كيف تصلي صلاة استخارة
صلاة الاستخارة
جعل الله تعالى دين الإسلام ديناً كاملاً مُتكاملاً يخدم كلّ جوانب الحياة، وجعل في فروضه ونوافله ما يُفيد المرء في حياته وبعد مماته، فالصّلاة بفروضها ونوافلها تُشعر المسلم براحةٍ نفسيّةٍ في دنياه وتجعله يفوز بجنّات ربّه بعد مماته، وصلاة الاستخارة من الصّلوات الّتي تفكّ ضيق المرء وتُخلّصه من الشّعور بارتباكٍ أو شكٍّ حيال أمرٍ ما، وقد خصّصنا هذا المقال للتّحدّث بتفصيلٍ أكبر عن هذه الصّلاة.
تعريف صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة من الأمور الّتي وردت إلينا من رسول الله محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، أيّ أنّها سنّةٌ فعليّةٌ من رسولنا الكريم، وفيها يطلب المسلم الخيرة والمشورة من الله سبحانه وتعالى ليدلّه على الصّواب من الخطأ، وكان ينصح عليه الصّلاة والسّلام صحابته بأن يستخيروا الله في كلّ أمورهم، ذاكراً أنّ سعادة المسلم في استخارة ربّه، وشقوته في عدم استخارة ربّه ورضاه بما كتبه له، كما ذكر عليه الصّلاة والسّلام طريقة صلاة الاستخارة في حديثٍ له رواه سعدٌ بن أبي وقّاص مذكور في صحيح البخاري.
طريقة صلاة الاستخارة
- صلاة ركعتين من دون الفرض.
- الدّعاء قائلاً بعد التّسليم: (اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلمِكَ وأستقدِرُكَ بقُدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا خيرًا لي في دِيني وخيرًا لي في معيشتي وخيرًا لي في عاقبةِ أمري فاقدُرْه لي وبارِكْ لي فيه وإنْ كان غيرُ ذلك خيرًا لي فاقدُرْ لي الخيرَ حيثُ ما كان ورضِّني بقدَرِكَ) [صحيح ابن حبان].
شروط صلاة الاستخارة
- النّيّة القلبيّة الصّادقة الخالصة لوجه الله قبل الصّلاة.
- الأخذ بكلّ الأسباب المتعلّقة بالأمر المُستخار؛ كأن يستشير الأطبّاء قبل الخضوع لعمليّةٍ مُعيّنةٍ، أو سؤال مُفتٍ عن شرعيّةٍ أمرٍ ما قبل الصّلاة.
- الرّضا بنتيجة الاستخارة مهما كانت؛ فالخيرة فيما اختاره الله دائماً، وما كان الله ليمنع أمراً ما عن مسلمٍ إلّا لخيرٍ له.
- استخارة المسلم في الأمور غير المحرّمةٍ والمباحة فقط، وعدم الاستخارة لأمورٍ معروف حكمها الحرام.
جواب الاستخارة
يعتقدُ البعض أنّ جواب الاستخارة يأتي على هيئة حلمٍ أو رؤياً تُبشّر برضا الله عن الأمر، ولكنّ هذه الاعتقاد بعيدٌ كلّ البعد عن الصّواب، لأنّ جواب الاستخارة يأتي بتيسير الأمر وتسهيله إن كان فيه خير، أو إبعاده إن كان به شر، لذا على المُستخير المضيّ قدماً في الأمر المُستخار من دون انتظار حلمٍ أو رؤيا، والانتهاء عنه إن وجدت فيه من المعوّقات ما يدلّ على عدم تيسيره ورضا الله عنه.