كيف تجعل نفسك وسيماً
عندما نتأمّل بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم" صدق الله العظيم، نستدلّ على أنّ الله تعالى خلق عبده بأفضل صورة، وميّزه عن غيره من المخلوقات بإعطاءه العقل كي يستطيع التفكير والإدراك لجميع الأمور التي تجري من حوله؛ فهذه الميّزة التي خصّ الله بها الإنسان تعتبر من أفضل الميّزات التي فردته بطابع مختلف عن غيره من الكائنات الأخرى كالحيوانات والنباتات، فهؤلاء مخلوقات جامدة على عكس الإنسان الكائن الحيّ الذي له الدور الفاعل والأساسي في هذه الحياة، إلا أنّنا لا نستطيع إنكار بأنّ كل كائن يعيش على الأرض سواءً أكان حيواناً أم نباتاً أم إنساناً له دوره، كما ويعتبر ركيزةً مهمة لمواصلة العيش لتكامل أدوراهم فيما بينهم وعدم المقدرة عن استغناء أي كائن عن الآخر.
مهما تعدّدت أدوار الكائنات إلا أنّ محور حديثنا هنا يدور عن الإنسان؛ فمنذ ولادته ونشأته ضمن عائلته الصغيرة التي تعمل على تربيته وزرع بداخله القيم الحميدة وحثه على الدراسة والثقافة لإخراجه إنساناً واعياً مدركاً لجميع الأمورعن طريق انتقاله فيما بعد لعالمه الكبير ألا وهو "المجتمع"؛ فالإنسان الذي يتحلى بالأخلاق والصفات الحسنة في وقتنا الحالي يعتبر إنساناً وسيماً من الدرجة الأولى لأنّ تلك الصفات التي بحوزته تعكس جمال ووسامة داخله قبل أن تعكس رونق وجمال شكله الخارجي.
كيف تجعل نفسك وسيماً
إنّ الجمال والوسامة من وجهة نظر العديد من الأشخاص يُقاسان بعدة طرق؛ حيث يقيس العديد من الناس "وسامة" أي فرد من خلال شكله الخارجي فقط وكيفية اهتمامه بمظهره هذا من جهة، بينما قسم آخر من الناس يرى "جمال الشخص" عن طريق لبسه وكيفية تعامله مع الآخرين وأسلوب حياته ونمط معيشته وهذا أيضاً من جهة أخرى، في حين يقيّم فئة من الناس "وسامة الفرد" بزاوية أخرى، وتكمن تلك الزاوية بأنّ الوسامة لأي شخص تبدأ من داخله من خلال ثقته العمياء بنفسه وبمؤهلاته تارة، ومن ثم النزوح لخارجه من خلال اهتمامه بنفسه وشكله تارة أخرى، فكلّ تلك الرؤى ومدى اختلافاتها وكيفية قياس الأفراد لها تعتبر من أهمّ العوامل التي تساعد الفرد لأن يصبح وسيماً في حياته من داخله لخارجه ومنذ صغره للوصول إلى مكبره، ويجب أن يحافظ عليها كي ينال مكانته في مجتمعه.
نستدرج من ذلك الكلام كلّه خلاصةً مفادها أنّ الإنسان هو الفاعل الأساسي الذي بيده أن يجعل نفسه وسيماً أمام أعين الناس، والعكس صحيح.