كيف تتعلم فن الصمت
فنّ الصمت
يتعرض الإنسان في حياتِهِ إلى العديدِ من المواقف والظروف المختلفة الّتي قد تتطلب منه التصرّف بحكمة والتحلي بالّصمت، إلّا أن الصمتَ مهارة وفنّ لا يستطيع الجميع امتلاكه واتقانه، بل يعتبره البعض مهارةً صعبة التعلّم وتحتاج إلى الكثير من التدريب المستمر، أمّا الصّمت بشكلٍ عام فلا يُعتبر دليلاً على الضّعف بل قد يكون من أقوى أنواع الردود وأكثرها مناسبةً لبعضِ المواقف الّتي من الممكن أن يتعرض لها الفرد، والمقصود هنا بالصّمت الصَّمت الحميد الذي يجنّب صاحبه الضّرر والوقوع في الأخطاء ويجنّبه سفاسف الأمور، ويكون الصَّمت مذموماً في الأوقات التي يجب على الإنسان التكلّم فيها؛ أي من غير الصحيح صمت الفرد عن الحقائق والأمور الضروريّة. يُعرَّف الصَّمت لُغةً بأنّه من المصدر صَمَتَ أي سَكَتَ، أمّا فعل الصَّمت فمن صمتاً وصموتاً فهو صامت أي أنه كفَّ عن الكلام وسكت ولم يتكلم.[1]
تعلم فنّ الصمت
تختلف قدرات ومهارات النّاس في قابلية تعلّم الصَّمت من حيث مستوى وعي الفرد، ومدى قدرته على احترام الآخرين من حوله وفهمهم، ومن الممكن أن يُدرّبَ الفرد نفسه على اكتساب مهارة وفنّ الصَّمت؛ من خلال العديد من التمارين والطُرق والخطوات البسيطة، وفيما يأتي معلومات عنها:[3][4]
- التدرّب الذاتيّ: هو تدريب الفرد نفسه على إتقان الصَّمت؛ من خلال إتاحته الفرصة المناسبة أمام ذاته، بالاعتماد على توجيه النَّفس نحو تحقيق أهدافٍ خاصّةٍ بموقفٍ معين، مثل الحصول على التغذية الراجعة لحدثٍ ما، ويُساعد ذلك الفرد على امتلاك القدرة المناسبة للصَّمت بتركيز.
- السيطرة على النّفس أثناء المشاركة في مناقشات عقيمة: هو التزام الفرد بالصَّمتِ عندما يتحدث مع الاشخاص الّذين يميلون إلى الثرثرة دون ترك الفرصة للطرفِ الآخر في الاستمرار بالكلام، ولكن يجب الحرص على تجنّب إيذائهم، ويكون دور الصَّمت هنا تقديم الحلّ الأمثل لإنهاء هذا الحديث بشكل طبيعيٍ، وأسلوبٍ لبق بدلاً من محاولة الخوض بالحديث وإضاعة الوقت.
- أخذ دور المستمع: ويكون بتدرّب الفرد على البقاء صامتاً؛ من خلال تجنّب التعبير عمّا يدور في ذهنه قبل سماع جميع آراء وأفكار الأفراد الآخرين، ويُنصح بالمحافظة على الالتزام بالصمت لمُدّة يوم، ويساعد ذلك على تنمية مهارات الاستماع بشكلٍ أفضل.
- التّحلي بالصَّمتِ عند الوقوع بالمشكلات المُختلفة: حيث من المفيد عدم التسرع في إعطاء الأحكام المسبقة، بل تقييم الوضع الراهن بشكلٍ عقلانيّ وكامل، ثمّ الانتقال إلى خطوة مفيدة، ويُساعد التدريب على هذه الطريقة في تجنّب الفرد اتّخاذ القرارات العشوائيّة وغير المنطقيّة، بالإضافة إلى تنمية ودعم القُدرة على حلّ المُشكلات بالخطواتِ العلاجيّة المناسبة بعيداً عن التّسرع.
- التدرّب على الصَّمتِ لأطولِ فترة ممكنة: بحرص الفرد على بقائه صامتاً في بعض الحالات، فقد يكون الصَّمت وسيلةً للحصول على الهدوء في بعض الأحيان، كما يُساعد على تخفيف التوتر.
- استثمار لحظات الصَّمت بالكتابة: وهو التدرب على الصَّمت من خلال ممارسة نشاط الكتابة، مثل تدوين المذكرات أو الكتابة في مجلة، ويُساعد ذلك الفرد على المحافظة على صمته، كما يصبح أكثر وعياً.
- ممارسة استراتيجيّات التأمل الصَّامت: هي وسيلة للمساعدة على الحفاظ على الهدوء والصَّمت لأطولِ فترةٍ ممكنة، بالإضافة إلى أن ممارسات التأمل تساعد على الاسترخاء وتصفية الذهن.
- سماع الموسيقا: إن سماع الفرد الموسيقا باستخدام سماعات الرأس يُساعده على المحافظة على إحساسه بالهدوء وتدربه على الصمت لفترة أطول.
فوائد الصمت
للصَّمت الكثير من الفوائد التي تظهر نتائجها على الصعيدين الذاتيّ والاجتماعي، وفيما يأتي مجموعة من الفوائد المهمّة للصَّمت:[5][6]
- مساعدة الفرد على استثمار مهارات التفكير؛ من خلال توجيه قوَّة تفكيره واستخدامها في التفاعل العقلانيّ، فيستطيع أن يُفكّر بجميع الظروف المحيطة فيه بعمق.
- فرض احترام الشخص على الآخرين أثناء تعرضه للمواقف الصعبة؛ حيث يجنّبه الدّخول في الجدالات التي تولد الحقد.
- تعلّم آداب الكلام وحُسن الإنصات والاستماع للآخر.
- الحلّ الأمثل للمشكلات والنزاعات الزوجّية التافهة والبسيطة.
- توليد الشعور بالحذر وربما الغيظ للطرف المهاجم في الحديث؛ حيث من الممكن اعتبار الصمت عملية هجوم خفية، ويكون بذلك أقوى من كلام.
- إتقان الصَّمت برفقة مجموعة من الإيماءات يُساعد الفرد على التأثير في الشخص الذي يتكلّم معه؛ حيث يجعله يتحدث بكلمات أو معلومات أكثر ممّا يريد.
- حماية الفرد من الوقوع في كثرة الكلام واللغط؛ إذ قد يترتب على ذلك الكثير من العواقب والتبعات التي تؤثّر سلبيّاً في الشخص.
- منح شخصيّة الفرد مزيداً من مميّزات الوقار والحكمة والسكينة.
- مساعدة الفرد على فهم ذاته وانفراده معها؛ ممّا يفتح له آفاقه الداخليّة الشخصيّة، ويتيح له الفرصة لفهمها وحُسن استثمارها.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى كلمة صمت"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-1-2018. بتصرّف.
- ↑ لينوكس موريسون (24-7-2017)، "التأثير الخفي لفترات الصمت خلال الحديث"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2018. بتصرّف.
- ↑ "How to Remain Silent for a Whole Day", www.wikihow.com, Retrieved 27-1-2018. Edited.
- ↑ "تمرين الصمت"، www.abahe.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2018. بتصرّف.
- ↑ "أقوال السلف والعلماء في الصمت وفوائده"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2018. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الصمت"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2018. بتصرّف.