كيفية كتابة مشكلة البحث
مفهوم مشكلة البحث
يسعى البحث العلمي إلى إيجاد حلول للمشكلات وتفسيرها تفسيراً علمياً، فيطرح الباحث مجموعة من التساؤلات العلمية المنطقية لإيجاد تفسيرات علمية ومنطقية عن تساؤلاته في كلّ ما يحتاج إلى تفسير وتوضيح لنواحي حياة الإنسان، وليس فقط في مجالات البحث العلمي الأكاديمي وحسب وإنّما في جميع نواحي الحياة، فمشكلة البحث هي كلّ ما من شأنه أن يثير تساؤلاً لدى الباحث.[1]
من الجدير بالذكر أنّ مشكلة البحث العلمي تتبلور في جملة في صيغة سؤال تستفسر عن العلاقة القائمة بين متحولين أو أكثر وجواب هذا السؤال هو الغرض من عملية البحث العلمي، أي أن الخطوة الأولى في الدراسة العلمية هي تحديد مشكلة البحث التي ينشد الباحث دراستها والتعرّف على أبعادها بصورة دقيقة وإظهار الصورة الكاملة التي تتجلى فيها المشكلة، ولا بد أنْ تكون هناك مبررات علمية يسوقها الباحث لدراسة مشكلة بعينها حتى تكون دراستها إضافة علمية جديدة.[1]
كيفية كتابة مشكلة البحث
تتطلب كتابة المشكلة البحثية عدة معايير معينة تسهم في بلورتها بشكل واضح ومفهوم وهذه المعايير هي كما يلي:[2]
- اختيار مشكلة البحث العلمي، وهي من أهم الأعمال البحثية الخاصة بالدراسات الأكاديمية، لأنّها مرتبطة بمشكلته ارتباطًا وثيقا مع نسبة نجاح البحث العلمي وانتشاره في المجمعات العلمية البحثية والجامعات.
- اتصال المشكلة بالواقع الحياتي الذي يمس حياة الباحث والواقع الذي أدى بالتفكير في البحث، وأن تكون حقيقية واقعية.
- الحاجة إلى الإحساس بمشكلة البحث، فهي تسعى لصحابها كما يسعى هو لها، فمقومات الباحث ومعرفته الكبيرة وتخصصه العلمي يضعه في نسق واحد هو تحديد مشكلة ما والعمل على حلها بطريقة بحثية علمية منهجية، وأن يشعر الباحث بالمشكلة ويكون جزءًا منها فهي الركيزة الأولى ومفتاح سير الباحث في إعداد دراسته الأكاديمية.
- التوافق بين مؤهلات الباحث وشهاداته العلمية مع مشكلة البحث العلمي، وتكون المشكلة البحثية في نفس التخصص العلمي الذي درسه الباحث، فالمتخصص في العلوم التربوية يبحث عن مشكلة متخصصة في المجالات التربوية، والدارس الأكاديمي يختار مشكلة أكاديمية في العلوم والعارف المختص بها.
- ارتباط مشكلة البحث في سياق اهتمامات الباحث العلمي ورغباته وميوله النفسي حتى تبعث الاطمئنان في نفسه طوال فترة البحث.
- معرفة الأهمية العلمية لمشكلة البحث؛ لما لها من مردود علمي واجتماعي وثقافي كبير، وتوفير الرابط الواقعي مع مشكلة البحث يجعله محل نقاش دائم، ويعمل على تشارك البحث أو الدراسة العلمية الخاصة بمشكلته في مختلف الميادين العلمية وغيرها.
- توفر المعلومات والمصادر المعرفية، لمشكلة البحث العلمي حتى لا تحتاج إلى مجهود كبير وتحركات متعددة للوصول إلى بيانات ومعلومات خاصة بالمشكلة.
صياغة مشكلة البحث
من الجدير بالذكر أنّ مشكلة البحث تُصاغ من خلال تعريف المشكلة وتحديدها بضبط معالمها ووضعها في مجراها الفكري والنظري الذي تنتمي إليه، بسبب شعور الباحث بأن التفسير الحالي غير مرضٍ بناء على ما تقدّم من أدب سابق للمشكلة وذلك يكون بهدف توسيع المعرفة الموجودة التي تعتمد على تفسير الظاهرة وبيان النظريات التي تفسرها مع تقديم أفكار ذات أهمية وذات صلة بشعور الباحث بالمشكلة للوصول إلى تفسيرات أفضل مع إبراز نقاط الضعف والقصور في المعرفة الحالية، وأنّ المعرفة السابقة غير متوافقة مع التفسير المقدم، وتُصاغ مشكلة البحث بطريقة تُبين عدم كفاية المعرفة لتفسر الظاهرة المحددة، وأن تراعي جميع الاعتبارات العلمية مع توضيح العلاقة الوظيفية بين إشكالية البحث والتراث العلمي السابق، وتتجسد مشكلة البحث العلمي في السؤال الأوليّ ويعبر عنها أحياناً بالسؤال الرئيس الذي يبلور الفكرة المحورية التي يدور حولها موضوع البحث، ويتفرّع عنه مجموعة من الأسئلة.[3]
تُصاغ المشكلة بعبارات واضحة ومفهومة ومحددة تُعبّر عن مضمونها ومجالها، كما توّجه الباحث إلى العناية المباشرة بمشكلته، بالإضافة إلى جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بها وترشده إلى مصادر المعلومات المتعلقة بها، كما تتطلب من الباحث اختيار الألفاظ والمصطلحات لعبارات المشكلة أو الأسئلة التي تطرحها للبحث بصورة تُعبر عن مضمونها بدّقة ولا تكون موسّعة متعددة الجوانب كثيرة التفاصيل أو ضيقة محددة للغاية، كما يصعب فهم المقصود منها بدقّة ووضوح، كما تُصاغ إمّا صياغة تقريرية وإما لفظية مثل التعبير عن المشكلة بجملة خبرية مثل علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي عند طلبة المرحلة الأساسية في الاردن، أو صياغة استفهامية مثل: ما أثر الذكاء على التحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الأساسية في الأردن؟ أو بأن تُصاغ بطريقة الفرضية الإحصائية مثل: يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التحصيل الدراسي.[4]
شروط مشكلة البحث
إنّ البحث العلمي ليس أمراً اعتباطياً بل هو منهج قائم على محاولة إيجاد حلول وتفسيرات لظواهر تُؤرّق الباحث، حيث إنّ هناك مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في كتابة مشكلة البحث العلمي، حيث يجب أنْ يكون موضوع المشكلة المراد البحث فيها جديداً لم يتطرق إليه أحد من قبل وحقيقية يشعر الباحث بوجودها، كما تكون المشكلة قابلة للحل، وذات علاقة بموضوعات مرتبطة ارتباطاً كلياً بحياة المجتمع بتحديد نطاق مشكلة البحث، وألّا تتعرض لموضوعات تثير حساسية المجتمع من النواحي الأخلاقية، وأن تُضيف معرفة جديدة في موضوع معين أو إضافة جديدة لجانب معين، وأنْ تكون بياناتها جاهزة حتى يستطيع الباحث الوصول إليها واختبارها، كما يجب أنْ ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع ميول الباحث العلمية.[2]
المراجع
- ^ أ ب "تعريف مشكلة البحث وشروطها"، manaraa، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب سيهل ذياب (2003)، مناهج البحث العلمي ، غزة-فلسطين : بلا، صفحة 33-34. بتصرّف.
- ↑ كمال دشلي (2016)، منهجية البحث العلمي ، حماه-سوريا: جامعة حماه، صفحة 25-26. بتصرّف.
- ↑ ابتسام الزويني (30-11-2014)، "صياغة مشكلة البحث"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018. بتصرّف.