-

كيف تذبح الأضحية

كيف تذبح الأضحية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

معنى الأضحية

تعرَف الأضحية لغةً بأنها اسم لما يضحى به، أي اسم لما يذبح أيام عيد الأضحى، وجمعها أضاحي. أما اصطلاحاً فالأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام يوم عيد الأضحى وحتى آخر أيام التشريق تقرباً من الله سبحانه وتعالى. والأضحية سنة مؤكدة حسب ما ذهب إليه جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية وما قاله أكثر أهل العلم. عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا)[1][2]

كيف تذبح الأضحية

يستحب أن تذبح الإبل وهي قائمة ويدها اليسرى مربوطة، أما غير الإبل فالأفضل ذبحها وهي مضطجعة على الجانب الأيسر ويضع المضحي قدمه على عنقها ليتمكن من تثبيتها، ويتم ذبح الأضحية كما يلي وباتباع الشروط التالية:[3]

  • يجب التأكد قبل التضحية من أن التضحية ستتم بمحدد من حديد أو حجر أو نحوهما وذلك حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَكُلُوهُ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفْرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، أَمَّا السِّنُّ: فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفْرُ: فَمُدَى الْحَبَشَةِ).[4]
  • يجب أن يكون الذابح مسلماً أو من أهل الكتاب، ذكراً أو انثى وأن يقصد التذكية في الذبح، فلو أرادَ الشخص ان يقطع حبل مربوط في عنق البهيمة فلا تحل هذه الأضحية. ويسمي الذابح قبل البدء باسم الله تعالى، قالَ تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ).[5]
  • يستحب استقبال القبلة عندَ الذبح والإحسان إلى الذبيحة، فلا يريها السكين ويعرض عليها الماء.
  • يستحب التكبير بعد التسمية، ويُسمي من هي له. ويدعو المضحي بالقبول، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (اَللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمّةِ مُحَمَّدٍ).[6]ويمسك السكين بيده اليمنى.
  • يجب عندَ الذبح إنهير الدم، وإنهار الدم يعني أن يندفع بشدة كالنهر، وهذا يتحقق بقطع الشرايين أو الأوردة، وهما العرقان الغليظان المحيطان الحلقوم، والأفضل أن يقطع معهما الحلقوم والمريء.

شروط صحة الأضحية

هناك عدة شروط يجب مراعاتها عندَ اختيار الأضحية:[2]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وبهيمة الأنعام تشمل البقر، الغنم والإبل. قال تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).[7]
  • أن تكون الأضحية قد بلغت السن المعتبرة شرعاً، فلا يجوز التضحية من الإبل إلا أذا أتمت خمسة سنوات، والبقر يجب أن يتم سنتين، والمعز يجب ان يتم سنة، والجذع من الضأن يجب أن يتم ستة أشهر. عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا تَذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً إلَّا أنْ يَعْسُرَ عليكم، فتذبَحوا جَذَعةً مِنَ الضَّأنِ).[8]
  • أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي تمنع التضحية، فلا يجوز التضحية بالبهيمة العوراء التي يبان عورها، والمريضة التي يبان مرضها، والعرجات التي يبان عرجها والعجفاء أي الهزيلة. عن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (سمعْتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأشار بأصابِعِه، وأصابعي أقصَرُ مِن أصابِعِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُشيرُ بأُصْبُعِه؛ يقولُ: لا يجوز مِنَ الضحايا: العوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والعَرْجاءُ البَيِّنُ عَرَجُها، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنْقِي)[9]. ويلحق بهذه العيوب، أن تكون البهيمة عمياء ولا ترى، البهيمة المبشومة أي التي أكلت فوقَ طاقتها حتى امتلأت وذلك حتى يزول عنها الخطر، والبهيمة المتولدة والتي تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر، البهيمة التي أصابها ما يمكن أن يميتها مثل الخنق والسقوط وذلك حتى يزول الخطر عنها، البهيمة مقطوعة أحد اليدين أو القدمين، والبهيمة الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة ما.[10]
  • أن تتم عملية التضحية خلال وقت الذبح.
  • أن ينوي المضحي بالتضحية. فعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى).[11]
  • أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي، أو مأذون له فيها من قبل الشرع أو المالك. فلا يجوز التضحية بالبهيمة التي لا يملكها الشخص مثل المسروقة والمغصوبة والمأخوذة بدعوى غير صحيحة وباطلة، وذلك لأنه لا جوز أن يتقرب إلى الله عن طريق معصيته. كما لا يجوز التضحية بالمرهون، أي يجب ألا يتعلق بها حق للغير.[10]

حكمة مشروعية الأضحية

من حكمة مشروعية الأضحية:[2]

  • شكر لله سبحانه وتعالى على نعمة الحياة.
  • إحياء لذكرى سيدنا إبراهيم عليه السلام وقصته مع ابنه النبي إسماعيل عليه السلام، حينما أمره الله سبحانه وتعالى بذبح الفداء عن ابنه اسماعيل يوم النحر، ويتذكر المسلم صبر النبيين إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام وإيثارهما لطاعة الله على حب النفس والولد. فيقتدي المسلمين بهما في صبرهما على طاعة الله سبحانه وتعالى ومحبته وتقديمها على النفس وشهواتها.
  • أراقة الدم مبالغة في تصديق ما أخبر به الله بأن الأنعام خلقت لنفع الإنسان وأن ذبحها والانتفاع بها لتكون طعاما قد أذن به الله تعالى.
  • وسيلة للتوسعة على النفس وعلى أهل البيت حيثُ فيها مظاهر فرح وسرور بما أنعم به الله تعالى على الإنسان من خلال إكرام للجيران والضيوف، وتصدق على الفقراء. وفي هذا الأمر تحدُث بنعمة الله تعالى، حيثُ قال سبحانه: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[12].

آداب وسنن التضحية

من آداب وسنن التضحية:[2]

  • عدم حلق الشعر وتقليم الأظافر للشخص الذي أراد أن يضحي.
  • ذبح الشخص بنفسه إن استطاع ذلك.
  • الأكل من الأضحية والإطعام منها والإدخار.

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
  2. ^ أ ب ت ث "المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2017. بتصرّف.
  3. ↑ يحيى نعيم محمد خلة (19-9-2015)، "كيفية ذبح الأضحية وشروطه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2017. بتصرّف.
  4. ↑ رواه بخاري، في صحيح بخاري، عن رافع بن خديج، الصفحة أو الرقم: 2488، صحيح.
  5. ↑ سورة الأنعام، آية: 118.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1967، صحيح.
  7. ↑ سورة الحج، آية: 28.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1963، صحيح.
  9. ↑ رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 4/168، صحيح.
  10. ^ أ ب " شروط الأضحية"، www.islamqa.info، 10-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2017. بتصرّف.
  11. ↑ رواه بخاري، في صحيح بخاري ، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
  12. ↑ سورة الضحى، آية: 11.