-

كيفية ظهور الفلسفة

كيفية ظهور الفلسفة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الفلسفة

قبل أن نبحث في كيفيّة ظهور الفلسفة، يتعيّن علينا أن نُعرّفها؛ لم يتّفق الفلاسفة على تعريف موّحد للفلسفة عبر العصور، لكن يُمكِننا القول أنّها المعرفة الناشئة عن العقل، التي تبحث عن حَقائق الموجودات وأصلها، وتنظر إلى ما وَراء الظّاهر والمظاهر.

أول المتفلسفين

أجمع أغلب المؤرّخين على نسب نشأة الفلسفة إلى اليونان، استناداً إلى ما وَجدوا من وثائق ومخطوطاتٍ قديمة، لكنّ الفلسفة بمفهومها العام ظهرت مع الإنسان الأول، منذ وعيه بوجوده، مُنفصلاً عن الوجود الطّبيعي أي منذ بداية التفكير العقلاني له، أمّا الفلسفة بمفهومها المُنظّم والمحدّد واستقلالها كعلم متكامل نُسبت للحضارة اليونانية، فرغم أهميّة الحَضارات الشرقية القديمة؛ كالسومرية، والبابلية، والمصرية في مسار الفلسفة، إلا أنّ ضياع تراث هذه الحضارات الفلسفي، وبقاء جزء ضئيل فقط منه، مُقارنةً بالمخزون الفلسفي العظيم للحَضارة اليونانية؛ أدّى إلى اعتبار الأخيرة الموطن الأول للفلسفة.

عوامل ظهور الفلسفة اليونانية

  • انتقال الفكر اليوناني من التفكير القائم على الأسطورة mythos إلى التفكير القائم على العقل logos.
  • انتشار الكتابة الأبجدية، وإشاعة الثقافة بين عموم الناس.
  • مساهمة الجميع في صنع القرارات السياسية؛ إذ لم تعد السلطة السياسيّة ووضع القوانين حكرًا على طبقة أو عائلاتٍ بعينها.
  • الازدهار الاقتصادي المتمثّل في النشاط التجاري والصناعي، وظهور العملة النقديّة لأول مرة.
  • تطوّر العلوم الدقيقة كالرياضيات وعلم الفلك.
  • حرية الرأي وانتشار ثقافة الحوار المبني على البراهين والحجج.

بداية الفلسفة اليونانية

لم ينتظر المفكّرون اليونان ظهور مُصطلح الفلسفة للبدء في طرح الأسئلة الوجودية وتأمّل الكون؛ فكان نشاطهم الفكري حينذاك يُدعى حكمة، وقد أثْروا الفلسفة والعلم كثيرًا، فكان طاليس أشهر الحكماء اليونانيين وأول من فسر أصل الوجود بالماء، أما هيراقليدس فقال بأنّ أصل العالم نار واعتبر آخرون بأنّ أصله هواء أو تراب، من هنا نرى أنّ أكثر ما بحث فيه حكماء اليونان الوجود والطبيعة وفسروا الطبيعة بعناصرها الطبيعية، ما جعل العالَم ينعتهم بالطبيعيين.

تُعزى بداية ظهور مصطلح الفلسفة إلى سقراط في القرن الرابع قبل الميلاد؛ فلُقب بأبي الفلاسفة. اعتمد سقراط على العقل والمَنطق وأسّس قواعد الفكر الفلسفي القائم على الحوار الجدلي، وكان له عظيم الأثر في مَسار الفلسفة وتطوّرها، ثم جاء بعده تلميذه أفلاطون فأرسطو.تطوّرت الفلسفة لاحقاً عبر العصور فبرزت الفلسفة الأوروبيّة والإسلامية في العُصور الوُسطى وارتبطت بالعلم في العصور الحديثة.

تنويه

اختلف الفلاسفة عبر العصور في تعريف الفلسفة، وبالتالي اختلفت الآراء حول بداية نشوئها، لكن من البديهي أنّ الإنسان لم ينتظر ظهور مصطلح الفلسفة حتى يُفكّر في أصل وجوده وما حوله، أي إنّ الفلسفة لم تظهر بظهور المصطلح الدّال عليها، إنما كانت ملازمةً دوماً للنشاط العقلي للإنسان، فنشأت بنشأته.