كيفية القضاء على السعال
السّعال
يُعتبر السّعال (بالإنجليزية: Cough) ردّ فعل طبيعيّ يقوم به جسم الإنسان لطرد أيّ جسم غريب من الحلق والرئتين، حيث يقوم الجسم الغريب بتحفيز الأعصاب، والتي بدورها تُرسل إشارات عصبية للدماغ لتحفيز انقباض عضلات الصدر والبطن، وعليه يتم دفع الهواء الموجود في الرئة بقوة لمحاولة التخلص من الجسم الغريب بدفعه إلى الخارج، ويكون السّعال طبيعياً وصحياً في غالب الأحيان، ولكن في حال استمرار السّعال لعدة أسابيع، أو في حال ملاحظة خروج بلغم ذو لون غير طبيعي أو في حال كان البلغم مصحوباً بالدم، فإنّ ذلك يدل على وجود حالة صحية تستدعي العلاج، وفي بعض الحالات يكون السّعال قوياً لدرجة كبيرة بحيث تفوق سرعة الهواء الخارج من الرئة خمسمئة ميل في الساعة في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الصحية الخطيرة.[1]
كيفية القضاء على السّعال
العلاجات الدوائية
توجد العديد من المجموعات الدوائية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (بالإنجليزية: Over The Counter Medicines) وتستخدم في علاج وتخفيف حدة السّعال، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الإدارة العامة للغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration)، تنصح بعدم استعمال أدوية علاج السعال من قِبَل الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الأربع سنوات لما قد تسبّبه من آثار جانبية، ومن هذه الأدوية ما يلي:[2]
- مضادات الاحتقان: تعمل مضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) على إزالة الاحتقان الأنفيّ، وفتح المجرى التنفسيّ، وتخفيف إنتاج المخاط، مما يساعد على التخفيف من حدّة السّعال، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب ألّا تزيد مدّة استخدام البخاخات الأنفية التي تحتوي على مضادات الاحتقان عن أربعة أيام؛ وذلك لأنَّ استخدامها لمدة أطول من ذلك قد يؤدي إلى عودة الاحتقان مرةً أخرى، ويقتضي التنبيه أيضاً إلى إمكانية تسبّب مضادات الاحتقان التي تؤخذ عن طريق الفم بارتفاع بسيط في ضغط الدم، لذلك ينبغي تناولها بحذر من قبل الأشخاص المصابين بمرض ضغط الدم المرتفع.
- مثبطات السّعال: ويمكن استخدام مثبطات السعال (بالإنجليزية: Cough suppressants) في الحالات التي يسبّب فيها السّعال الألم، أو عدم القدرة على النوم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية دواء ديكستروميثورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan).
- الأدوية المُقَشِّعة أو الطاردة للبلغم: تُستخدم الأدوية المقشعة أو الطاردة للبلغم (بالإنجليزية: Expectorants) في الحالات التي يصاحب فيها السّعال خروج البلغم السّميك، حيث تقوم هذه الأدوية على تليين البلغم والمساعدة على طرده خارج الجسم، ومنها دواء غايفينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin).
الوصفات الطبيعية
توجد العديد من الوصفات الطبيعية ذات الفاعلية العالية في علاج وتخفيف حدة السّعال ومنها ما يأتي:[3]
- العسل: يُعتبر استخدام العسل من أفضل الطرق الطبيعية في علاج السّعال، والذي قد يتفوق في قدرته في علاج السّعال على بعض الأدوية، ويمكن استخدام العسل عن طريق إضافته إلى كأس من الماء الدافئ، أو الشاي، ويمكن أيضاً استخدامه بشكلٍ مباشر عن طريق تناول ملعقة من العسل.
- البروبيوتيك: تُعرف البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) على أنّها كائنات حية دقيقة توجد في منتجات الحليب والألبان، أو على شكل مكمّلات غذائية يمكن شرائها من الصيدلية، ولا تعمل البروبيوتيك على علاج السّعال بشكلٍ مباشر، ولكنّها تعمل على إعادة توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضميّ، مما يؤدي إلى تقوية وزيادة نشاط الجهاز المناعيّ، والذي بدوره يقوم على التخلص من السّعال.
- النعنع: للنعنع خصائص مليّنة للحلق، ومضادة للاحتقان، ويمكن الإستفادة منه من خلال شرب شاي النعنع، أو عن طريق تحضير تبخيرة تحتوي على النعنع.
- الزعتر: يعمل الزعتر على إرخاء عضلات الحلق، وتخفيف الالتهاب، والتخفيف من التهاب الشُّعَب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis)، بسبب احتوائه على مركبات الفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoids)، ويمكن استخدام الزعتر عن طريق إضافة ملعقتين من أوراق الزعتر المطحونة إلى كأس من الماء المغلي وتركه لمدة عشر دقائق ثم شربه.
- الغرغرة بالماء والملح: يمكن للغرغرة بالماء والملح التخفيف من تهيّج الحلق مما يؤدي إلى التخفيف من حدة السّعال.
علاجات أخرى
يمكن علاج السعال بطرق أخرى، منها ما يلي:[2]
- ترطيب الحلق: تسبّب عدوى المجرى التنفسي زيادة تجمع المخاط في الحلق مما يؤدي إلى تحفيز السّعال، لذلك يساعد الإكثار من شرب السوائل على التخفيف من لُزوجة المخاط وسهولة التخلص منه، كما ويساعد شرب السوائل على ترطيب الغشاء المخاطي خلال فترة الشتاء، حيث تقل نسبة الرطوبة في البيوت مما يؤدي إلى تحفيز السّعال، كما ويُنصح باستخدام أجهزة الترطيب المنزلية (بالإنجليزية: Humidifiers) لزيادة رطوبة الجو في المنزل.
- مُليّنات الحلق: يساعد شرب الشاي الساخن مع العسل على تليين الحلق والتخفيف من السّعال، كما يمكن تناول السكاكر التي تحتوي على النعنع لقدرته على التخفيف من السّعال.
- الحمّام الدافئ: حيث يساعد الحمّام الدافئ على التخفيف من إفرازات الأنف الزائدة التي تحفز السّعال.
- تجنّب استنشاق المهيّجات: يمكن أنْ تسبّب بعض العطور وملطّفات الجو تهيّج المجرى التنفسي عند بعض الأشخاص، لذلك يجب محاولة تجنّب استنشاقها من قِبَلهم، كما ويُعدّ التدخين أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى تهيّج المجرى التنفسي والسّعال، سواءً المباشر منه أو التدخين السلبي للأشخاص المحيطين بالمُدخن.
السّعال المُزمن
السّعال المزمن هو السّعال الذي يدوم لفترة طويلة قد تتعدى الثمانية أسابيع، مما يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحية كعدم القدرة على النوم، والدوار، والصداع، أو حدوث مضاعفات أخطر كفقدان الوعي، أو سلس البول (بالإنجليزية: Urinary Incontinence)، أو حدوث كسر في أحد أضلاع الصدر، وغالباً ما يكون السّعال المزمن نتيجةً لوجود حالة صحية أخرى.[4]
أسباب السّعال المزمن
يوجد العديد من الحالات الصحية التي تؤدي إلى حدوث السعال المزمن ومن هذه الحالات:[4][5]
- التنقيط الأنفي الخلفي: (بالإنجليزية: Postnasal drip) ويحصل نتيجةً لإنتاج السائل المخاطي بكميات كبيرة من الأنف، ممّا يسبّب نزول الإفرازات الأنفية من المنطقة الخلفية للأنف إلى الحلق، وبالتالي يحفز حدوث السّعال.
- الرّبو: (بالإنجليزية: Asthma) ويمكن أنْ يحدث السّعال على فترات عند الأشخاص المصابين بمرض الرّبو، أو عند التعرّض إلى أحد المهيجات، أو الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
- الارتجاع المِعَدي المريئي: (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) حيث يتسبّب ارتجاع الحمض المِعَدي بتهيّج المريء مما يحفّز عملية السّعال.
- الإصابة بأحد أمراض عدوى الجهاز التنفسي: قد يستمر السّعال لفترة طويلة حتى بعد اختفاء باقي أعراض المرض الأخرى، وقد يؤدي إلى ظهور ما يعرف بالسعال الديكي (بالإنجليزية: Whooping cough).
- استخدام بعض الأدوية: يمكن أنْ يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى حدوث سعال مزمن، مثل استخدام أدوية علاج ضعط الدم المرتفع من فئة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme inhibitors).
- التهاب الشعب الهوائية المزمن: ويكون السّعال مصحوباً ببلغم ملوّن، وغالباً ما تحدث هذه الحالة عند الأشخاص المدخنين.
- الإصابة بالاضطرابات العصبية العضلية: (بالإنجليزية: Neuromuscular disease)، مثل مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson's disease) الذي يتسبّب بضعف التواصل بين العضلات المسؤولة عن البلع والجهاز التنفسي العلويّ.
- أسباب أخرى: مثل نزلات البرد (بالإنجليزية: Common Cold)، والإنفلونزا، والالتهاب الرئويّ (بالإنجليزية: Pneumonia).
المراجع
- ↑ "cough", www.mayoclinic.org,11-1-2018، Retrieved 28-2-2018. Edited.
- ^ أ ب "Cough Relief: How to Lose a Bad Cough", www.webmd.com, Retrieved 1-3-2018. Edited.
- ↑ Zohra Ashpari (25-9-2014), "The Best Natural Cough Remedies"، www.healthline.com, Retrieved 1-3-2018. Edited.
- ^ أ ب "Chronic cough", www.mayoclinic.org, Retrieved 1-3-2018. Edited.
- ↑ "Cough", www.mayoclinic.org, Retrieved 1-3-2018. Edited.