كم سنة عاش سيدنا نوح
نوح عليه السلام
خلق الله سبحانه وتعالى الخلق موحّدين لا يشركون بالله شيئاً، ثمّ جاءتهم الشّياطين فحرفتهم عن فطرتهم وسوّلت لهم اتخاذ الأصنام والأنداد ليعبدوها من دون الله، فاقتضت مشيئة الله تعالى أن يبعث للنّاس أوّل رسولٍ على وجه الأرض وهو سيّدنا نوح عليه السّلام، وقد وردت قصّة هذا النّبي الكريم في القرآن الكريم ووصفه الله تعالى بأنّه من أولي العزم من الرّسل، فما هي قصّة نبيّ الله نوح عليه السّلام؟ وكم عاش في الأرض؟
لبثه في قومه ودعوته
لبث سيّدنا نوح عليه السّلام في قومه فترةً من الزّمان كانوا فيها على دين التّوحيد والاستقامة، ثمّ جاءتهم الشّياطين وأمرتهم بأن يتّخذوا الأصنام ليعبدوها من دون الله، وقد كانت هذه بداية الضّلال والانحراف عن المنهج والطّريق المستقيم، وقد وقف سيّدنا نوح عليه السّلام ليدعو قومه إلى ترك ما استحدثوا من الضّلالات والبدع التي لم يعرفها سلفهم، وقد ظلّ عليه السّلام يدعوهم إلى دين التّوحيد من دون أن تفتر عزائمه أو تكلّ جوارحه، ولم يدع أسلوبًا إلاّ اتخذه معهم لنصحهم وردّهم عن غيّهم، وقد كان موقف قومه اتجاه دعوته العناد والاستكبار، حتّى إنّهم أصموا آذانهم عن الاستماع لكلمات الحقّ واستغشوا ثيابهم في صورة غاية في الكفر والضّلال البعيد، وقد حذّرهم نبيّ الله نوح من البقاء على هذا الحال وتوعّدهم بعذاب الله المحيط بالكافرين فلم يزدهم ذلك إلا فرارًا واستكباراً.
بناء السّفينة
كان نوح عليه السّلام يبني سفينة النّجاة التي سوف يحمل عليها أهله ومن آمن معه، وقد كان الملأ من قومه كلّما مرّوا عليه سخروا منه، فلم تزده هذه السّخرية إلاّ يقينًا بموعود الله وأمره .
نجاة القوم المؤمنين من الطّوفان
حينما جاء أمر الله وفار التّنور، تفجّرت الأرض وانهمرت السّماء بالماء فإذا الطّوفان يعلو الأرض فيغرق القوم الكافرين، ويهلكوا وينجّي الله تعالى نوح والمؤمنين بفضله.
فترة حياة نوح عليه السّلام
تحدّث المؤرّخون والعلماء المسلمون عن الفترة التي عاش فيها سيّدنا نوح عليه السّلام وكم كان مقدارها، فقيل إنّه عاش ألف وخمسمائة سنة حيث بعث وعمره أربعون سنة، ثمّ دعا قومه ألف سنةٍ إلاّ خمسين عاماً، ثمّ لبث بعد ذلك ستين سنة حتّى توفاه الله، وقيل إنّه لبث في قومه ثلاثمئة وخمسين سنة قبل البعثة، ثمّ ألف وخمسمائة سنة في قومه، ثمّ ثلاثمئة وخمسين عاماً بعد الطّوفان، وقيل إنّه عاش ألفاً وسبعمائة سنة وهي مدّة لبثه في قومه وبعثته وفي الفترة التي أعقبت الطوفان، وفي كلّ الأحوال فإنّه لا يصحّ أيّ قول، وإن تمّ ترجيحه لعدم ورود النّص الصّحيح الصّريح عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في ذلك.