كيفية معرفة الطالع
لجأ الإنسان قديماً لتفسير ما يتعرّض له من أمور في هذا العالم للخيال، فهو يسمح لمخيّلته في الانطلاق فضولاً منه لإيجاد سبب أو تفسير لما عاشه أو تفاعل معه، وهذا الخيال كان الحجر الأساسي في تأسيس كلّ العلوم، وشرارته الفضول الإنساني للمعرفة والفهم، ولكن في القدم وبسبب امتناع المعرفة كونها كانت في بداية تراكمها وتأسيسها، كانت هناك الكثير من التفسيرات الخياليّة للأمور، وعلى صعيد آخر فإنّ هناك تفسيرات أو تنبّؤات كانت لدى خاصة من الناس يقال لهم في وقتنا هذا إنّهم من الصالحين الّذين لمسوا درجة من درجات النبوة.
عرف عن هؤلاء الناس بأنّهم يكشفون بضعاً من الغيب؛ لأنّ الله قد منحهم هذا، وآخرون يقولون بأنّهم يعلمون بأمور الغيب وقراءة الطالع عبر وسائل معيّنة تنوعت عبر التاريخ كثيراً، فمنهم من كان يقرأ الطالع عبر رميه للحصى الصغيرة على الأرض وتفسير ما ترسمه من أشكال، وإعطاء تفسيرات لآليّة سقوطها وتموضعها على الأرض، ومنهم من يقرأ أشكال النجوم ويربطها بمواضيع أرضيّة، ويستنتج منها أموراً معينة.
وقد شاع أيضاً أسلوب قراءة الطالع بواسطة أوراق اللعب؛ بحيث يتمّ ترتيبها وقلبها والتعامل معها على أنّها تعطي إشارات للخير أو الشر، وهذه كلّها قد شاعت في القدم و في زمننا الحاضر، وهي شائعة بشكل كبير في الغرب، أمّا عند العرب فقد شاع أسلوب قراءة الطالع عبر االأحجار أو قراءة كلمات مبهمة لا يعرف تفسيرها سوى من يقرأها أو من يعرفون هذا العمل.
وقد عرف العرب أيضا في عصور حديثة قراءة الطالع في فناجين القهوة، وذلك يتمّ بع شرب ما بها من قهوة، ومن ثم تحريكها بما تبقى بها من حثل القهوة وقلبها على فوّهتها حتى يخطّ الحثل الموجود بها رسوماً عشوائيّة يتم تفسيرها من قبل أناس معيّنين بمفاتيح، ومن الأمثلة على ذلك: أن يتمّ تفسير الرموز التي تشبه الطيور بالخير، والرموز التي تشبه الطرق بأنّها دليل على سفر أو اختيار جديد بالحياة أو تجربة، ومن الممكن أن تتشكّل رسومات تشبه الإنسان فيرمز رسوم المرأة الحامل للهم، أو يتمّ تشكيل أسماء معيّنة وتفسّر حسب معنى الاسم، وقد اشتهر هذا النوع من قراءة الطالع بمجالس النساء في الستينات والسبعينات، ولا زال قائماً حتى اليوم، ولكن هناك نسوة قد اشتهرن به أكثر من غيرهنّ وذلك بسبب توافق ما يتمّ تفسيره وما يحدث.
ومن أشهر الطرق أيضاً لقراءة الطالع هي قراءة باطن اليد، وتفسير الخطوط والألوان الموجودة فيها.