كيف تكون الثقة بالنفس
مقدمة
إنّ الثقة بالنفس أمر مهم جدًا، فالإنسان يحتاج إلى الثقة بالنفس لأداء جميع أمور حياته سواء كانت بسيطة أو معقدة، فعبور الشارع، والطهي، والوقوف على المسرح وحتى الحديث كلها أمور تحتاج إلى نسبة من الثقة بالنفس، وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من الناس لا يمتلكون تلك الثقة التي تمكنهم من الوثوق بقدراتهم والاعتماد عليها، ويمتلك الأشخاص الواثقون من أنفسهم صفات يحسدهم الكثير من الناس عليها، فهذه الصفات هي أساس النجاح، وللأسف يبدو الأمر أحيانًا كحلقة مفرغة بالنسبة لمن يفتقرون الثقة بالنفس، فالنجاح يحتاج إلى الثقة بالنفس، والثقة بالنفس تكتسب بالنجاح.
ما هي الثقة بالنفس
كيف أبني الثقة بالنفس
من الجيد أن تعلم أن الثقة بالنفس غالبًا ما تكتسب اكتسابًا وأن هناك ما يمكن أن تفعله لتعزيز ثقتك بنفسك، وهنا بعض النصائح الهامة التي يمكنك اتباعها لتنمي ثقتك بنفسك وتصل إلى النجاح الذي تريده.
الاستعداد
إن أول خطوة عليك أن تتخذها هي أن تعدّ نفسك لرحلة تحقيق الثقة بالنفس، عليك أولًا أن تبدأ بمعرفة أين أنت الآن وإلى أين تريد أن تصل وماذا تريد أن تكون، واستعدادك لهذه الرحلة يتطلب منك خمسة أمور:
- ألق نظرة على إنجازات: ألق نظرة على حياتك حتى الآن، واكتب لائحة بأفضل 10 إنجازات قمت بتحقيقها حتى الآن، قد تكون مثلًا قد أحرزت أعلى نتيجة في اختبار ما، أو لعبت دورًا مهمًا في فريق ما، أو فعلت شيئًا غيّر من حياة شخص ما للأفضل، احرص على كتابة هذه الإنجازات في مكان محدد، لتقرأها كلما شعرت برغبة في ذلك، ولتضيف عليها كل أسبوع مزيدًا من الإنجازات.
- فكر في نقاط قوتك: باستخدام ما كتبته في لائحة إنجازاتك، وبالنظر مجددًا إلى نفسك وحياتك، فكر فيما يمكن أن يشكل نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وكيف يراها الآخرون، واستنبط منها الفرص والعقبات التي من الممكن أن تمر بها. واحرص على التركيز على نقاط قوتك والشعور بالامتنان لأنك تملك هذه النقاط التي يتمناها كثير من الناس.
- ما المهم بالنسبة لك؟ وأين تريد أن تكون:فكر بعد ذلك في الأشياء التي تعتبر مهمة بالنسبة لك، وقرر أين تريد أن تكون وماذا تريد أن تنجز في حياتك، تخيل أنك قد مت، وفكر للحظة بماذا تريد أن يتذكرك الناس بعد وفاتك، وابدأ بتحديد وكتابة أهدافك، واحرص على أن تكون أهدافك قابلة للتحقيق وأن يكون تحقيق هذه الأهداف قابلًا للقياس، وبعد وضع تلك الأهداف، يجب عليك أن تحدد كيف يمكن أن تصل لها وما هي الخطوات التي عليك أن تتبعها لتحقق كل هدف من الأهداف، إن هذه الساعة التي تقضيها في تحديد أهدافك وكيفية الوصول إليها ستوفر عليك عمرًا كاملًا قد يضيع في التخبط وعدم معرفة طموحاتك وأولوياتك.
- ابدأ بإدارة عقلك :تحتاج في هذه المرحلة أن تبدأ بإدارة عقلك، ويكون ذلك عن طريق أن تتعلم كيف توقف وتهزم الرسائل السلبية وحديث النفس السلبي الذي من شأنه أن يهدم ثقتك بنفسك، تخيل نفسك وشعورك وأنت قد حققت ما يجب أن تنجزه، فبهذه الطريقة تصل إلى النجاح الذي من شأنه أن يزيد من ثقتك بنفسك.
- ألزم نفسك بالنجاح: إن آخر خطوة في رحلة الاستعداد لرحلتك هي أن تعد نفسك وعدًا قاطعًا بأنك ستكمل رحلتك نحو النجاح وأنك ستفعل كل ما في وسعك لتتخطى كل العقبات التي تواجهها، إذا تسللت إليك أية شكوك حول قدرتك على تحقيق وإكمال ما بدأت به، فاكتب هذه الشكوك والمخاوف وحاول أن تتخطاها بهدوء وتفهم،
الانطلاق
من هنا يمكنك أن تبدأ على مهل في رحلتك نحو أهدافك عن طريق فعل الصواب والبدء بأهداف صغيرة وتحقيق إنجازات سهلة لتجد نفسك على طريق النجاح الذي من خلاله تحقق الثقة بالنفس،
- احصل على المعرفة التي تحتاجها لتنجح: انظر إلى أهدافك وحدد المهارات التي ستكون بحاجتها من أجل تحقيق هذه الأهداف، ومن ثم حدد كيف سيكون بإمكانك اكتساب تلك المهارات وتعلمها، فكر في خطة حقيقية تستطيع من خلالها أن تكتسب المهارات المطلوبة، كالالتحاق بدورة ما.
- ركز على الأساس: لا تحاول أن تحقق أهدافًا أكثر من تلك التي قد كتبتها، بل ركز على الأهداف الأساسية، وخصوصًا على الخطوات الصغيرة التي تجعلك تصل إلى أهدافك. ولا تحاول أن تكون كاملًا أو مثاليًا، ولكن كن واقعيًا واستمتع بإنجاز أهدافك خطوة بخطوة.
- تابع التحكم بعقلك :احرص من فترة إلى أخرى أن تعزز الأفكار الإيجابية وأن تجد لنفسك حوافزًا ومكافئات كلما أنجزت لتنمي ثقتك بنفسك وبإنجازاتك ودع عنك الأفكار والرسائل السلبية فأنت في غنى تمامًا عن عدم الثقة بالنفس.
سارع نحو النجاح
عند وصولك إلى هذه المرحلة ستشعر بالثقة بالنفس، وسيكون لديك الكثير من الإنجازات لتحتفل بها، ولعلك لاحظت أن تحديد الأهداف هي المهارة التي ستحتاج لتعلمها بشكل أكبر من أية مهارة أخرى، واعلم أن عليك أن تميّز بين الثقة بالنفس وبين الغرور، فالثقة بالنفس تكون مبنية على إنجازات حقيقية ومهارات وعمل جاد، أما الغرور فإنه يدل على عدم صدق الإنسان مع نفسه ومع الآخرين، لذلك تجنب الغرور وانظر إلى إنجازاتك واستمد منها ثقتك بنفسك، ولاحظ أن نجاحك في تحقيق الأهداف سيغير حياتك بكل جوانبها نحو الأفضل، بالإضافة إلى تنمية ثقتك بنفسك.
من المهم أن تتذكر في النهاية أنك أنت المسؤول عن صورتك أمام نفسك وأمام الآخرين، وأن ثقتك بنفسك يجب أن تستمد من أعمالك وإنجازاتك لا من تصور الناس عنك، وغالبًا ما تنعكس ثقتك بنفسك على علاقتك بالآخرين بشكل أفضل، وتذكر أيضًا أن الإيجابية هي مفتاح الثقة بالنفس.