-

كيف تكون عدة الارملة

كيف تكون عدة الارملة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأرملة

كثيرات هُن النساء اللواتي يجهلن كيف تكون عدة المرأة الأرملة، فقد تُخالف الشرع إن لم تكن على دراية كافية عن كيفية قضاء وقت العدة، وما هي القوانين والواجبات والشروط والشرائع التي وضعها الإسلام لتجنب الوقوع بالخطأ، وحفظ النفس وتهذيبها، وصيانة النفس عن أيّ شيء قد يحدث ضد القوانين التي وضعها الإسلام، بدايةً وقبل أن نخوض في الحديث عن أي شيء بهذا الخصوص، سنتعرف سوياً على تعريف الأرملة؛ حيث إنّها المرأة التي تزوجت ومات زوجها.

العدة وأنواعها

تعني كلمة عدة: هي المُدة التي تنتظرها المرأة، ولا يحل لها أن تتزوج فيها بعد وفاة زوجها أو حدوث الطلاق، وهي واجبة على كُل امرأة طلقها زوجها أو مات زوجها.

أنواع العدة

  • عدة المرأة التي ما زالت في فترة الحيض.
  • عدة المرأة التي يئست من الحيض، سواء صغيرة لم تبلغ سن الحيض، أو كبيرة وقد بلغت سن اليأس.
  • عدة المرأة التي مات أو توفي زوجها.
  • عدة الحامل التي لم تضع حملها بعد.

هل يُمكن للزوج أن يُرجع زوجته بعد الطلاق وهي في فترة العدة؟

يُمكن للزوج أن يُرجع زوجته بدون عقد جديد، بشرط ألا يكون قد تعدى فترة كبيرة، أو قد تم طلاقها أكثر من طلقتين، أما في حالة تم طلاقها ثلاث طلقات، فهُنا تكون بينونة كُبرى، ولا يجوز إرجاعها والعقد عليها إلا بعد أن يتم نكاحها من قبل شخص آخر يتزوجها ثم يطلقها، ولا يجوز لأحد أن يعقد على الزوجة وهي ما تزال على ذمة هذا الرجل، وتُفرض النفقة على الزوج خلال فترة العدة.

يعتقد البعض أن له مُطلق الحُرية في الزواج بعد أن يُطلق أحد زوجاته الأربعة، يجوز لك أن تتزوج بأُخرى لكن بعد انقضاء عدة الزوجة التي طلقتها، وغير ذلك فهو غير جائز.

هل على المفقود زوجها عدة؟

اختلف الفُقهاء والعُلماء في هذا الأمر، لكن أجمع الكثير منهم أنه على المرأة المفقود زوجها، أي غائب وغير معروف هل هو حي أم ميت، وقد انقطعت أخباره، أن عليها عدة لكن بشروط، فأكد أبو حنفية والشافعي أنه لا عدة لزوجته حتى يتم التحقق من موته، أو أن يتم التحقق من أنه قد طلقها ثلاثا، بشرط أن يكون هُناك دليل على الطلاق، حينها يجب عليها أن تعتد في بيتها، ويجوز لها بعد ذلك الزواج، أما بالنسبة لرأي المالكي والحنبلي فقد قالوا: (تنتظر امرأة المفقود أربع سنين، ثم تعتد عدة الوفاة: أربعة أشهر وعشرة أيام).

عدة المرأة المتوفى زوجها أو المُطلقة

اختلف الفُقهاء والعُلماء في تحديد القوانين التي وضعها الإسلام في حالة وفاة الزوج، أي عدة المرأة الأرملة، فكثرة الأحاديث وثارت كثير من البلبلة، لكن أهم ما شرعه الإسلام، وحسب الدلائل الموجودة بالقرآن الكريم، تم استخلاص عدة قوانين، وسوف نتطرق لها في هذا الموضوع، لتُصبح المرأة المُتوفى زوجها أو المرأة الأرملة أكثر معرفة بالواجبات المفروضة عليها خلال هذه الفترة.

قوانين الإسلام للمرأة الأرملة أو المطلقة

  • إذا مات زوجها وكانت المرأة غير حامل، يتوجب عليها أن تقعد في بيتها أربعة أشهر وعشرة أيام، أي ما يُقارب على المائة والثلاثين يوماً، من يوم وفاة الزوج لآخر يوم من الأيام العشر، وكما جاء في القرآن الكريم، قال الله -سُبحانه وتعالى- : "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ".
  • إذا مات زوجها وتم الدخول بها، فتكون عدتها تماماً كالمرأة غير الحامل، فالآية الكريمة لم تُحدد أو تُفرق بين المدخول بها أو غير المدخول بها؛ لأن المرأة بمُجرد العقد تُصبح زوجة.
  • الحكمة من وقت هذه العدة هو استبراء الرحم، والتأكد والتوثق من عدم وجود حمل أو وجود حمل؛ لأن هذه المُدة هي التي يُنفخ فيها الروح، وتحصل حركة الجنين في بطن الأم.
  • تكون عدة المرأة الحامل هو بعد وضع حملها، حتى ولو وضعت حملها بعد وفاة زوجها مُباشرة، فبعد الولادة تخرج من العدة مُباشرة، كما جاء القرآن الكريم بما ينص أو يُؤكد على ذلك: "وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ"
  • تكون عدة المرأة التي بلغت سن اليأس، أي المرأة التي لا تحيض لكبر سنها أو لحملها، فتكون عدتها كما جاء في قوله -سبحانه وتعالى- : "وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا".
  • يتوجب على المرأة المُعتدة أن تحد على زوجها في هذه الفترة وفاءً لزوجها، لكن أن تحد دون أن تصرخ أو تبكي بصوتٍ مُرتفع (النواح)، أن تحد أي أن تترك الزينة، وتتجنب كُل ما يدعو إلى النكاح من الطيب، والكحل، والعطر، وثياب الزينة، والحلي، وغيرها من المُقتنيات التي تتجمل بها المرأة لزوجها، ويتوجب عليها أن تلتزم بيتها طوال فترة العدة، ولا يجوز الخروج إلا للحاجة الماسة جداً، ويُمكنها الخروج عند عائلتها إذا خافت من الوحدة أو العدو، أو تم طردها من قبل المالك.
  • يجوز للمرأة المُعتدة ما دون الأمور التي تُثير الإغراء، كأن تُمشط شعرها، ولبس الثياب المُحتشمة، بشرط ألا تكون ضيقة أو تُثير زينة الرجال، ولا تُخاطب الرجال إلا عند الحاجة الماسة، ولا تُصافح الرجال.
  • أما بالنسبة للمرأة التي تم خطبتها، وطلقها زوجها قبل أن يمسها أو يدخل بها، وهي ما زالت في بيت والدها، فلا عدة لها، كما جاء في قوله -سبحانه وتعالى- : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا".
  • لا يجوز للمرأة المُطلقة، أو التي مات زوجها، أن يتم خطبتها أو تزويجها خلال فترة العدة الواجب عليها قضاءها.

بعد أن أشملنا جميع مناحي الشرائع والدلائل والقوانين التي وضعها الإسلام وحفظ الإنسان المُسلم فيها، نجد أن الإسلام هو دين يُسر وليس كما يعتقد الكثير أنه دين عُسر، فالإسلام دائماً ما يحفظ الإنسان من كُل الشوائب والأخطاء، فنُدرك أن الإسلام هو الحل لكل المشكلات والتعقيدات الدنيوية، فالإسلام شامل وكامل، ويُهذب النفس ويبنيها بناءً سليماً، فنجد في كُلّ القوانين والشرائع التي وضعها الإسلام أن الإسلام يعمل على تنظيم وحفظ البشر و الشجر والطيور وجميع من يحيا على هذه الأرض، ويحفظهم ويرزقهم، ويجعلهم في أحسن حال؛ فالعمل في الشرائع التي يحثّ عليها الإسلام هي واجب على كل مُسلم؛ لأنها تجعله يسير بشكل صحيح في كُل نواحي الحياة، ودُمتم برعاية الله وحفظه.