كيف يمكن تنمية الذكاء
الذكاء
يتحدَّد التعريف العام للذّكاء في المقدرة على التفكير التأمّلي، وتعلُّم الأشياء، وفهم كلّ ما هو بديهيّ، ويختلف تعريف الذكاء من مَنظور عِلم النفس من عالِم إلى آخر، وذلك حسب الجانب الوظيفيّ، والتكوينيّ، والبنائي، والإجرائيّ، والغاية منه، وفي ما يأتي عرضٌ لبعض التعريفات حول مفهوم الذّكاء:
- يُعرِّفُه تيرمان (بالإنجليزيّة: Terman) بأنّه "القدرة على التفكير المجرد".
- يُعرِّفُه شتيرن (بالإنجليزيّة: Stern) بأنّه "القدرة العامة على التكيف العقلي للمشاكل ومواقف الحياة الجديدة".
- يُعرِّفُه سبيرمان (بالإنجليزيّة: Spearman) بأنّه " قدرة فطرية عامة أو عامل عام يؤثر في جميع أنواع النشاط العقلي مهما اختلف موضوع هذا النشاط أو شكله".
- يُعرِّفُه بينيه (بالإنجليزيّة: Binet) على أنّه "يتألَّف من أربع قدرات، هي: الفهم، والابتكار، والنقد، والقدرة على توجيه الفكر في اتّجاه مُعيَّن واستبقائه فيه".[1]
ويُعرَّف الذكاء البشريّ على أنّه ظُهور الجودة العقليّة مِن خلال قُدرة الإنسان على التَكيُّف والتعلُّم من المواقف والتجارب التي تحدث في حياته، والعمل على استخدام المعرفة مِن أجل التحكُّم في البيئة الفرديّة، وقد اتفقَ عُلماء النفس على أنّ تَكيُّف الإنسان مع بيئته هو أساس مِن أجل فَهم مفهوم الذكاء، وذلك بعد الخلاف الذي حدث بين عالمَي النفس الأمريكيين لويس إم. تيرمان، وإدوارد إل. ثوروندايك، حيث اعتبر العالم تيرمان أنَّ الذكاء مُقتصِر على قُدرة الإنسان على التفكير، أما العالم ثوروندايك فقد اعتبر الذكاء بأنه قُدرة الإنسان على التركيز والحصول على المعرفة، بالإضافة إلى قُدرته على تقديم رُدود فِعل عند طرح الأسئلة عليه.[2]
طُرق تَنمية الذكاء
أظهرت الأبحاث أنَّ الذكاء ليس له كميّة ثابتة مُنذ الصِغر، فَمِن الممكن تَنمية الذكاء للكبار والصغار مِن خلال المواقف التي يتعرّض لها الإنسان، والتي تُساعِد على تغذية العقل وتحسين قُدراته، فمِن الممكن زيادة الذكاء مِن خلال قِراءة الكُتب العاديّة أو الإلكترونيّة، والحرص على قراءة الموضوعات الغنية بالمعرفة،[3] ويمكن أن نقسِّم طُرق تنمية الذكاء إلى قِسمين، هما:
تنمية الذكاء لدى الكبار
من الممكن تنمية قُدرات الذكاء الخاصّة بالبالغين أو الكبار في السن عن طريق اتباع هذه الأفكار:[3]
- تحديد الوقت المُخصَّص في تَصفُّح وسائل التواصل الاجتماعيّ، والاستفادة مِن الوقت المُتبقي في تَصفُّح الموارد التعليميّة الموجودة على شبكة الإنترنت، أو الالتزام في إحدى الدورات التي يتم عقدها مِن خلال شبكة الإنترنت.
- كتابة الأمور التي تَعلّمها الإنسان خلال يومه تُساعِده على تَعزيز قُدراته العقليّة، حيث إنّ قيام الإنسان بهذه الأمور لا يأخذ حيِّزاً كبيراً مِن وقته بل هو مُفيد له، ولتحسين ذكائه.
- عَمل لائحة تختصّ بالأمور التي أنجزها الإنسان والأمور التي لم يُنجزها، حيث تُساعِد هذه القائمة على زيادة شعور الإنسان بالثقة والسعادة.
- مُمارسة الألعاب التي تختصّ بالذكاء، مثل الألغاز أو الشطرنج، أو ألعاب الورق، وغيرها مِن الألعاب التي تُساعِد على تَنمية الذكاء.
- عَقد الصداقات مع الأشخاص الأكثر ذكاءً، حيث تُعتبَر هذه الطريقة أحد أسرع الطرق التي تُساعِد الإنسان على تَنمية ذكائه.
- قراءة الكُتب المتنوعة مِن كُتب الروايات أو القِصص تُساعِد على تعزيز قُدرات الدماغ وتَنمية الذكاء.
- طرح التساؤلات حول جَميع الأمور التي تَعترِض الإنسان، حيث يُعتبَر وهم المعرفة من أبرز أعداء المعرفة، والتساؤل هو ما يهزم ذلك العدو.[4]
- اكتشاف الإنسان للأمور التي تُثير اهتمامه وتُحفّزه من أجل أن يستطيع التفاعل والاندماج مع المواضيع يُساعِد على تغذية العقل بشكل جيد.[4]
- إنّ مُحاولة الإنسان لاتباع طُرق جديدة مِن أجل القيام بالمهام القديمة، هو أمر يُحفّز على الابتكار وخوض المخاطر، وتَذكير الإنسان بأنّ الإبداع واستخدام الخيال يُساعِد على تَغيير الكثير من الأمور.[4]
- إنّ تعلّم الأُمور الجديدة يُساعِد الإنسان على زيادة خِبرته، وجعله يكتسب مهارات جديدة، مما يزيد مِن نِسبة ذكائه.[4]
- مُمارسة الرياضة واتّباع نظام غذائيّ، مع الحصول على مقدارٍ كافٍ من النوم.[4]
- مُواجهة الإنسان لمَخاوفه تُساعِده على زيادة نسبة ذكائه وشجاعته.[4]
تَنمية الذكاء لدى الأطفال
يُعتبر سن بداية تَعلّم الأطفال في المدارس ما بين ثلاث سنوات إلى خمس سنوات، وفي هذه المرحلة يَنفصل الطفل عن أُمّه لساعات طويلة، ولهذا على الأم البحث عن النشاطات التي تُساعِد على تَقوية علاقتها مع طفلها، واللعب بالألعاب التعليميّة هو أحد تلك الطُرق، وخصوصاً لأنّ هذا النوع من الألعاب يُساعِد على رفع قُدرة التركيز عند الطفل مع رفع روح المُبادرة لديه، وتَتمثّل الأفكار التي تُساعِد على تَنمية الذكاء لدى الطفل عند لعبه الألعاب التعليميّة بما يلي:[5]
- وجود عدد من الكُتب التي تحتوي على الصور والألوان المختلفة في المنزل، حيث تُساعِد القراءة على زِيادة قُدرَة الطفل على الثّقة في نفسه والتعبير عنها، مما يجعل قُدرَته على التعامل مع المعلمين وأنداده من الأطفال أفضل.
- مُناقشة القِصص أو المواقف التي تَحدُث أمام الطفل، مع حِرص الأُم على إظهار شغفها فيما يَتعلّق بالقراءة.
- تَعليم الأطفال الحروف دون ترتيب، لكن يجب أن تُركّز الأم على نُطق الحرف وطريقة كِتابتها، فمن الممكن استخدام الصور أو اللوحات المغناطيسيّة التي تُساعِد على تسهيل عمليّة تعليم الطفل للحروف، ومن الممكن تَعليم الطفل أغانٍ خاصّة بالحروف.
- تَعليم الطفل الأرقام وتَعليمه مِن خلال النشاطات التي تَحدُث معه طوال اليوم، فمن الممكن أن تقوم الأُم بعدِّ حَبات العنب، أو الملاعق على المائدة، مع لعب الألعاب التي تحتوي على حجر الزهر.
- حِرص الأُم على تَناول الطفل الغذاء مُفيد وصحّي.
- تَعلّيم الطفل الرياضة التي تتناسب مع قُدراته العُمريّة، وتَعليمه القُدرات البسيطة التي تَتمثّل في إمساك القلم أو الألعاب التي تحتاج إلى إتقان، مثل المكعّبات؛ حيث إنّها تنمي لدى الطفل القدرة على أداء الحركات الدقيقة بشكل أفضل.
المراجع
- ↑ مدين نوري طلاك الشمري (17/5/2011)، "نظريات الذكاء"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2018. بتصرّف.
- ↑ Robert J. Sternberg, "Human intelligence"، www.britannica.com, Retrieved 31/5/2018. Edited.
- ^ أ ب Jessica Stillman, "10 Small Things You Can Do Every Day to Get Smarter"، www.inc.com, Retrieved 31/5/2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Lolly Daskal, "18 Habits That Will Make You Smarter"، www.inc.com, Retrieved 31/5/2018. Edited.
- ↑ د. ناجي بن إبراهيم العرفج (6/12/2015)، "عدة طرق لتنمية ذكاء الأطفال"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2018. بتصرّف.