراهيم عليه السلام، التي أُنزلت عليه.
الإيمان بالرسل
وهو الإيمان بالرسل الذين أوحى الله إليهم، وأنّهم أُرسلوا للناس لدعوتهم لعبادة الله تعالى، وإرشادهم للطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، ولتعليمهم ما يحتاجونه من أمورٍ تُفيدهم، ورسل الله لا يُعلم عددها، ومن الرسل الكرام: أولو العزم، وهم: محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم الصلاة والسلام.
الإيمان باليوم الآخر
أي الإيمان بيوم القيامة، وبكلّ ما ورد من حديثٍ في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عنه، وهو اليوم الذي يُبعث فيه الناس من قبورهم، لكي يحاسبهم الله تعالى على أعمالهم في الدنيا، ثمّ ينتقل كلّ واحدٍ حسب أعماله إلى الجنة أو النار.
الإيمان بالقدر خيره وشرّه
حتى يتحقّق الإيمان بالقضاء والقدر يجب الإيمان بأربعة أمورٍ، وهي: الإيمان بعلم الله تعالى، بأنّه عالمٌ بكلّ ما يحصل الآن وما حصل سابقاً، وبما سيحصل في وقتٍ لاحقٍ، ويؤمن ثانياً: بأنّ كلّ ما يحصل مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، إلى حين يوم القيامة، ويؤمن ثالثاً بمشيئة الله بأنّ كل ما يكون في هذا الكون، هو حاصلٌ بقدرة الله، فكلّ ما شاء الله له أن يحصل حصل، وما يشاء له أن يحصل في المستقبل سيحصل، ويؤمن رابعاً أنّ الله هو الخالق لا خالق سواه، فهو خالق الناس، ويعلم ما سيفعلون من أعمالٍ.
آثار وفوائد الإيمان
للإيمان العديد من الآثار والفوائد التي تظهر في حياة العبد، وفيما يأتي بيان البعض منها:[6][7]
- الشعور الدائم بمراقبة الله تعالى في كلّ الأوقات والأحوال.
- تحقيق العزّة، وانتشار الطّمأنينة، والسعادة، والأمن.
- انتشار المودّة والألفة بين الناس، وتقوية العلاقات بينهم.
- نجاة العبد ممّا قد يؤذيه من مكروهٍ، أو غير ذلك.
- دخول جنّات النعيم.
- تيسير الأمور، وحصول البركة في الرزق.
- نيل الهداية للطريق الصحيح.
- نيل رضى الله ومحبّته أولّاً، ومحبّة النّاس ثانياً.
المراجع
- ↑ د.ناصر الغامدي (15-8-2007)، "حقيقة الإيمان ومقتضياته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2018. بتصرّف.
- ↑ محمد عياد، "هذا ديننا"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 62.
- ↑ محمد شعبان (4-3-2017)، "معنى الإيمان بالأسماء والصفات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2018.بتصرف
- ↑ سورة الشورى، آية: 11.
- ↑ د.محمود الدوسري (5-2-2018)، "أثر الإيمان في حياة الإنسان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2018. بتصرّف.
- ↑ د.علي الصلابي (4-5-2013)، "فوائد الإيمان وثمراته "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2018. بتصرّف.