-

كيف تم جمع القرآن

كيف تم جمع القرآن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نزل كتاب الله تعالى على الرسول الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - على امتداد 23 عاماً، حيث كان ينزل متفرقاً، فبعض الآيات الكريمات نزلت بسبب والبعض الآخر نزل بدون سبب على قلب الرسول الأعظم، وخلال فترة نزول القرآن العظيم كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أوكل مهمة كتابة القرآن على أدوات القديمة التي كانت متوافرة في ذلك الوقت إلى بعض الصحابة الكرام والذين اشتهروا بفطنتهم العالية وذكائهم الحاد وأمانتهم وأخلاقهم الرفيعة، ومنهم عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهم -.

وعندما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن كله مدوناً على الرقاع والعسب واللخاف وما إلى ذلك من الأدوات التي كانت تستخدم للتدوين بشكل كبير في ذاك الوقت، ولكنه لم يكون مجموعاً بل كان مفرقاً، ويرجع السبب في ذلك إلى أن كتاب الله لم ينزل دفعة واحدة ولكنه نزل متفرقاً، ومن هنا كانت عملية جمعه مباشرة غير مجدية لأن الترتيب الآيات الكريمات كانت تنزل تباعاً ولكان ذلك سبباً في أن تستمر عملية التغيير والتبديل في ترتيب الآيات وهذا أمر شاق جداً. ولكن بوفاة الرسول اكتمل نزول كتاب الله، فأصبح كاملاً ولكنه متفرق. كما أن وفاة الرسول أعقبتها وقائع حروب الردة والتي استشهد فيها جمع غفير من الصحابة حفاظ القرآن الكريم مما سبب قلقاً لعمر بن الخطاب الذي ظل وراء أبي بكر الصديق حتى أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن الكريم. ويتوجب الانتباه إلى أن ترتيب الآيات وترتيب السور وأسماء السور كله من عند الله تعالى وليس لأحد فيه اجتهاد، وقد انتقل إلى الصحابة الكرام عن طريق الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - عن طريق جبريل الأمين - عليه السلام -، فكل ما يتعلق بكتاب الله هو من عند الله.

أما المرحلة الثانية من مراحل جمع القرآن الكريم وهي ما تم في عهد ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، ففي زمن عثمان دخل غير العرب إلى الإسلام بكثرة، حتى أصبحت وجوه القراءة متعددة، فخاف عثمان على القرآن من حدوث تغير في طريقة قراءته ولفظ كلماته وحروفه وبالتالي تبدل المعنى، فأمر زيد بن ثابت مرة أخرى ومعه عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث وأخيراً سعيد بن العاص، حيث قاموا بنسخ المصحف وتوحيده على قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونطقه للكلمات، وبالتالي حفظ كتاب الله وكنتيجة لذلك حفظت اللغة العربية وتم توحيدها ولهجة القرآن الكريم اليوم هي لهجة قريش.