كيفية أداء الصلاة بطريقة صحيحة
الصّلاة
إنّ الصلاة من أهم العبادات في الإسلام، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد فرضها الله تعالى على كل مسلمٍ مكلّفٍ، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين على المشهور، يوم الإسراء والمعراج، حيث فرضها الله تعالى على نبيه محمداً -عليه الصلاة والسلام- في السماء مباشرةً، بلا واسطةٍ، ممّا يدل على عظيم فضلها، وتُعرّف الصلاة لغةً بأنّها: الدعاء بالخير، وقد سُميت الصلاة بهذا الاسم؛ لاشتمالها على الدعاء، كما قال الإمام النووي في المجموع: (الصلاة في اللغة: الدعاء، وسميت الصلاة الشرعية صلاةً لاشتمالها عليه، هذا هو الصحيح، وبه قال الجمهور، وأهل اللغة، وغيرهم من أهل التحقيق)، وأمّا شرعاً فتُعرّف الصلاة بأنّها: عبادةٌ ذات أقوالٍ، وأعمالٍ مخصوصةٍ، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم.[1]
كيفية أداء الصلاة بطريقةٍ صحيحةٍ
لكي تكون صلاة المسلم صحيحةً، لا بُدّ من أدائها مع مراعاة شروطها، وأركانها، وواجباتها، إذ إنّ ترك شرطٍ أو ركنٍ واحدٍ يُبطل الصلاة، أو يُبطل الركعة التي ترك فيها، سواءً كان الترك عمداً، أو سهواً، وأمّا ترك الواجب سهواً فلا يُبطل الصلاة، ويجبره سجود السهو.[2]
شروط صحة الصلاة
إنّ للصلاة شروطاً، لا بُدّ من توفرها لتكون الصلاة صحيحةً، وهي:[3]
- الإسلام: حيث إنّ الكفر يُبطل العمل، والكافر عمله مردودٌ، مصداقاً لقول الله تعالى: (ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللَّـهِ شاهِدينَ عَلى أَنفُسِهِم بِالكُفرِ أُولـئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم وَفِي النّارِ هُم خالِدونَ).[4]
- التمييز: إذ لا تصحّ الصلاة إلّا بعد بلوغ السابعة من العمر، مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ، وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ).[5]
- العقل: العقل شرطٌ لصحة الصلاة؛ لأنّ الجنون يُسقط التكليف، ولذلك رفع القلم عن المجنون حتى يفيق، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن الصبيِّ حتى يبلغَ، وعن المجنونِ حتى يفيقَ، وعن النائمِ حتى يستيقظَ).[6]
- رفع الحدث: ويكون بالوضوء، وواجباته تشمل غسل الوجه من منابت الشعر إلى الذقن، ومن الأذن اليمنى إلى اليسرى، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس ومنه الأذنين، وغسل الرجلين إلى الكعبين، والترتيب، والموالاة، وأمّا ما يُبطل الوضوء؛ فهو ما يخرج من السبيلين من نجاسةٍ، ومسّ المرأة بشهوةٍ، ومسّ الفرج، وتغسيل الميت، والردّة عن الإسلام.
- ستر العورة: وحدّ العورة للرجل والأمة من السرة إلى الركبة، وحدّها للمرأة الحرة كلّ البدن إلّا الوجه، ومن الجدير بالذكر أنّ كشف العورة عمداً يُبطل الصلاة، حيث إنّ العلماء أجمعوا على بطلان صلاة الذي يصلّي عرياناً مع قدرته على ستر عورته.
- دخول الوقت: إذ لا تصحّ الصلاة خارج وقتها، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).[7]
- استقبال القبلة: فلا تصحّ الصلاة إلّا بالتوجّه إلى قبلة المسلمين، كما قال الله تعالى: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).[8]
- النية: ومحلّها القلب، ولذلك فإنّ التلفّظ بها بدعةٌ.
أركان الصلاة
ثمّة أركانٍ لا بُدّ من توفرها أثناء أداء الصلاة لتكون صحيحةً، وفي حال ترك ركنٍ منها يجب إعادة الصلاة، وفيما يأتي بيانها:[9]
- تكبيرة الإحرام: إذ لا تصحّ الصلاة في حال ترك النطق بتكبيرة الإحرام مع القدرة عليها، وتكون في بداية الصلاة بعد النية، وقد اختلف العلماء في الألفاظ التي يجوز استخدامها في تكبيرة الإحرام، حيث إنّ الإمام أحمد حصرها بقول: ألله أكبر فقط، بينما قال الشافعي بجواز قول: الله أكبر، أو الله الأكبر، وقال الحنفية بجواز قول أي ذكرٍ يعتبر ثناءً خالصاً لله؛ كسبحان الله، أو الرحمن أعظم.
- القيام: فلا تصحّ صلاة الفريضة إلّا قياماً للقادر على ذلك، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ).[10]
- القرءاة: فقد أجمع العلماء على عدم صحة الصلاة إلّا بقراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعةٍ، سواءً كانت الصلاة فريضةً أو نافلةً، مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا صَلاةَ لِمَن لم يقرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ).[11]
- الركوع: فلا تصحّ الصلاة إلّا بالركوع مع القدرة، فمن ترك الركوع وهو قادرٌ عليه بطلت صلاته، والدليل على وجوبه قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[12] ويتم الركوع من خلال الانحناء بالظهر حتى وصول اليدين إلى الركبتين، ويُشرع قول: سبحان ربي العظيم، ولا بُدّ من الطمأنينة في الركوع؛ لأنّ الطمأنينة ركنٌ أيضاً.
- الرفع من الركوع: إذ يجب الانتصاب بعد الركوع.
- السجود: فقد أجمعت الأمة على وجوب السجود في الصلاة، مصداقاً لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[12] ويتم السجود على سبعة أعضاءٍ؛ وهي: الوجه، واليدان، والقدمان، والركبتان، ويُشرع قول: سبحان ربي الأعلى، في السجود.
- الجلوس بين السجدتين: فقد أجمع العلماء على وجوبه، ولكنّهم اختلفوا في الطمأنينة فيه.
- التشهّد: وينقسم التشهّد إلى تشهدٍ أولٍ، وهو ليس بركنٍ، وإنّما واجبٌ يجبر نسيانه سجود السهو، وتشهّدٍ أخيرٍ، وهو الذي اختلف فيه العلماء، فقال الإمام أحمد والشافعي بأنّه ركنٌ تبطل الصلاة بتركه، بينما قال كلٌّ من أبي حنيفة ومالك أنّه كالتشهّد الأول.
- التسليم: يجب التسليم للخروج من الصلاة، ويرى جمهور العلماء أنّ التسليم تسليمتان عن اليمين واليسار، ويعتبرون التسليمة الأولى ركنٌ، بينما الثانية مستحبةٌ وليست بركنٍ.
واجبات الصلاة
هناك عددٌ من الواجبات التي ينبغي القيام بها خلال الصلاة، وهي:[2]
- تكبيرات الانتقال بين أفعال الصلاة.
- قول: سبحان ربي العظيم، مرةً واحدةً في الركوع، ومن السنة تكرارها ما بين ثلاثٍ إلى عشرة مراتٍ.
- قول: سمع الله لمن حمده، عند الرفع من الركوع، وهو واجبٌ في حقّ الإمام والمنفرد، لا في حقّ المأموم.
- قول: ربنا ولك الحمد.
- قول: سبحان ربي الأعلى، في السجود مرةً واحدةً، ويُستحب الزيادة إلى ثلاث مراتٍ.
- قول: رب اغفر لي، مرةً واحدةً بين السجدتين، ويُستحب الزيادة إلى ثلاثٍ.
- الجلوس للتشهّد الأول، والنطق بالتشهّد.
المراجع
- ↑ " تعريف الصلاة وأهميتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "دورة علمية ميسرة - الحلقة (19): أحكام الصلاة (2/3) (أركان الصلاة وواجباتها وسننها)"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
- ↑ "شروط الصلاة وأركانها"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 17.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 495، حسن صحيح.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 7/20، صحيح.
- ↑ سورة النساء، آية: 103.
- ↑ سورة البقرة، آية: 144.
- ↑ "أركان الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 238.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 822، صحيح.
- ^ أ ب سورة الحج، آية: 77.