كيف أزيل بيض القمل
القمل
القمل وبيوضه من المشاكل المُؤرّقة التي من المُمكن أن تتحوّل إلى مصدر خطرٍ عندما تنقلُ الأمراض أو تنشرُ العدوى من شخصٍ لآخر، وهو يُصيب جميع الفئات العمريّة، إلا أنَّه يكثرُ بين الأطفال بسبب قلَّة اهتمامهم بالحفاظ على المسافة بين الأشخاص الآخرين، أو عدم تبادلُ الأغراض الشخصيّة معهُم، وهو ما يجعلُ انتشار عدوى القمل أكثر سهولة. وقمل الرّأس هي حشراتٌ طفيليَّة ذات حجم صغيرٍ يُعادل حجمها حبّة السمسم، وهذا يجعل اكتشافها ورؤيتها أمراً صعباً، وهو يتشبَّث ويتعلّق بإحكامٍ بفروة الرّأس، كما يستطيعُ تثبيتَ بيُوضه بها عن طريق إفرازاتٍ لاصقةٍ خاصَّة.
يتغذى القملُ على دم الإنسان، ويتعلَّق بيضُ القمل، الذي يُسمَّى الصّئبان، بمنابت خُصلات الشّعر الأقرب إلى فروة الرّأس، وتصعُب رؤيتها بسبب صغر حجمها وتمويهها. ويستطيع القملُ التّكاثر بسُرعةٍ والانتشار على الجسد، لكنَّ فترة حياته تكون قصيرة. ولا يعيش القمل في شعر الرّأس فقط، فهو ينقسمُ إلى أنواعٍ يتكيَّف كلٌّ واحدٍ منها للعيش على جُزءٍ مُعيَّن من شعر الإنسان، فمنهُ قمل الرّأس، وقمل الجسد، وقمل العانة.[1]
طرق تخليص الشعر من القمل وبيُوضه
- يوجد العديدُ من أنواع العلاج التي تُساهم في التخلُّص من القمل وبيوضه، وقد تحتاجُ إلى بعض الوصفات الطبيّة، حيثُ تُباع العقاقير المُضادَّة للقمل في مُعظم الصيدليّات، وتُعتبر آمنةً للاستخدام وفعَّالة في القضاء على حشرات القمل والصّئبان (البيض) على حدّ سواء، لكن لا يُنصَح باستعمالها لصغار السن والأطفال، ويجب الحرص على اتّباع التّعليمات الخاصّة بهذه المُستحضراتِ من حيثُ كيفيّة غسل الشّعر، والمدة الزمنيّة لوضع الدَّواء عليه، وغير ذلك لضمان فعاليَّتها وأمانها، وإذا لم تعمل بالشَّكل المطلوب فمن المُمكن استشارة الطّبيب.[2]
- يُعتَبر تجفيف الشَّعر بالهواء السَّاخن وسيلة فعَّالة للقضاء على بيض القمل، فهو يُدمِّر مُعظم البيوض بسبب الحرارة العالية وتجفيفِ الرُّطوبة، كما يقتلُ عدداً كبيراً من الحشرات البالغة، إلا أنَّ الاستفادة منهُ تتطلَّب تكرار استخدامه كلَّ بضعةٍ أيامٍ للقضاء على أيِّ بيوضٍ جديدة تضعها القملاتُ البالغة.[3]
- يُمكن استعمال وصفات طبيعية تقليديَّة يتم تحضيرها في البيت، عن طريق خلط موادَّ عضويَّة مُختلفةً لها خصائص تقضي على القمل أو تُؤذيه. ومن أمثلة ذلك خلط كميَّة قليلةٍ من المايونيز مع الخل الأبيض، فهذا الخليط يعملُ على خنق القمل وبيوضه، وإذابة الإفرازات اللاَّصقة التي تُثبِّتها بشعر الإنسان، كما يُمكن استعمال زيت شجرة الشّاي، فهو فعَّال في القضاء على هذه الحشرات.[4]
- استخدام أمشاطٍ خاصَّة بانتشال القمل من بين خُصلات الشّعر، إذ تكونُ لهذه الأمشاط أسنانٌ مُتقاربة ورفيعة، وهي تتميَّزُ بأنّ أسنانها دقيقة جدّاً بحيثُ تعمل على سحب القملات وبيُوضها حتى عندما تكونُ مُلتصقة أو مُتشبِّثة بالشّعر، ويجبُ تمشيط الشّعر نحو الأسفل أو تنظيفه باستمرارٍ للتخلُّص من القملات التي تعلقُ بالمشط. يجبُ تكرار هذا العلاج بصُورة مُستمرِّة على مدى أيَّام عدَّة لضمان فعاليَّته.[5]
بعد القضاء على القمل الموجود على فروة الرأس لن تكون هُنَاك حاجة لاتّخاذ أيّة إجراءاتٍ أخرى، فالقمل الذي يعيشُ بعيداً عن جسم الإنسان (في الملابس مثلاً أو أجزاءٍ من المنزل) لن يستطيع البقاء على قيد الحياة طويلاً دُون مُعيل، وسيموت خلال أيَّام معدودة، وفي حال الرَّغبة باتّخاذ جميع الإجراءات الوقائيّة لتجنّب الإصابة مرّة أخرى فمنَ المُمكن غسلُ الملابس وغلي مُستلزمات الشّعر من أمشاطٍ وفراشٍ في الماء السَّاخن، فذلك سيكونُ كفيلاً بتأمين الحماية منها.[2]
أعراض الإصابة بالقمل
من أهمِّ الأعراض التي يُمكن ترقُّبها للتأكّد من التعرُّض لإصابة القمل ما يأتي:[6]
- الحكَّة المُستمرّة في فروة الرّأس.
- يُمكن رؤية بيُوض القمل على شكل بقعٍ بيضاء صغيرة في أنحاء الشَّعر، وهي تُشبه في شكلها القشرة عندما تكونُ غير ناضجة، وعند استعمال عدسةٍ مُكبِّرة قد تبدو هذه البيوضُ واضحة جداً عند منابت الشّعر على وجه الخُصوص، وهي بنيَّة اللون عندما تحملُ داخلها أجنَّة القمل، وأما بعد التَّفقيس فتُصبح شفافَّة فتتَّخذُ لون الشّعر تقريباً.
- العثورُ على حشرات القمل مُكتملة النموّ بين أسنان مِشط الشّعر في أثناء تمشيطه.
- الطّفح أو انتشار التقرُّحات على الجِلْد في المناطق المُصَابة نتيجة عضِّ القمل ولسعه المُستمرّ لبشرة الإنسان المُصَاب.
- عندَ البحث عن حشرات القمل البالغة المُنتشرة على الشَّعر يجبُ الأخذ بعين الاعتبار أنَّ ما تبحثُ عنه هو حشرةٌ تُشبه القرادة ويُماثل حجمها حجم حبَّة السُّمسم تقريباً، وعادةً ما يكونُ لونها بُنيّاً، إلا أنَّه قد يكونُ أصفر أو رماديّاً.
الصِّفات الأحيائيَّة للقمل
القمل حشرةٌ لها ستَّة أرجلٍ تُشبه القرادة، وتنعدم الأجنحة لديها، وتعيش بصُورةٍ دائمةٍ على أجساد الحيوانات أو الطّيور التي تعملُ كمُعيلٍ لها. ومن المُحتمل أنَّ الأنواع التاريخيّة من القمل كانت مُجنَّحة، إلا أنَّها فقدت هذه الخاصيَّة بمُرور الوقت لعدم الحاجة إليها عندما تعيشُ عالةً على شعر كائنٍ آخر، وقد فقدت أيضاً حواسَّ السّمع والشمّ التي كانت لديها في الماضي لعدم حاجتها للبحث عن الغذاء، إلا أنَّها قادرةٌ على الإبصار. ولدى القمل مخالبُ قويَّة في نهاية كلُّ واحدةٍ من أرجلها الستّة لتُساعده على التشبُّث ببشرة مُعيلِه بحيثُ يستطيعُ امتصاص الدَّم بصُورةٍ مُستمرَّة، وعندما يتمسَّك القملُ بأرجله الستّة بإحدى شعراتِ الإنسان فإنَّه قادرٌ على مُقاومة تيَّارات الهواء القويَّة والحركات المُفاجئة، وتعجزُ أصابع الإنسان تماماً عن زحزحته أو إبعاده.[7]
تصنيفُ القمل
ينقسمُ القمل من حيث غذائه إلى مجموعتين أساسيَّتين، هُما القمل الماضغ والماصّ. والقمل الماضغ له فكٌّ قادرٌ على عضّ الرّيش والوبر والتهام خلايا الجلد الميِّتة، وأما القمل الماصّ فلديه فمٌ ثاقبٌ مُصمَّمٌ لاختراق الجلد وامتصاص الدَّم، ومن القمل ما يعيشُ على الثدييات (مثل الإنسان)، ومنهُ ما يعيش على الطّيور. ويُوجد من القمل الماصّ حوالي 2,600 نوعٍ تعيش في أنحاء مُختلفة من العالم، حيث لا تتأثر هذه الحشرات باختلاف الظّروف الجويَّة؛ لأنَّ الكائن المُعيلَ لها يُوفِّر لها حمايةً كافيةً من ظُروف الطّقس الخارجيّة. وفي الواقع، فإنَّ سلالاتِ القمل تطوَّرت وتنوَّعت لتتناسبَ مع ظُروف وطبيعة الحيوانات التي تُريد العيش مُتطفِّلةً على أجسادها، فكلُّ نوعٍ من الثدييات تقريباً لهُ نوعٌ من القمل خاصٌّ به، فثمَّة قمل للشمبانزيّ، وقمل للغوريلا، وقملٌ للإنسان، وقد يتطفَّل القملُ على نوعٍ غير نوعه المُفضَّل لو احتاج إلى ذلك، فقمل الشمبانزي يستطيع العيش على جسد الإنسان، إلا أنَّ هذه الحالة هي استثناء.[7]
المراجع
- ↑ هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 338، جزء 18 (ق).
- ^ أ ب "Head Lice Infestation", Health Line, Retrieved 13-07-2016.
- ↑ "Head Lice Treatment and Nit Removal Advice", Treat Lice, Retrieved 13-07-2016.
- ↑ "How to Get Rid of Head Lice", Top Home Remedies, Retrieved 13-07-2016.
- ↑ "Head Lice", American Academy of Dermatology, Retrieved 13-07-2016.
- ↑ "Identifying Head Lice", Lice Squad, Retrieved 01-08-2016.
- ^ أ ب مصطفى الرواس (1985)، الحشرات في منزلك (الطبعة الأولى)، بيروت، لبنان: دار المقاصد الإسلامية، صفحة 42-46، جزء الأول.