كيف أتعلم فن الصمت
الصّمت
الصّمت فنٌّ لا يتقنه الكثيرون، وهو مَيّزةٌ تزيد من قوّة الشّخص في الأحاديث وتجعله يقود سياق الكلام والمواضيع الّتي تُطرح من دون أن ينطق بحرف؛ بل بالاستعانة بالتّعبيرات الوجهيّة والإيماءات والابتسامات ليوصل الفكرة الّتي يرغب بها، ومن حسن الحظّ أن الصّمت صفةٌ يمكن اكتسابها باتّباع القليل من النّصائح والاستراتيجيّات الّتي سنتطرّق إلى ذكرها خلال هذا المقال.
كيفيّة تعلّم فنّ الصّمت
استمع أكثر
أن تكون المُستمع في الأحاديث ليس أمراً سلبيّاً؛ حيث يمكن أن يكون الاستماع وسيلةً لتحسين الحوارات وحتّى العلاقات مع الآخرين، فعندما تستمع أكثر تكتسب ثقة ومصداقيّة الآخرين، لأنّه عندما يتحدّث معك الآخرون هم بالعادة يخبرونك عن أحلامهم وأخبارهم وتطلّعاتهم وآمالهم واعتقاداتهم، وعندما تستمع إليهم وتنصت بحقٍّ إلى ما يقولون تشعرهم بأنّهم مهمّون وأنّك ترغب في سماع المعلومات الّتي يقولونها، ولكنّ مشكلتك بأنّك لا تنصت لما يقوله الآخرون بتمعّنٍ بل أنت فقط تنتظر لحظة صمتٍ منهم لتبدأ بالحديث بدلاً منهم.
اتّبع استراتيجيّة العشر ثوانٍ
في عالمٍ مليءٍ بالأصوات المختلفة والأشخاص المتحدّثة تجد الصّمت مختلفاً وغير مريحٍ بعض الشّيء، لأنّك اعتدت على التّحدّث وتأقلمت عليه، ولكنّ استراتيجيّة العشر ثوانٍ ستضمن تعلّمك الصّمت ولو لبرهةٍ من الوقت لنتائجها الملحوظة، فمثلاً لو كنت مع شخصٍ وأخبرك بمعلومةٍ ما، عليك أن تصمت لمدّة عشر ثوانٍ من دون أن تنطق بأيّ حرفٍ أو أن تُبدي أيّ تعليق، ستلاحظ بعدها بأنّه سيزوّدك بمعلوماتٍ إضافيّة أو يُعلّق بأمرٍ ما ليكسر حاجز الصّمت، وبعدها عليك أن تزيد مدّة الصّمت لعشرين ثانية أو أكثر.
اسأل الآخرين
هذه طريقةٌ جيّدةٌ أخرى لتعلّم الصّمت، وهي أن تسأل الشّخص الّذي يتحدّث معك الأسئلة وتختار مسار الحديث، وتكون المسؤول عن المواضيع الّتي تطرحها على الشّخص الآخر، وعليك أن تسأل أسئلةً تعرف أجوبتها مسبقاً، لأنّك تسألها لتلتزم الصّمت فقط وتدفع الشّخص الآخر للتّحدّث وتزويدك بالمعلومات.
توقّف قليلاً بين جملك
عليك بالتّوقّف عن حديثك لثانيةٍ أو لثانيتين بين كلّ جملةٍ والثّانية لتكون زدت فترة صمتك وأضفتَ نوعاً من الإثارة إلى حديثك، وهذه النّقطة ضروريّة للغاية للأشخاص الّذين يتحدّثون بسرعة.
استخدم التّعابير والإيماءات
تعابير الوجه والجسد تحمل في طيّاتها رسالةً قويّةً قد تكون أقوى من الكلمات، فعندما تلتزم الصّمت عبّر عن عدم إعجابك لما سمعته أو عن استغرابك منه عن طريق رفع كتفيك ورسم علامات الصّدمة على وجهك، ستلاحظ بعدها أن الشّخص الآخر سيتحدّث بسرعةٍ ليبرهن الأمر الّذي سبق وقاله ولم يعجبك، وتكون أرسلت له رسالة رفضٍ أقوى من مُجرّد قول كلمة لم يعجبني ما قلته.