-

كيف أخفض الدهون الثلاثية

كيف أخفض الدهون الثلاثية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الدهون الثلاثيّة

يوجد في الجسم نوعان من الدهون؛ الدهون الثلاثيّة والكولسترول، والدهون الثلاثيّة هي مركب يتكوّن من ثلاثة جزيئات من حموض دهنيّة مرتبطة مع جزيء واحد من الجليسرول، والدهون الثلاثيّة متعادلة الشحنة، وتوجد بصورة طبيعيّةٍ في الدَّم محمولة على البروتين الشحميّ (بالإنجليزية: Lipoproteins) والكيلوميكرونات (بالإنجليزية: Chylomicrons)،[1][2]ومَصْدَرُها إمّا الغذاء الغنيّ بالدّهون وإمّا السعرات الحرارية الناتجة عن السكريات والبروتينات والكربوهيدرات الزائدة عن حاجة الجسمِ التي تتحوّل إلى دهون ثلاثيّة، ليتم تخزينها في الخلايا الدهنيّة، وتحريرها عن طريق هرمونات متخصّصة ليستخدمها الجسم للقيامِ بعملياته الحيويّة عند الحاجة إلى الطاقة مثل ممارسة نشاط بدنيّ، أو الامتناع عن الطعام لمدة زمنية طويلة.[3]

تُعتبر نسبة الدهون الثلاثيّة في جسم الإنسان مقياساً مهمّاً لصحة القلب، وعند ارتفاعها تزيد احتماليّة الإصابة بأمراض القلب، كما أن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثيّة يُعتبر مؤشّراً سيّئاً لصحة الجسم بشكل عامٍّ؛ لذلك يجب الانتباه جيّداً لمستوى الدّهون الثلاثيّة في الجسم، والفحص بشكل دوريّ كل خمس سنوات؛ لاكتشاف أيّ اختلال في نسب الدهون في الجسم.[4][1][3][5]

طرق تخفيض الدّهون الثلاثيّة

يمكن تخفيض الدهون الثلاثيّة في الجسم عن طريق القيام بثلاث خطوات تتمثّل بتحسين نظام الحياة للشخص بشكل عام وهي:

  • الخطوة الأولى: خسارة الوزن لمن يعانون من السمنة، أو الذين تتعدّى أوزانهم الحد الطبيعيّ، عن طريق التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة وكولسترول، والتقليل من الكربوهيدرات، كما أنّه يجب التقليل من شرب الكحول؛ لأنّه يرفع مستوى الدهون الثلاثيّة، والتركيز على تناول الأسماك الغنية بالأوميغا 3.[6]
  • الخطوة الثانية: ممارسة التمارين الرياضيّة؛ بحيث يجب أن يمارس المريض التمارين الرياضيّة مدة 30 دقيقة في ثلاثة إلى خمسة أيام أسبوعيّاً، أي أغلب أيام الأسبوع، كممارسة المشي في الهواء الطلق، أو على آلة المشي الكهربائيّة، أو صعود الدرج، أو ركوب الدراجة الهوائيّة.[7]
  • الخطوة الثالثة: الإقلاع عن التدخين؛ لما له آثار سيئة جداً في صحة المريض بشكل عام، وصحة قلبه، وأوعيته الدمويّة بشكل خاصّ.[8]

العلاج الدوائيّ لارتفاع الدهون الثلاثية

يُستخدم دواء الستاتين (بالإنجليزيّة: Statin) لتخفيض الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى أنه الدواء الأمثل لتخفيض الكولسترول الضار، كما أن الستاتين يخفّض احتمالية الإصابة بأمراض القلب.[9] ويمكن اختيار الستاتين بتراكيز مختلفة عن طريق تغيير الجرعات، حيث يختار الطبيب نوع الدواء والجرعة المناسبة تبعاً لحالة المريض، ولنسبة ارتفاع الدهنيّات، والمشاكل الصحيّة المصاحبة للمريض؛ لأنّ هناك أنواعاً عديدة من الستاتينات.[10] ومن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تصاحب تناول دواء الستاتين: ضعف في العضلات، وصداع، وشعور بالغثيان.[11]

هناك خيارات أخرى إذا كانت هناك موانع لاستخدام الستاتينات مثل: أحماض النيكوتين، أو دواء نياسين (بالإنجليزيّة: Niacin) أو الألياف، أو زيت السمك.[7][12]ويمكن أن يصف الطبيب دواء ستاتين وحده بجرعة عالية لإعطاء مفعول كبير، أو باستعمال دواء آخر، أو بإضافة دواء آخر مع الستاتين.[12][7]

ارتفاع الدهون الثلاثية ومتلازمة الأيض

يمكن أن تصاحب أعراضٌ وأمراضٌ أخرى ارتفاعَ الدهون الثلاثيّة، والتي تشكّل لدى المريض متلازمة تسمّى بمُتلَازِمَة الأَيْضِ أو مُتلازمة التّمثيل الغذائيّ، التي تزيد من نسبة إصابته بأمراض القلب، بشرط وجود ثلاثة من هذه الأعراض أو أكثر عند المريض، وهي:[13]

  • تَراكُمُ الشّحومِ في مَنْطقةِ البطنِ، وزيادة في محيطِ الخَصر عن 88 سم للنساء، و102سم عند الرجال.
  • ارتفاعٌ في ضَغط الدّم، بحيث يتعدّى 130/85 مم زئبق، أو إذا كان المريض يتناول أدوية لتخفيض الضغط المرتفع.
  • ارتفاع نسبة الدهون الثلاثيّة عن 150 مغ/ديسيليتر، أو إذا كان المريض يتناول أدوية لتخفيض ارتفاع الدهون الثلاثيّة.
  • ارتفاع نسبة السكر في الدّم عند المريض، بحيث تكون نسبته أعلى من 100 مغ/ ديسيليتر عند فحص المريض وهو صائم، أو إذا كان المريض يتناول أدوية لتخفيض ارتفاع السكّر.
  • انخفاض في نسبة الكولسترول الحميد أو النافع (HDL-C) عن 40 مغ/ديسيليتر عند الرجال، و50 مغ/ ديسيليتر عند النساء، أو إذا كان المريض يتناول أدوية تخفّض الكولسترول الحميد.

مخاطر ارتفاع الدّهون الثلاثيّة

يُشَكّل ارتفاع مستوى الدّهون الثلاثيّة في الجسم خَطراً كبيراً على القلب والأوعيةِ الدّموية فَيَزيدُ من احتماليّةِ الإصابَة بما يلي:

  • تَصَلُّب الشّرايين نتيجةً لِتَراكُمِ الدّهون الضارة على الجُدران الدّاخليّةِ للشّرايينِ.[8]
  • أمراض القلب بشكلٍ عام؛ إذْ تُعَدُّ نِسَب الدّهون الثلّاثيّة في الجسم مُؤشّراً على صحّةِ القلب.[14]
  • الْتِهاب البِنْكِرْياس الحادّ، وذلك في حالةِ ارتفاع الدّهون الثّلاثيّة إلى حدٍّ يَفوق 1000 ملغ/ديسيلتر.[14][8]
  • الجلطات الدّماغيّة.[15]
  • الإصابة بالنوبة القلبيّة.[8]

فحص الدّهون الثلاثية

يجب عمل فحوصات روتينيّة كل فترة لكل شخص خاصة إذا وُجدت عوامل خطر أخرى تزيد من نسبة الإصابة بأمراض معيّنة، خاصة أمراض القلب، والأوعية الدمويّة، ويجب فحص الدهون الثلاثيّة ونسبة الكولسترول في الجسم، ويمكن إجراء فحص نسبة الدهون الثلاثية في الدم بعمل فحص دم بسيط، ويجب الصيام قبل إجراء الفحص ما يقارب 8 إلى 12 ساعة، ليعطي الفحص القيمة الصحيحة لنسبة الدهون الثلاثيّة في الجسم.[3]

يوصى بِفحص نسَبة الدّهون الثلاثيّة للرجال بعد عمر الخامسة والثلاثين، وللنساء بعد عمر الخامسة والأربعين، وبعد عمر العشرين لمن لديهم عوامل خطر أخرى تزيد من نسبة حدوث أمراض القلب؛ كالإصابة أيضاً بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو إن كان الشخص مدخّناً، حيث إنّ ارتفاع الدّهون في الدّم عادةً ما يَكون بلا أعراض، لذلك يجب القيام بفحص الدهون الثلاثية والكولسترول الضار والنافع كل خمس سنوات، وإذا كانت نسبة الدهون قريبة للنسبة المَرَضيّة يجب عمل الفحص بفترات متقاربة أكثر.[4]

المستويات الطبيعية للدّهون الثلاثية

لكل رقم في فحص مستويات الدهون في الجسم دلالة معيّنة كما في كل الفحوصات؛ بالنسبة لمستويات الدهون الثلاثية تكون النسبة طبيعية إذا كانت نسبة الدهون الثلاثية أقل من 150 ملغ/ديسيليتر، أما إذا كانت نسبة الدهون الثلاثية ما بين 150 و199ملغ/ديسيليتر فهذه النسبة تمثل الحدود العليا من الدهون الثلاثيّة، بينما إذا كشف فحص نسبة الدهون الثلاثية أنّ نسبتها في الدم تصل إلى 200 و499 ملغ/ديسيليتر فهذا يدلّ على أن مستويات الدهون الثلاثية عالية، وإذا تجاوزت 500 ملغ/ديسيليتر فهذا يدلّ على أنّ نسبة الدهون الثلاثية مرتفعة جداً، وتشكّل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، والأوعية الدمويّة، والقلب.[3]

أسباب ارتفاع الدّهون الثلاثية

من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية:[16]

  • السمنة؛ تعدّ السمنة السبب الرئيس لارتفاع الدهون الثلاثيّة.
  • مرض السكريّ؛ خاصة في حالة عدم السيطرة على مرض السكّري.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضيّة، والكسل، وانعدام الحركة.
  • تَناول الوجبات مرتفعة السّعرات الحراريّة كالغنية بالكربوهيدرات والسكّريات.
  • الكُحول؛ خاصّة إذا تناولها الشخص بكميات كبيرة، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع الدهون الثلاثيّة بشكل كبير وخطر، وقد يؤدّي إلى التهاب البنكرياس.
  • تدنّي في مُعدّل إفراز هرمون الثايروكسين.
  • أمراض الكلى.
  • الوراثة؛ هناك نوع من أنواع ارتفاع الدهنيّات في الدم سببه خلل وراثيّ، ينتقل بين الأجيال في العائلة الواحدة.
  • أثر جانبيّ لِبعض الأدوية: من الأدوية التي تؤثّر في نسبة الدهون الثلاثية حاصرات بيتا والستيرويدات، ومدرّات البول، والأدوية المانعة للحمل.

فيديو تخفيض الدهون الثلاثية

نظراً لأن الغذاء يعد واحداً من مصادرها، يمكنك التحكم بكميتها وتخفيضها إذاً :

المراجع

  1. ^ أ ب Benjamin F. Miller and Claire Brackman Keane (1987), Encyclopedia and Dictionary of Medicine, Nursing, and Allied Health, Philadelphia: W. B. Saunders Company, Page 1263.
  2. ↑ "Cholesterol, Triglycerides, and Associated Lipoproteins", NCBI.
  3. ^ أ ب ت ث "Triglycerides: Why do they matter?", Mayo Clinic,15-8-2015، Retrieved 23-11-2016.
  4. ^ أ ب Philip D. Salone, Lisa M. Slatt, Mark H. Ebell and Mindy A. smith (2012), Essential of Family medicine, Philadelphia: Lippincott williams & wilkins, a wolters Kluwer business, Page 63.
  5. ↑ Brain V. Reamy (2008), Current Diagnosis and Treatment in Family Medicine , America: The McGraw-Hill Companies, Inc, Page 213, Part twentieth .
  6. ↑ "How to Lower Your Triglycerides", WebMD.
  7. ^ أ ب ت "Triglycerides: Why do they matter?", Mayo Clinic.
  8. ^ أ ب ت ث "Very High Triglycerides", CardioSmart.
  9. ↑ "Controlling High Triglycerides: Medical Treatment - High Triglycerides: What You Need to Know", WebMD.
  10. ↑ "Statins and Triglycerides"، lipid center، page 1.
  11. ↑ "Side Effects of Cholesterol-Lowering Statin Drugs", WebMD.
  12. ^ أ ب "Hypertriglyceridemia Medication", MedScape .
  13. ↑ Stanley S Wang (27-12-2015), "Metabolic Syndrome"، MedScape , Retrieved 12-2-2017.
  14. ^ أ ب "Hypertriglyceridemia - Prognosis", MedScape .
  15. ↑ "High Triglycerides: What You Need to Know", WebMD.
  16. ↑ "High Triglycerides - Cause", WebMD.