كيف تقضي على مرض السكري
مرض السكري
يُمكن تعريف مرض السكريّ (بالإنجليزية: Diabetes mellitus) على أنّه مجموعة من الاضطرابات الأيضيّة التي يُعاني فيها المريض من ارتفاع سكّر الجلوكوز في الدّم، وبحسب إحصائيات عام 2013 فإنّ عدد المُصابين بمرض السكّري في جميع أنحاء العالم يبلغ حوالي 382 مليون شخص، وفي الحقيقة هناك عدّة أنواع لمرض السكّري منها السكّري من النّوع الأول، والسكّري من النّوع الثاني، وسكري الحمل، ويُعزى حدوث النّوع الأول إلى انعدام قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، ويُمثل ما نسبته 10% تقريباً من حالات مرض السكّري، أمّا النّوع الثاني فيُعزى حدوثه إلى فقدان الجسم قدرته على إنتاج كميّة كافية من الإنسولين أو إلى مقاومة خلايا الجسم الإنسولين وعدم استجابتها له كما ينبغي، ويُمثل هذا النّوع ما نسبته 90% من حالات مرض السكّري، أمّا بالنسبة لسكّري الحمل فكما يُظهر الاسم فإنّ الإصابة به تحدث لدى بعض السيدات خلال فترة الحمل.[1]
كيفية القضاء على مرض السكري
يُمثل السكري من النّوع الأول أحد أمراض المناعة الذاتيّة؛ إذ يظهر المرض بسبب قيام الجهاز المناعي بتدمير خلايا البنكرياس التي تُنتج الإنسولين، وهذا ما يحول دون إنتاج الجسم للإنسولين، في حين أنّ النّوع الثاني من السكريّ فقد يحدث نتيجة انخفاض استجابة الجسم تجاه الإنسولين وعدم قدرته على إنتاج أو استخدام كمية الإنسولين التي يحتاجُها، وفي الحقيقة لا يُمكن تحقيق التّعافي التامّ من مرض السكريّ، ولكن يُمكن أن يدخل الشخص في حالة الهدأة أو سكون المرض (بالإنجليزية: Remission) عبر إجراءات قد تكون بسيطة؛ وتتمثل هذه الحالة بعدم إظهار الجسم لأيّ علامات تدلّ على الإصابة بالسكري، وقد تحدث الهدأة بأشكال عدّة، وفيما يلي بيان لكلٍ منها:[2]
- الهدأة الجزئيّة: وتتمثل هذه الحالة ببقاء الجلوكوز في الدّم ضمن مستويات أقل من تلك التي تظهر لدى الشخص المُصاب بالسكري لمدة لا تقل عن سنة واحدة دون الخضوع لأيّ علاج لمرض السكّري.
- الهدأة التامّة: تتمثل هذه الحالة بعودة مستوى جلوكوز الدّم إلى مستوياته الطبيعية وليس فقط المستويات المُتعلّقة بمرحلة ما قبل السكري (بالإنجليزية: Prediabetes)، لمدّة لا تقل عن سنة كاملة دون استخدام أيّ من أدوية السكّري.
- الهدأة لفترة طويلة: تتمثل هذه الحالة باستمرار الهدأة التامّة لمدّة لا تقل عن خمس سنوات.
فيما يتعلّق بمرحلة ما قبل السكري والتي ذكرناها سابقاً فهي تُمثل ارتفاع سكّر الدم عن المستوى الطبيعي له ولكن بمستويات أقل من تلك التي يمكن اعتمادها لتشخيص الإصابة بمرض السّكري، ويُمكن علاج هذه الحالة ومنع تطوّرها من خلال تغيير بعض أنماط الحياة واتّخاذ مجموعة من الإجراءات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الهدف الرئيسيّ عند علاج السكري من النوع الأول والنوع الثاني هو التّحكم بمستويات سكر الجلوكوز بحيث تبقى ضمن المعدّل المُحدّد لها إضافة إلى الحدّ من حدوث المُضاعفات الصحية المُرتبطة بالسّكري، ويمكن تحقيق ذلك لدى الأشخاص المصابين بمرض السكريّ من النّوع الأول من خلال استخدام حقن الإنسولين، وممارسة التّمارين الرياضية، واتّباع الحمية الغذائيّة المخصّصة لهؤلاء المرضى، أمّا بالنسبة للنّوع الثاني فهناك عدّة خيارات علاجية مُستخدمة؛ مثل تغيير بعض أنماط الحياة، وخفض الوزن، وممارسة التمارين الرياضية، واتّباع نظام غذائيّ مُعين، وتناول بعض أنواع الأدوية سواء الفموية أو التي تُعطى عن طريق الحقن، أو استخدام حقن الإنسولين.[3]
الوقاية من مرض السكري
في الحقيقة لم يتمّ التّوصل حتّى الآن إلى طريقة للحدّ من الإصابة بالسكري من النّوع الأول، ولكن يُمكن إدارته من خلال اتّباع التوصيات المُتعلّقة بنمط الحياة الصحيّ وآلية التّحكم بنسبة سكر الدم، والخضوع للفحوصات الطبيّة بشكل منتظم، إضافة إلى تعلّم الإدارة الذاتية للسكريّ،[4] أمّا فيما يتعلّق بالسّكري من النّوع الثاني فيُمكن الحدّ من حدوثه أو تأخيره خاصّة إذا كان الشخص مُعرضاً لخطر الإصابة بهذا المرض من خلال اتّباع مجموعة من النصائح، وفيما يلي بيان لأبرز هذه النصائح:[5]
- خفض الوزن والحفاظ على الوزن الصحيّ: يُمكن الحدّ من الإصابة بالسّكري أو تأخيرها من خلال تقليل الوزن بنسبة تتراوح بين 5-10% من الوزن الحالي مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الوزن وتجنّب زيادة الوزن مرة أخرى.
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ: يجب الحرص على خفض كميّة السعرات الحرارية التي يتمّ الحصول عليها يومياً، إذ إنّ ذلك يساعد على خسارة الوزن، ويتضمن النّظام الغذائيّ خفض كمية الدهون، والسكريات، واللحوم الحمراء، واللحوم المصنّعة، والإكثار من تناول الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات.
- ممارسة التّمارين الرياضية بانتظام: تُساهم ممارسة التمارين الرياضيّة في خسارة الوزن وخفض مستويات السكر في الدم، وهذا بحدّ ذاته يُقلل خطر الإصابة بالسكري من النّوع الثاني، وينصح المُختّصون بممارسة الرياضة خمس أيام أسبوعياً، بحيث لا تقلّ مدّة كل مرة منها عن نصف ساعة، وفي حال كان الشخص غير نشِطاً فيُنصح باستشارة أخصائي بهدف الإلمام بأنواع التمارين المُناسبة؛ إذ يُمكن البدء بممارسة التّمارين بشكل تدريجيّ في هذه الحالة.
- الإقلاع عن التدخين: في الحقيقة يُساهم التدخين في حدوث مقاومة الإنسولين وتقليل الاستجابة له، مما قد يتسبّب بالإصابة بالسكري من النوع الثاني.
مستويات سكر الدم الطبيعية
يُمكن إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التشخيصيّة لتحديد ما إذا كان الشخص من ذوي الأيض الطبيعيّ، أو من مرضى السّكري، أو ضمن مرحلة ما قبل السكري، ومن هذه الاختبارات اختبار خضاب الدم السكري (بالإنجليزية: Glycosylated hemoglobin) واختصاراً (HbA1c) والمعروف أيضاً باسم اختبار السّكري التراكميّ، واختبار مستوى السكر الصيامي (بالإنجليزية: Fasting Glucose Test)، واختبار تحمّل الغلوكوز الفموي (بالإنجليزية: Oral glucose tolerance test)، وفيما يتعلّق بتفسير نتائج هذه الاختبارات، فيمكن ذلك على النحو التالي:[1]
- اختبار خضاب الدم السكري: تُعدّ النسبة الطبيعيّة لهذا الاختبار أقل من 5.7%، في حين يُمكن اعتبار الشخص في مرحلة ما قبل السكري في حال تراوحت النتيجة بين 5.7-5.99%، أمّا إذا كانت النتيجة 6.5% أو أعلى فيُمكن اعتبار الشخص مُصاباً بالسّكري.
- اختبار السكر الصّيامي: تُعدّ النتيجة الطبيعيّة لهذا الاختبار أقلّ من 100 ملغ/ديسيلتر، بينما يُعتبر الشخص في مرحلة ما قبل السكري في حال تراوحت النتيجة بين 100-125.99 ملغ/ديسيلتر، وفي حال كانت النتيجة 126 ملغ/ديسيلتر أو أعلى فيُعتبر الشخص مُصاباً بالسّكري.
- اختبار تحمّل الغلوكوز الفموي: في حال أظهرت نتيجة هذا الاختبار بأنّ مستوى السكر أقلّ من 140 ملغ/ديسيلتر فإنّ النسبة تُعتبر طبيعيّة، وإذا ما تراوحت النتيجة بين 140-199.9 ملغ/ديسيلتر فيُعتبر الشخص في مرحلة ما قبل السكري، أمّا إذا أظهر هذا الاختبار أنّ قراءة السكر 200 ملغ/ديسيلتر أو أعلى فيُمكن القول بأنّ الشخص مُصاب بالسّكري.
المراجع
- ^ أ ب "Diabetes: Symptoms, causes, and treatments", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-9-2018. Edited.
- ↑ "A review of therapies and lifestyle changes for diabetes", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-9-2018. Edited.
- ↑ "Diabetes Treatment(Type 1 and Type 2 Medications and Diet)", www.medicinenet.com, Retrieved 8-9-2018. Edited.
- ↑ "Type 1 Diabetes", www.cdc.gov, Retrieved 8-9-2018. Edited.
- ↑ "How to Prevent Diabetes", www.medlineplus.gov, Retrieved 8-9-2018. Edited.