كيف أقوي إيماني بالله عز وجل
تعريف الإيمان
الإيمان هو التصديق الجازم بوجود الله -تعالى- والالتزام بتوحيده، وهو الطريق الذي يوصل العبد لله عز وجل، وهدفٌ بعث الله -تعالى- من أجله الأنبياء عليهم السلام، فعملوا ما بوسعهم من أجل هذا الهدف، فالإيمان مقصد جميع الرسالات السماوية، ومنهج من الله لعباده، قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).[1][2][3]
كيفية تقوية الإيمان
الإيمان بالله -عز وجل- ضروري للإنسان، فمن سكن الإيمان في قلبه؛ سكنت الحياة في قلبه، وكما أن الإنسان يحتاج للطعام والهواء وغيرهم من الاحتياجات الأساسية، فإنه أيضا يحتاج للإيمان بالله، وحاجته للإيمان عظيمة جداً، ومن الأمور التي تقوي إيماننا بالله ما يأتي:[4][5]
- الدعاء والطلب من الله -تعالى- أن يعين الإنسان ويثبته على طريق الإيمان، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جوفِ أحدِكُم كمَا يَخْلَقُ الثوبَ، فاسألُوا اللهَ تعالى أنَّ يجددَ الإيمانَ في قلوبكُم).[6]
- التعرف على الله -عز وجل- وعلى أسمائه الحسنى وصفاته والتفكر فيها، وكذلك تفكُّر المؤمن بالنعم العظيمة التي أنعمها الله عليه وعلى عباده أجمعين.
- التدبر في القرآن الكريم وتلاوته، فهو نور في قلب المؤمن ويؤدي إلى الاطمئنان والخشوع، وعلى المؤمن أن يسمعه من قارئ يجيد تلاوة آياته.
- الإكثار من ذكر الله تعالى، كالتسبيح، والتحميد، والتكبير، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الصيام، فهو يحمي المؤمن من الشيطان ووساوسه، كما أنه يحمي المؤمن من تأثير الشهوات عليه.
- القيام بالفرائض والنوافل، والمحافظة عليها، فهي تزيل أثر المعصية والغفلة عن قلب المؤمن، وتزيد إيمانه.[7]
- الصدقة والإنفاق في سبيل الله، فالصدقة تشرح صدر المؤمن وتُقوّي إيمانه.
- التوبة لله -تعالى- والرجوع إليه دائما، والندم على الذنوب التي فعلها الإنسان وعلى المعاصي التي اقترفها، والإكثار من الاستغفار، فعندما يلوم الإنسان نفسه ويجدد توبته؛ فإن إيمانه سيزيد في قلبه.
نعمة الإيمان
الإيمان نعمة عظيمة لها تأثير عظيم في حياة الإنسان، فالمؤمن يملك السعادة والخيرات العظيمة، فنرى قلبه مطمئن، والسكينة تملأ نفسه، والإيمان يحوّل حياته إلى جنة فيها أنهار وأشجار وأزهار، ومن الجدير بالذكر أن المؤمن يرى نور الله -تعالى- وحكمته فيما يقدّره له، ويسلّم لأمره عند السراء والضراء، ويبتغي الأجر من الله -تعالى- ويحرص على رضوانه، والإيمان يحقق الغاية التي خُلِقنا من أجلها، وهي عبادة الله عز وجل.[8][9]
كيف تذوق حلاوة الإيمان
حلاوة الإيمان نعمة من الله، ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها وأحس بها، فالنفس بها مطمئنة، والقلب سعيد ومستأنس، وحتى يذوق الإنسان حلاوة الإيمان؛ لا بد أن يزيل من قلبه كل ما يفسده؛ كالحسد والكبر والعُجب، وعليه أن يرجع إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، فحلاوة الإيمان تأتي عندما يكون الله ورسوله وما يُحبان أحبّ إلينا مما سواهما، وأن يكون حبنا لبعضنا من أجل الله، وأن نتمسك بديننا، ونكره العودة للكفر ولما يغضب الله كما نكره أن نُلقى في النار والعياذ بالله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ طَعْمَ الإيمانِ: مَن كانَ يُحِبُّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، ومَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِواهُما، ومَن كانَ أنْ يُلْقَى في النَّارِ أحَبَّ إلَيْهِ مِن أنْ يَرْجِعَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ اللَّهُ منه. وفي روايةٍ: مِن أنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا، أوْ نَصْرانِيًّا).[10]، ولن يتذوق الإنسان حلاوة الإيمان إلا عندما يرضى بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبسيدنا محمد نبياً ورسولاً، بالإضافة إلى الرضا بما قدّره الله -تعالى- وقضاه، وحب القرآن، والإكثار من النوافل، والابتعاد عن المعازف والألحان.[11]
أعداء الإيمان الثلاثة
للإيمان ثلاثة أعداء رئيسية تسبب في نقصانه وضعفه في قلب المؤمن، ولا بدّ للإنسان أن يتعرف عليها، فذلك يسهل عليه القضاء عليها، وأعداء الإيمان ثلاثة وهي كالآتي.[12]
الشيطان ووساوسه
الشيطان عدوٌ للإنسان، فهو يريد أن يأخذه معه إلى النار، وهو في سعي دائم إلى إفساد الإيمان وإضعافه، فالحرب مع إبليس اللعين من أخطر الحروب وأعظمها في الدنيا، وهي قائمة حتى قيام الساعة، ومكائده عديدة ومتنوعة، فالشيطان يأتي للإنسان بما يتناسب مع طبيعته ونقاط قوته وضعفه، فيدخل للإنسان أحياناً من باب تزيين الباطل، وأحياناً من باب الرياء، وأحيانا يُسهّل على العبد الوقوع في الصغائر حتى يقع بعد ذلك في الكبائر.[12]
الدنيا وفتنتها
إذا تعلّقلت النفس البشرية بالدنيا وتمسّكت بها، فإن تعلقها بالآخرة سيضعف، فالنفس قد تفضّل العاجل الحاضر على الآجل الغائب، والاستمتاع بالدنيا ليس مذموماً، ولكن قد ينشغل الإنسان بملذاتها ويتعلق قلبه بها، فيضعف انشغاله بالآخرة ويقل إيمانه.[12]
أصدقاء السوء
إن من أكثر الأمور ضرراً على الإيمان أصدقاء السوء، لأنهم لا يريدون خيراً لأصدقائهم، ويسعون لإضعاف إيمانهم وإبقائهم على طريق الضلال والعصيان، فصحبتهم تؤدي للتكاسل عن الطاعة والعبادة.[12]
ثمار الإيمان
إن من أعظم نعم الله -تعالى- وأهمّها على عبده المؤمن؛ نعمة الإيمان، وهذه النعمة لها فوائد عظيمة، وثمرات كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، وهي متنوعة جدا؛ فنجد ثمار عامة في الدنيا، وثمار متعلقة في حياة الفرد المؤمن، وكذلك منها ما هو متعلق في الآخرة، وفوائد وثمار في المجتمع للجماعة المؤمنة، فالإنسان الذي آمن بالله تعالى، وعرف غايته في هذه الحياة، وأعطى كل ذي حق حقه فلم يظلم، ولم يؤذي أحد، نال الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة، ومن ثمار الإيمان العامة التي يجنيها المؤمن في الدنيا: الحياة الطيبة، والهداية للحق، والرزق الطيب، والعزة، والنصر على الأعداء، والاستخلاف في الأرض، أما الثمار التي يجنيها المؤمن للآخرة فهي: حسن الخاتمة، والتثبيت عند السؤال في القبر، والأمن من الفزع الأكبر، وتيسير الحساب يوم القيامة، والنجاة من النار، والفوز بالجنة، ومن الجدير بالذكر أن هناك ثمار خاصة للمؤمن متعلقة بالكثير من قضايا الإيمان، والتي تعود بكل الخير على الفرد، وعلى المجتمع.[13]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 285.
- ↑ أبو الحسن المحجوبي و فضل الله كسكس (27-12-2014)، "الإيمان بالله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2019. بتصرّف.
- ↑ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات (11-1-2014)، "الإيمان بالله تعالى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ سعيد بن مسفر (15-8-2013)، "نفع الإيمان لأهله"، www.knowingallah.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2019. بتصرّف.
- ↑ خالد البليهد، "كَيْفَ نَزِيدُ إِيمَانَنَا"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1951، صحيح.
- ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن ابن تيمية، الصفحة أو الرقم: 10/58، صحيح.
- ↑ "الإيمان أولاً"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2019. بتصرّف.
- ↑ د: علي بادحدح (14-1-2011)، "نعمة الإيمان .. سعادة الدنيا ونجاة الآخرة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 43، صحيح.
- ↑ "كيف تذوق حلاوة الإيمان؟"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "أعداء الإيمان الثلاثة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2019. بتصرّف.
- ↑ خالد البغدادي (28-9-2012)، "ثمار الإيمان"، www.jameataleman.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-2-2019. بتصرّف.