كم عدد الركعات في كل صلاة
الصلاة
تُعرّف الصلاة لغةً بالدعاء،[1] وأمّا شرعاً: فتُعرّف بأنّها عبادةٌ ذات أقوالٍ، وأعمالٍ مخصوصةٍ، تُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم، وقد فرض الله -تعالى- على كلّ مسلمٍ عاقلٍ بالغٍ خمس صلوات في اليوم والليلة، وأوجب الله -تعالى- على ولي الصبي أمره بالصلاةِ من سن السابعة، وضربه عليها في سن العاشرة؛ حتى يتعوّد على أدائها بعد البلوغ، وللصلاة مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام، حيث إنّها الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح ما بقي من عمله، وإن فسدت لم ينفعه عمل، بالإضافة إلى أنّ الصلاة عمود الإسلام الذي لا يقوم إلّا به، وهي كفارةٌ للذنوب، والمعاصي ما لم تُرتكب الكبائر، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ ترك الصلاة انكاراً، وجحوداً، يعدّ كفراً مُخرجاً من الملة بإجماع علماء الأمة، وثمّة خلافٌ بينهم على حكم تركها عمداً بسبب التكاسل عن أدائها، فمنهم من قال إنّ تركها تكاسلاً ليس بكفرٍ، وإنّما هو فسقٌ، وارتكابٌ لكبيرةٍ من كبائر الذنوب، ومنهم من قال إنّ تركها تكاسلاً أو جحوداً كفراً مخرجاً من الملة، لا فرق بينهما، مصداقاً للحديث الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ بين الرجلِ وبين الشِّرك والكفرِ تركُ الصلاةِ)،[2] بالإضافة إلى الحديث الذي رواه بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر).[3][4]
عدد الركعات في كل صلاة
فرض الله -تعالى- على كلّ مسلمٍ خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وكان الواجب على المسلمين عندما فرضها الله تعالى، أداء ركعتين لكلّ صلاةٍ، مصداقاً لما رُوي في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (فرض اللهُ الصلاةَ حين فرضها، ركعتين ركعتين، في الحضَرِ والسفرِ، فأُقرَّت صلاةُ السفرِ، وزيدَ في صلاة الحضَرِ)،[5] والمقصود أنّ الله -تعالى- فرض على النبي -عليه الصلاة والسلام- الصلوات الخمس ليلة الإسراء والمعراج، ثمّ نزل إلى الأرض، وصلّى به جبريل عليه السلام إماماً عند البيت الحرام، كانت عندها الصلوات الخمس تؤدّى ركعتين، سواءً في السفر أو في الحضر، ولمّا هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة بقي عدد الركعات كما هو في السفر، وزيد في الحضر، حيث فرض الله -تعالى- على الرسول أداء صلاة الظهر، والعصر، والعشاء أربع ركعاتٍ، والمغرب ثلاث ركعاتٍ، بينما بقيت صلاة الفجر ركعتين، والدليل على ذلك قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (فُرِضت صلاةُ السَّفرِ والحضَرِ ركعتينِ فلمَّا أقام رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بالمدينةِ زِيد في صلاةِ الحضرِ ركعتانِ ركعتانِ وتُرِكت صلاةُ الفجرِ لطولِ القراءةِ، وصلاةُ المغربِ لأنَّها وِترُ النَّهارِ)،[6] وقد بيّنت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ السبب في بقاء صلاة الفجر على حالها، وزيادة باقي الصلوات يرجع إلى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُطيل القراءة في صلاة الفجر، حيث كان يقرأ ما بين الستين إلى المئة آية خلال الصلاة، وكان في بعض الأحيان يقرأ بالصافات، وأحياناً يقرأ بالروم، فكان ذلك سبب إقرارها ركعتين، وأمّا صلاة المغرب فجُعلت ثلاث ركعات؛ لأنّها وتر النهار.[7]
صلاة السنن الرواتب
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُحافظ على صلاة النافلة بعد أداء الصلوات الخمس، وممّا يدلّ على عظيم أجر النوافل، وعدُ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لمن حافظ على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة ببيتٍ في الجنة، ومن الجدير بالذكر أنّ العلماء اختلفوا في عدد ركعات السنن الرواتب، فمنهم من قال أنّ عددها عشر ركعات، ومنهم من قال أنّ عددها اثنتا عشر ركعةً، والثابت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها أثنتا عشرة ركعةً، مقسمةً أربع ركعاتٍ قبل الظهر، مصداقاً لما رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنّها قالت: (أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يدَعُ أربعاً قبلَ الظهرِ)،[8] وركعتين بعد الظهر، وركعتين قبل الفجر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، ومن النوافل التي كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحافظ عليها صلاة الضحى، وصلاة التهجّد في الليل، وصلاة الوتر، وعلى الرغم من أنّ كلّ ما ذُكر من النوافل ليس بواجبٍ على المسلم، إلّا أنها تُكمل الفرائض، بالإضافة إلى أنّها سببٌ في محبة الله -عزّ وجلّ- للعبد، ودخول الجنة، كما أنّ في أدائها تشبّه بالنبي عليه الصلاة والسلام، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ ترك الرواتب من السنن فسوقٌ، وفي الحقيقة أنّ ذلك قولٌ خاطىءٌ؛ إذ إنّ الحفاظ على أداء الفرائض، وترك المعاصي يُخرج العبد من دائرة الفسوق إلى الإيمان، وإن لم يفعل النوافل، وقال بعض الفقهاء إنّ أداء الرواتب شرطٌ للعدالة في الشهادة، وهذا أيضاً قول غير صحيحٍ، فكلّ من حافظ على الفرائض واجتنب المعاصي هو عدلٌ ثقةٌ، وفي الحقيقة أنّ المؤمنين في أداء النوافل ثلاثة أصنافٍ؛ ظالمٌ لنفسه وهو العاصي، ومقتصدٌ، وهو البرّ الذي يحافظ على الفرائض ويجتنب المعاصي، وسابقٌ للخيرات، وهو المحافظ على أداء الفرائض والنوافل، وهو في أعلى المراتب، مصداقاً لقول الله تعالى: (ثمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ).[9][10]
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى الصلاة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 82، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1454، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "تعريف الصلاة وفضلها وحكمها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المومنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2738، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "الحكمة من جعل صلاة الصبح ركعتين"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1182، صحيح.
- ↑ سورة فاطر، آية: 32.
- ↑ "السنن الرواتب"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2018. بتصرّف.