-

كيف تتم صلاة التسابيح

كيف تتم صلاة التسابيح
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صلاة التسابيح

صلاة التسابيح من النوافل التي لها فضلٌ عظيمٌ وأجرٌ كبير، وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّها صلاة مُستحبّة، وقد اختلف بعض أهل العلم رحمهم الله في مشروعية صلاة التسابيح، فقد ورد حديث عن الرسول عليه السلام رواه ابن العباس رضي الله عنهما، ولكنه حديث ضعيف لا يُستدل به، لأنه حديث مضطرب من عدة أوجه برأي الأئمة، بل وإن الإمام أبا حنيفة والشافعي ومالك لم يسمعوا بها بالكلية، كما أن الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل تُثبت مشروعيتها، بالإضافة إلى ذلك فإنها لو كانت مشروعة لانتشرت بين الأمة نقلاً لا ريب فيه، لعِظم فائدتها، ومن الأئمة الذين ضعّفوا حديث صلاة التسابيح: ابن الجوزي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وسراج الدين القزويني، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم، وقد ذكر ابن الجوزي أحاديث صلاة التسابيح جميعها وضعّفها كلها، وذكره في كتابه الموضوعات.

وقد سُميت بصلاة التسابيح لكثرة التسبيح وذكر الله تعالى فيها، حيث إنّ التحميد والتهليل والتكبير أشكالٌ للتسبيح، وتجدر الإشارة إلى أنّ صلاة التسابيح ليس لها وقتٌ مُحدّدٌ لأدائها، وإنما تُصلى في أي وقت كان من ليلٍ أو نهارٍ.

كيفية أداء صلاة التسابيح

تُصلى صلاة التسابيح بأربع ركعات وبتسليمة واحدة، بحيث يقرأ المصلي في كلِّ ركعة سورة الفاتحة، وما تيسر من القرآن، وبعد الانتهاء من القراءة يبدأ المصلي بالتسبيح خمس عشرة مرة، والتهليل خمس عشرة مرة، والتكبير خمس عشرة مرة، والتحميد خمسَ عشرةَ مرة، ثم يركع، ويقول مثلما يقول في كلِّ صلاة، ثم يعود ليذكر الله تعالى بالذكر السابق، ويكررها عشر مرات، ثم يرفع رأسَه من الركوع ويقول سمع الله لمن حمده، ثم يُكرّر التسبيحات السابقة عشر مرات، ثم يسجد، وبعد قول سبحان ربي الأعلى يُكرِّر المُصلّي مرة أخرى التسبيحات السابقة عشر مرات في كل سجدة، وفي الجلوس بين السجدتين أيضاً عشر مرات.

تُكرّر الخطوات السابقة في الركعات الأربع جميعها، بحيث يكون عدد التسبيحات في كل ركعة خمساً وسبعين تسبيحة، أي تكون عدد التسبيحات في ركعات الصلاة ثلاثمئةِ تسبيحة في الصلاة كاملة.

ومن أهل العلم من قال إنها إذا صُليت ليلاً فالأولى أن يتم التسليم في ركعتين، وبالتالي يكون هناك تشهدان، أما إذا صُليت نهاراً فإنه يجوز الوصل من غير تسليم، أو التسليم في ركعتين، غير أن المالكية ذهبوا إلى عدم التفريق بين أن يصليها نهاراً أو ليلاً، وذلك بالقول الفصل بالسلام في كلا الوقتين.