كيف تتقن فن الصمت
الصمت
الصمتُ لغةُ العظماء، فهي أجملُ وأبلغُ من لغة الكلام، كما أنّه علمٌ صعبٌ مقارنةً بعلم الكلام، ليسَ من السهل تفسيرُه. ويعتبر لغة الأقوياء والضعفاء، لغة الأقوياء لأنها مؤشرٌ واضحٌ على النضوج العقليّ، والحكمة، والخبرة الحياتيّة، ولغة الضعفاء الذين يخافون الكلام والمُستسلمين لصعوباتِ حياتهم.[1]
للصمتِ جوانبُ إيجابيةٌ كثيرة مقارنةً بالجانب السلبيّ، إذ يمنحُ الشخصَ الطاقة الإيجابيّة والقوة، والمراد بالقوّةِ هنا القوّةَ العقلية، ويخلق الاحترام والمودة، ويمحو الكراهية، كما يعلّم فنَّ الاستماع والإصغاء، والذي يقلّلُ من حدّة المشاكل، خاصّة المشاكل بين الأزواج.[2]
يُعتبر الصمت فنّاً في التعامل مع الآخرين، لا يتقنُه الكثيرون ويحتاجُ إلى جهد ووقت لتعلّمه. ويمكنُ تعريفُه على أنّه قدرة الأشخاص على التحكّم في أفكارهم، إيجابيّةً كانت أم سلبية.[2]
كيفيّة إتقان فنّ الصمت
تختلف قدرات ومهارات النّاس في قابلية تعلّم الصَّمت من حيث مستوى وعي الفرد، ومدى قدرته على احترام الآخرين من حوله وفهمهم، ومن الممكن أن يُدرّبَ الفرد نفسه على اكتساب مهارة وفنّ الصَّمت؛ من خلال العديد من التمارين والطُرق والخطوات البسيطة، وفيما يأتي معلومات عنها:[3]
- الالتزام بالطاعات من صلاةٍ وقراءة القرآن، وتعزيز الثقافة في جميع مجالات الحياة، تجعلُ من الشخص أكثر إدراكاً لفائدةِ ضبط النفس عند الغضب، والتفكير في الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
- وجود شخصٍ قدوة، وخير قدوةٍ لنا الرسول الكريم سيّدنا محمّد -عليه الصلاة والسلام-، حيثُ كان لا يتحدّثُ إلا عند الضرورة، ولتحقيق الفائدة للناس.
- الإرادة والعزيمة في إتقان فنّ الصمت، والتقليل من الكلام، وذلك يكون بتعويد اللسان على الصمت في المواقف الحياتية التي يمر بها في حياته اليوميّة.
- تدريب النفس باستمرار على قلة الكلام والتزاام الصمت، والتحلّي بالصبر، لأنّ تعلم فن الصمت يحتاجُ إلى ممارسةٍ لفترة طويلة.
- التحلّي بالثقة في النفس، والتي تعملُ بطريقة غير مباشرة على تمالك الشخص لأعصابه عند المواقف المستفزّة أو الصعبة، وبالتالي اكتساب فن الصمت الإيجابيّ.
- التعوّد على كتم الأسرار وعدم البوح فيها لأحد، وهذا السلوك يلعب دوراً كبيراً في إتقان فنّ الصمت.
- التذكّر دائماً أنّ الصمت من أقوى الأسلحة عند الإنسان، إذ يجعلُ منه شخصاً أكثرَ احتراماً واتزاناً.
- التعوّد على التزام الصمت عند المواقف المستفزّة، والاكتفاء بالنظراتِ الصارمة.
- الابتعاد عن الأشخاص كثيري الكلام، لأن الاختلاط بأشخاص ثرثارينَ يؤدّي إلى اكتساب سلوكهم والتفاعل معه، في حين أنّ إحاطةَ الشخص بأشخاص قليلي الكلام، يؤدّي إلى اكتساب الصفات الحسنة وتعزيز سلوك الصمت.[4]
أقوالٌ في الصمت
من هذه الأقوال:[5]
- خيرُ الكلام ما قلّ ودل.
- لا تهرفْ بما لا تعرف.
- أحمَدُ البلاغةِ الصمتُ حينَ لا يَحْسُنُ الكلام.
- احفظ لسانك لا تقول فتبتلى، إن البلاء موكّلٌ بالمنطق.
- ما أجمل الصمتَ في الّلحظات التي تختفي فيها الحروفُ، وتضيع فيها الكلمات، وتتطايرُ الأوراق، وتتكسّر الأقلام.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى كلمة صمت"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب لينوكس موريسون (24-7-2017)، "التأثير الخفي لفترات الصمت خلال الحديث"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2018. بتصرّف.
- ↑ "Communicating in Other Ways", www.wikihow.com, Retrieved 02-07-2018. Edited.
- ↑ "تمرين الصمت"، www.abahe.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2018. بتصرّف.
- ↑ "أقوال السلف والعلماء في الصمت وفوائده"، ar.islamway.net، 11-03-2014، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2018. بتصرّف.