-

كيفية قضاء الصلاة المتروكة

كيفية قضاء الصلاة المتروكة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قضاء الصلاة

الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، حيثُ رويَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ ، وإنِ انْتقَصَ من فريضةٍ قال الربُّ : انظُرُوا هل لعبدِي من تَطُوُّعٍ ؟ فيُكْمِلُ بِها ما انْتقَصَ من الفريضةِ ، ثمَّ يكونُ سائِرُ عمَلِهِ على ذلِكَ) [صحيح: صحيح الجامع]، وبالرغم من أهمية الصلاة إلا أنها قد تفوت على المسلم.

حالات تفويت الصلاة

التفويت دون تعمد

يمكن أن تفوت الصلاة من غير قصد، حيثُ يذهب وقت الصلاة على المسلم دونَ أن يصلي لعذر شرعي؛ مثل: النسيان أو النوم مع الحرص الشديد في الأصل على أداء الصلاة في وقتها، وفي هذه الحالة يكون الإنسان معذوراً وعليه قضاء الصلاة حالما يتذكرها، وورد في صحيح مسلم في قصة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الفجر، ولا يعني هذا أن ينام الإنسان متعمداً عن الصلاة ويتعذر بعدها بالنوم، فعليه أن يحرص كل الحرص على أدائها في وقتها، وألا ينامَ عنها، فقال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء: 103].

تعمد التفويت

أما الحالة الثانية فهي أن تفوت الصلاة على الشخص وهو متعمد، وفي هذه الحالة تعتبر معصية وذنب كبير يحاسب عليه الفرد، واتفقَ العلماء على وجوب قضاء الصلاة للناسي والنائم مع عدم وقوع الإثم عليه، واختلفوا على وجوب قضاء الصلاة على العامد الذي يعتبر آثماً، وذهب جمهور العلماء إلى أن قضاءها أولى من عدمه.

كيفية قضاء الصلاة المتروكة دون تعمد

يكون قضاء الصلاة الفائتة فورَ تذكرها، وكما فرضها الله سبحانه وتعالى بالترتيب، فإذا فاتَ وقت فريضة ودخل وقت الفريضة الثانية وكانَ هناك وقت كافٍ، فالواجب أن يصلي الشخص الصلاة الفائتة، ثُمَ الصلاة التي في وقتها، فإذا فاتَ وقت صلاة العصر ودخلَ وقت صلاة المغرب وكانَ هناك متسع من الوقت، يصلي الشخص صلاة العصر ويتبعها بفرض المغرب، فالترتيب بينَ الصلاة الفائتة والحاضرة واجبة، ما لم يؤدي هذا الترتيب إلى تأخير الصلاة الحاضرة عن وقتها.

قال ابن رجب الحنبليُّ في "فتح الباري": "مَن كان عليه صلاةٌ فائتةٌ، وقد ضاق وقت الصلاة الحاضرة عن فِعْل الصلاتينِ، فأكثرُ العلماء على أنه يبدأ بالحاضرة فيما بقي من وقتها، ثم يقضي الفائتة بعدها؛ لِئَلا تصير الصلاتان فائتتَيْنِ، وهو قول الحَسَنِ وابن المُسَيّبِ وربيعة والثَّورِيِّ والأَوْزَاعِيِّ وأبي حنيفةَ، وأحمد في ظاهر مَذْهبه، وإسحاقَ وطائفةٍ من أصحاب مالك، وهؤلاء أوجبوا الترتيب، ثم أَسْقَطوه خشيةَ فوات الحاضرة، وكذلك قال الشافعيُّ، وفي المذهب الشافعي لا يوجب الترتيب في قضاء الصلاة، بل هو مستحب فقط.