كم عدد سنوات الخلافة العثمانية
مدًّة الخلافة العثمانيّة
نشأت الدولة العثمانيّة في القرن الرابع عشر على أنقاض دولة الروم السلاجقة، واستمرّت في الخلافة لأكثر من 600 عام، وقد ظهرت نواة الدولة العثمانيّة من قبيلة تركية تُدعى قبيلة (قابي) تحت قيادة أرطغرل والد مُؤسّس الدولة العثمانيّة (عثمان بن أرطغرل)، وبعد وفاة أرطغرل عام 1288م استلم ابنه عثمان حكم الإمارة، وسرعان ما نَمت هذه الإمارة لتصبح إمبراطوريّة إسلاميّة عظيمة تُعتبر من كُبرى الدُّول الإسلاميّة في التاريخ، والتي سُمِّيت باسمه.[1]
اجتاحت هذه الإمارة العديد من المناطق في آسيا، وأوروبا، وأفريقيا؛ فأصبحت من كُبرى الدُّول الإسلاميّة التي شهدها التاريخ، وكان لها في غضون ستّة قرون دور كبير في التصدّي للغزو الصليبي؛ حيث تمّ تطهير الأناضول من البيزنطييّن،[2] كما أنّها حرصت على نَشر الإسلام في مناطق لم تكن قد وصلتها الفتوحات الإسلاميّة من قَبل، وأهمّ هذه الفتوحات فتح القسطنطينيّة -التي حاول المسلمون فتحها منذ العهد الأمويّ- تحت قيادة السُّلطان محمد الفاتح في عام 1453م.[1]
الترتيب الزمنيّ للسلاطين العثمانيّين
كان يُطلق لقب السُّلطان على الشخص الذي يمتلك سُلطة سياسيّة، ودينيّة في الدولة العثمانيّة، وقد أُطلق هذا اللقب على الحُكّام العثمانيّين جميعهم، إلّا أنّ استخدامه توقّف بعد إعلان دولة تركيا الحديثة على إثر سقوط الدولة العثمانيّة، وفيما يأتي ترتيب زمنيّ لسلاطين الدولة العثمانيّة الذين حكموها على مدى ستّة قرون، وفترة حُكم كلّ سُلطان منهم:[3]
سقوط الدولة العثمانيّة
يجدر بالذكر أنّ الخلافة العُثمانيّة بدأت بالدخول في طَور الانحلال، والتفكُّك في بداية القرن التاسع عشر؛ حيث سَعت بريطانيا، وحلفاؤها على فَصل العديد من الدُّول الأوروبية عن جسد الدولة العثمانيّة، ممّا أدّى إلى فُقدان السيطرة على عددٍ من ممالك الدولة العثمانيّة في أوروبا، وغيرها.[4]
لقد أظهر السُّلطان عبدالحميد هويّته الإسلامية منذ وصوله إلى الحُكم، وأدرك أهمّية الوحدة الإسلامية، وضرورة التنسيق بين الدُّول الإسلاميّة جميعها، والترفُّع عن أيّ خلافات أمام الهجمة الغربيّة، وأمام محاولات بريطانيا لغرس الفكر القومي في نفوس المُثقّفين العرب؛ وهذا ما أثار قلق، وخوف معظم الدُّول الأوروبيّة، وخاصّة بريطانيا -التي كانت تضمّ عدداً كبيراً من المسلمين تحت حُكمها، خاصّةً في الهند- من ازدياد قوة المسلمين، وبالتالي حدوث انتفاضة إسلامية ستؤثر بشكل واضح على رقعة نفوذها؛ ولهذا حال تحالُف الدُّول الكُبرى ضدّ الدولة العثمانيّة دون ذلك، وأضعف الدولة العثمانيّة.[1]
ومن الجدير بالذكر أنّه مع حلول القرن العشرين، أدّى دخول الدولة العثمانيّة في الحرب العالميّة الأولى إلى هزيمتها، وسقوطها، وعندما تولّى مُصطفى كمال أتاتورك مقاليد الحُكم في الدولة، ألغى الخِلافة العُثمانيّة، ثمّ أعلن قيام الجُمهوريّة التركيّةِ في عام 1923م، وبعدها أعلن الدولة التركيّة كدولة علمانيّة، ونقل عاصمتها إلى أنقرة، وأعلن اللغة الإنجليزيّة لغة رسمية للبلاد بدلاً من اللغة العربيّة، وتبنّى التقويم الميلاديّ، وغيرها، وبذلك يكون عهد الخلافة العثمانيّة قد انتهى بعد أن حكمت أكثر من ستّة قرون.[5]
المراجع
- ^ أ ب ت د. إسماعيل أحمد ياغي، الدولة العثمانيّة في التاريخ الإسلامي، المملكة العريية السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 5-10. بتصرّف.
- ↑ "Ottoman Empire", www.britannica.com, Retrieved 8-4-2019. Edited.
- ↑ "The Sultans of the Ottoman Empire: c.1300 to 1924", thoughtco.com, Retrieved 8-4-2019. Edited.
- ↑ د. عبداللطيف الصباغ (2013)، تاريخ الدولة العثمانيّة، 8-4-2019: جامعة بنها، صفحة 117-119، 129-131. بتصرّف.
- ↑ أ. د. تيسير جباره (2015)، تاريخ الدولة العثمانية (1280 - 1924م)، رام الله، فلسطين: عمادة البحث العلمي والدراسات العليا جامعة القدس المفتوحة، صفحة 255-259. بتصرّف.