كيف بنيت الأهرامات المصرية
الأهرامات المصرية
الحضارة الفرعونية من أشهر الحضارات القديمة المختلفة عن باقي الحضارات، فحياة الفراعنة تميّزت عن غيرها بالتنظيم الشديد والدقة المتناهية، وقد عاش الفراعنة في مصر منذ القدم، وهم آخر من غزاها، حيث إنّهم تمركزوا على ضفاف نهر النيل وعملوا بالزراعة لخصوبة المنطقة المحاطة بنهر النيل، وكان إنتاج المحاصيل الزراعية يكفي لإطعام جميع المصريين، فعملوا أيضاً بالتجارة، وتكيّفوا مع الظروف واستغلوا أماكن توفر الآبار المائية، والنفط، والمعادن وهذه أسباب نجاح حضارتهم الفرعونية.
بناء الأهرامات المصرية
اهتم الفراعنة بالعديد من الأمور الّتي أسهمت بازدهار النمو الاقتصادي في مصر، حيث تمكنوا من بناء أعظم صرح بالعالم، فاهتموا بالعلوم والأدب، ونظموا الكتابة، وصنعوا معدات حربية للقتال ولحماية أنفسهم، وبرعوا بالتداوي بالأعشاب الطبية الّتي كانت تنمو وحدها.
كما أنهم تميزوا وبرعوا عن غيرهم من القبائل بمجال الهندسة المعمارية والعمارة، ففي مصر آثار لا زالت موجودة حتى وقتنا الحاضر تشهد على براعة الفراعنة في البناء، حيث إنّهم بنوا الأهرامات وشيّدوا القصور وبنوا مقبرة لكل ملك ليدفن فيها وكانت المقابر أشبه بالقصور، وبنوا المعابد المكسوة جدرانها بالزخارف والنحوت والنقوش، وبنوا الأهرامات الواقعة في مدينة الجيزة، حيث تم بناؤها لتكون مقابر للملوك على شكل هرم.
كل هرم يحمل اسم الملك الذي بناه ودفن فيه، وعددها ثلاثة أهرام لثلاثة ملوك هم: خوفو، ومنقرع، وخفرع، حيث قام بالإشراف على بنائها العديد من المهندسين حتى وصلت لشكلها النهائي، ويذكر بأنّ شكلها كان مفلطحاً، ثم جعل المهندس هيمونو الخاص بالملك خوفو شكلها النهائي هرمياً.
يعود عمر بنائها ما يقارب خمساً وعشرين قرناً، واستغرق بناء الأهرامات سنوات عديدة، حيث استخدم في البناء مواد بدائية بأحجار ضخمة مرصوصة بشكل منتظم، ومرتب، ومتناسق، وخالٍ من وجود أية فراغات، وارتفاع الأهرامات عالٍ جداً وحجمها هائل، ومن الداخل تظهر روعة معمارية مذهلة ومتقنة حيث توجد أدراج وممرات بنظام مبهر.
كان من أكبر الأهرامات بناءً هو هرم الملك خوفو، الذي دفن فيه وكانت منصة بأعلى الهرم مطلية بالذهب ولكنها اختفت، ويحتوي هذا الهرم على العديد من الممتلكات الخاصة بالملك خوفو وعائلته، وتماثيل تم نحتها ووضعت بداخل الهرم، وتمت سرقة العديد من التمائيل الموجودة داخل الهرم والعديد من الممتلكات الثمينة الخاصة بالملوك، حيث إنّها تعرضت للتخريب لعدة مرات، وحاولت الشعوب الأخرى جاهدة تقليد بناء الأهرامات ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولا زالت عظمة البناء للفراعنة حتى يومنا هذا.