كيفية التقرب إلى الله والبعد عن المعاصي
التقرّب إلى الله
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لنعبده مخلصين له الدين، حيث قال وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون، ونحن مستخلفون بالأرض وحملة الأمانة التي أبت الجبال حملها، والله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته والتقرّب منه، والتقرّب من الله عزّ وجلّ طريق يملؤه الراحة والسعادة، وأولياء الله سبحانه وتعالى هم من يتقرّبون إليه ويتذلّلون إليه راجين رضاه وخائفين من سخطه وعقابه، والتقرّب لله سبحانه يكون على وجهين:
- التقرّب لله بأداء الفرائض، أي فعل الواجبات كالصلوات الخمس، والصوم، والزكاة، وصلة الأرحام وغيرها من الفرائض، أمّا ترك المحرمات كترك الزنا، والربا، وشرب الخمر وغيرها من المحرّمات.
- التقرّب لله بعد الفرائض بالنوافل كالنوافل من الصلوات ومنها الرواتب، وصلاة قيام الليل، وصلاة الوتر، والنوافل من الأعمال كالإكثار من ذكر الله تعالى، والصدقات.
طرق التقرّب لله سبحانه وتعالى
- الصلاة على وقتها، وهي من أحب الأعمال لله سبحانه.
- الذكر لله سبحانه وتعالى يومياً، أياً كان الذكر كـ (الاستغفار)، (التسبيح)، (التهليل).
- الدعاء بالخير سواء للنفس أو للأمة أو للتوفيق أو لأمور الدنيا، وليكن الدعاء في أدبار الصلوات وبالخير.
- قراءة القرآن يومياً، حيث من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها.
- الصلاة على النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم.
- صلاة الضحى، فهي تؤدي صدقة عن كل مفصل من مفاصل العظام.
- صلاة قيام الليل، ففيها يستجاب الدعاء، وتقضى الحاجة، ويغفر الذنب.
معنى المعصية
المعاصي: عكس الطاعة، وهي فعل الحرام والوقوع فيه، ومخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى.والمعصية لها وجهان:
- اقتراف المنهيات: أي ارتكاب أي شيء نهى عنه الله عز وجل كالزنا، وشرب الخمر، والفر من الزحف، والنميمة، والغيبة، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين وغيرها.
- ترك الواجبات: أي ترك أي شيء أمر به الله عزّ وجلّ كالصوم، والصلاة، والزكاة وغيرها.
كيفية الابتعاد عن المعاصي
في التقرّب إلى الله والانشغال بطاعته ورضاه تجعل إمكانية ارتكاب المعاصي قليلة، وكيفية تجنب المعاصي وتركها والبعد عنها يتحقق بمعرفة الحلال والحرام والعمل، وملازمة أوامر الله، والبعد عما نهى عنه، وأكثر ما يحث المعصية جارحتا اللسان والفرج، فمن استطاع إيقافهما عند حديهما سهل عليه تجنب المعصية، ومن أهمّ طرق الابتعاد عن المعصية:
- الدعاء، فهو أعظم دواء لدفع البلاء وطلب العون للبعد عن المعاصي.
- المجاهدة والمثابرة والصبر لترك المعاصي.
- معرفة عواقب المعصية والتفكر في نتائجها، حيث تؤدي إلى الهم والغم والحزن والذنوب والآثام لذلك كل ما تفكرنا في نتائجها استطعنا مقاومتها وتجنبها.
- البعد عن أسبابها ومقوياتها، للقدرة على تجنبها فالأصل في العلاج ترك سبب المرض.
- الحذر من رفقاء السوء ومجالسة الصالحين حيث أن رفيق السوء يجعل الشيطان يزين للمرء سوء عمله وبالتالي يزين له فعل المعاصي.
- تذكر فجأة الموت، والقبر وأن كل نفس بما كسبت رهينة.
- تذكر يوم الحساب، والعرض على الله، والمرور على الصراط، والميزان الذي يسجل كل الحسنات والسيئات.
- ملأ وقت الفراغ بالأشياء المفيدة والهاء النفس عن الأمر بالسوء بأمور دينية ودنيوية نافعة.
- الصدق مع الله في النية لتجنب المعاصي، واجتناب مواطن المعصية كمشاهدة المسلسلات والأغاني.
- التقرّب إلى الله بالنوافل، فهي تعين المرء على عدم الوقوع في المعاصي وهي من أعظم القربات لله عزّ وجلّ وهي سبب في حب الله للعبد.
في التقرّب إلى الله راحة وسرور وجنان نعيم من ربّ رحيم فهنيئاً لمن فاز برضا الرحمن، وفي المعاصي نكد عيش وغمّ، اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأجرنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل.