ما عدد السجدات في القرآن الكريم
سجدات القرآن الكريم
سجدة القرآن الكريم أو سجدة التَّلاوة هي عبارة عن سجدة واحدة لله عزَّ وجل، يُشرع للمسلم القيام بها عند تلاوة آيات معيَّنة من القرآن الكريم، وآيات السُّجود في القرآن نوعان: النَّوع الأوَّل عبارة عن إخبار من الله تعالى عن سجود جميع مخلوقاته له، فيتشبه المستمع حينها بهم، وذلك مثل السَّجدة في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [النَّحل:49]، والنَّوع الثَّاني أن تأتي الآية بالأمر بالسُّجود لله تعالى، وذلك مثل السَّجدة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77].
مواضع سجدات القرآن الكريم
يوجد في القرآن الكريم خمس عشرة سجدة في مواضع مختلفة، أوَّلها في سورة الأعراف وآخرها في سورة العلق، وهذه السجدات حسب ترتيب المصحف هي: سجدة في سورة الأعراف، وسجدة في سورة الرَّعد، وسجدة في سورة النَّحل، وسجدة في سورة الإسراء، وسجدة في سورة مريم، وسجدتان في سورة الحج، وسجدة في سورة الفرقان، وسجدة في سورة النَّمل، وسجدة في سورة السَّجدة، وسجدة في سورة ص، وسجدة في سورة النَّجم، وسجدة في سورة الانشقاق، وسجدة في سورة العلق.
حُكم سجدات القرآن الكريم، وكيفيّة أدائها
سجدة التلاوة سنَّة واردة عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهي غير واجبة؛ فمن أدَّى السجدة بعد تلاوة الآية الواردة فيها فله الأجر، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، وسجدة التِلاوة سجدة واحدة تؤدَّى عند وصول القارئ للقرآن إلى موضعها سواء أكان ذلك أثناء تلاوة القرآن خلال أداء الصلاة أو أثناء تلاوته في غير الصلاة.
إذا مرَّ المسلم أثناء تلاوته للقرآن الكريم وهو في غير صلاة بآية تحتوي على سجدة فإنَّه يُسنُّ له أن يكبِّر ويسجد كسجوده للصَّلاة على أعضائه السَّبعة سجدة واحدة، ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ويدعو بالدُّعاء التَّالي: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوَّره، وشقَّ سمعه وبصره، بحوله وقوَّته)، ثمَّ يقوم بعد ذلك ولا يكبِّر ولا يُسلِّم، أمَّا في حال المرور على آية تحتوي على سجدة في أثناء قراءة القرآن في الصَّلاة، فإنّه يكبِّر ويسجد ويفعل مثلما سبق، ثم يكبر مرَّة أخرى عند الرَّفع من السجود ويُكمل صلاته.
اختلف العلماء في مسألة وجوب الطَّهارة وستر العورة عند سجدة التِّلاوة في غير الصَّلاة؛ فمنهم من اعتبرها كالصلاة فذهبوا إلى وجوب الطهارة وستر العورة فيها، ومنهم من لم يعتبرها صلاة فلم يشترط الطهارة وستر العورة فيها، ولكنَ استقبال القبلة عند السُجود واجب في كلا الحالتين.