كيف تكون التوبة الصادقة
التوبة الصادقة
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وأعطاه العقل، وجعل له حق الخيار في الطريق الذي يريد، فإما طريق الخير، وإما طريق الشر والسوء، كما جعل الله سبحانه وتعالى باب التوبة مفتوح لجميع البشر مهما زادت ذنوبهم، حيث لا يقفل هذا الباب حتى طلوع الشمس من مغربها، أو بلوغ الروح إلى الحلقوم، ويفرح الله بالتوبة الصادقة من عباده، ويبدل السيئات حسنات، ومن الجدير بالذكر أنّ الرسول دعانا إلى تجديد التوبة، فقال عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناسُ ! توبوا إلى اللهِ، فإني أتوبُ في اليومِ إليه مائةَ مرةٍ) [صحيح].
شروط التوبة الصادقة
الندم
الندم هو الأسف والحسرة على ما قام بفعله، حيث يتمنى أنّه لم يفعل هذا العمل، أما إذا لم يندم الإنسان على فعلته، فإنه إصرار على اقتراف الذنب وهذا يحتاج إلى توبة أخرى، فالندم شرط مهم لصحة التوبة، حيث قال صلى الله عليه وسلم (الندم توبة) [صحيح].
الإقلاع عن المعصية
الإقلاع عن المعصية هو التوقف عن إتيان الذنوب والمعاصي، حيث لا تصح التوبة إلا بالابتعاد عن المعاصي، أما التوبة دون الإقلاع عن الذنب فلا تعتبر توبة صادقة.
العزم على عدم العودة إلى الذنب
العزم على عدم العودة إلى الذنب يعدّ من أكبر الدلالات الواضحة على صدق وصحة التوبة، وهو التصميم على عدم الرجوع إلى المعصية التي تاب منها.
رد المظالم إلى أهلها
يعتبر رد المظالم إلى أهلها أداء ذلك الحق إلى أهله، فمن كان ذنبه الاعتداء على الناس وجب عليه أن يتحلل منه، فإذا كان مالاً أو ما شابه رده إليه، وإذا كان عرضاً فيطلب مسامحته، وإلا وجبت بحقه العقوبة.
علامات قبول التوبة
- أن يكون الإنسان بعد التوبة أفضل حال مما كان عليه قبلها، فعندما يكون الإنسان مقبلاً بعزيمة وإصرار على الله، فإن ذلك يدل على صدق توبته وقبولها وصحتها.
- الخوف من العودة إلى الذنب، فالإنسان يجب أن يكون على ثقة بالله ويتوكل عليه دائماً.
- أن يشعر الإنسان بحجم معصيته وإن كان تاب منها، فالإنسان يجب أن لا ينظر إلى صغر معصيته، ولكنه ينظر إلى من عصى.
- أن تكون التوبة سبباً لانكسار العبد أمام ربه، ويزيده تواضعاً بين يديه، فليس هناك أحب إلى الله بأن يأتيه عبده تائباً، منكسراً، ذليلاً، ذاكراً له، غير مغرور، فمن كان لديه غير ذلك فليصحح توبته ويعود إلى الله.
- أن ينتبه الإنسان إلى جوارحه من الحرام، ويحفظ لسانه من الغيبة والنميمة ويشغله في ذكر الله.